ناقلات الظل تحمل النفط من دول خاضعة لعقوبات وتهدد سلامة النقل البحري

ولاء عدلان

سلط تقرير لوكالة أنباء رويترز اليوم الخميس 23 مارس 2023، الضوء على الخطر الذي تشكله شبكة السفن، التي تسهم في نقل نفط الدول الخاضعة للعقوبات الدولية، على حركة الملاحة العالمية.

وأشار التقرير إلى أن العام الماضي شهد تكرار لحوادث جنوح السفن وتسرب الوقود منها في الممرات الملاحية الدولية، موضحا أن هذه السفن غالبيتها جزء من أسطول ناقلات “الظل” التي نقلته النفط العام الماضي من دول تخضع لعقوبات غربية وذلك وفقا لتحليل أجرته رويترز لبيانات تتبع السفن والحوادث ومقابلات مع أكثر من 12 متخصصا في القطاع.

خطر يهدد سلامة النقل البحري

قال ممثلو القطاع، ومن بينهم متعاملون في سلع أولية وشركات شحن وتأمين، إن المئات من السفن الإضافية انضمت لتلك التجارة الغامضة الموازية على مدى السنوات القليلة الماضية نتيجة لتزايد صادرات النفط الإيرانية إضافة إلى قيود فرضها الغرب على مبيعات الطاقة الروسية بسبب حرب أوكرانيا.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة (ستينا بالك) لتشغيل الناقلات إريك هانل أن خطر وقوع الحوادث يتزايد بكل تأكيد مع زيادة حركة هذه الناقلات التي غالبا ما تكون قديمة الطراز ولا لصيانة جيدة.

وبحسب التقرير توقف العديد من شركات إصدار شهادات الاعتماد وصناعة المحركات التي تقر صلاحية وسلامة السفن للملاحة عن تقديم خدماتها لسفن تحمل النفط من دول خاضعة لعقوبات مثل إيران وروسيا وفنزويلا كما فعلت كذلك شركات تأمين، ما يعني أن هناك رقابة وإشراف أقل على سفن تحمل شحنات خطرة قابلة للاشتعال.

8 حوادث على الأقل في عام واحد

يخشى خبراء القطاع من أن تلك التجارة الموازية التي تنقل ملايين البراميل من النفط حول العالم قد تقوض جهودا تبذل منذ عقود لتعزيز سلامة النقل البحري بعد كوارث مثل كارثة تسرب النفط من الناقلة إكسون فالديز في ألاسكا عام 1989.

وخلال العام الماضي وقعت 8 حوادث على الأقل شملت الجنوح والتصادم أو التصادم الوشيك لناقلات تحمل نفطا أو منتجات نفطية من دول خاضعة لعقوبات منها حوادث قبالة سواحل الصين وكوبا وإسبانيا وفقا لتحليل أجرته رويترز لمعلومات تتبع السفن وبيانات من شركة (لويدز ليست إنتيليجينس) بشأن حوادث السفن.

وخلص التحليل إلى أن هذا العدد من الحوادث يعادل ما وقع في السنوات الثلاثة السابقة مجتمعة لكنه لا يزال يشكل نسبة صغيرة من كل الحوادث المسجلة في قطاع الشحن العالمي في 2022 وعددها 61 حادثة.

حجم ناقلات الظل غير معلوم

أشار تقرير رويترز إلى أن التقديرات لحجم أسطول الظل تتباين إذ يقدر متخصصون في القطاع العدد بأنه يتراوح ما بين أكثر من 400 إلى أكثر من 600 أو نحو 20% من أسطول ناقلات النفط في العالم.

وقال مدير قسم الشحن في شركة ترافيجورا للتجارة في السلع الأولية آندريا أوليفي إن بياناتنا تظهر أنها وصلت إلى نحو 650 ناقلة، وتقدر الشركة أن ثلثي هذا العدد ناقلات نفط خام.

وحذر البعض من أن حجم أسطول الظل أصبح أصعب في تقديره بالنظر إلى تعقيد المشهد المتعلق بالعقوبات المفروضة على النفط الروسي، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق إن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لتحديد عمليات التهرب من العقوبات في قطاع الشحن من أجل تعزيز سلامة الملاحة وتقليل المخاطر البيئية.

ووفقا لمزود البيانات (فيسلز فاليو)، يبلغ عمر حوالي 774 ناقلة من أصل 2296 في مجمل أسطول النفط الخام العالمي 15 عاما أو أكثر، ورغم أنه من غير المعروف كم من هذه السفن القديمة يشارك في أسطول الظل، فإن سياسات التدقيق الصارمة لشركات النفط الكبرى وتجار السلع الأولية تعني أنهم يستخدمون ناقلات تقل أعمارها عن 15 عاما.

ربما يعجبك أيضا