دراسة: قيادة السيارات الجديدة قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان

بسام عباس
سيدة تقود سيارة جديدة

كشفت دراسة حديثة أن مستويات المواد الكيميائية المسببة للسرطان تجاوزت الحدود الآمنة داخل سيارة جديدة معرضة للشمس لأكثر من 12 يومًا.


يسعى الكثير من الأشخاص لاقتناء سيارات جديدة فاخرة تملأ أنوف ركابها برائحة حداثتها، التي تماثل رائحة الأوراق النقدية الجديدة.

ولكن مع التعرض لفترات طويلة لدرجات الحرارة المرتفعة، تتحول هذه الرائحة التي هي مزيج من الأدخنة المتطايرة التي تفرزها الأسطح والمفروشات المصنعة حديثًا، إلى مواد كيميائية مسرطنة تسبب أضرارًا صحية لمن يمكثون وقتًا طويلًا في السيارة.

مخاطر صحية عالية

كشفت دراسة جديدة مشتركة بين باحثين صينيين وأمريكيين، عن أن تعرض السيارات الجديدة لدرجات حرارة عالية يجعلها تنتج موادًا كيميائية تؤثر بالسلب على من يستنشقها، وكشفت مادة الفورمالديهايد، الموجودة في المطهرات ومبيدات الجراثيم ومواقد الغاز، بمستويات تجاوزت معايير السلامة الصينية بنسبة 35%، وكذلك تجاوزت مادة الأسيتالديهيد المسرطنة الحدود الآمنة بنسبة 61%.

وذكر موقع ساينس أليرت العلمي، في تقرير نشره اليوم الخميس 13 إبريل 2013، أن الدراسة وجدت، أن مخاطر الإصابة بالسرطان الناجمة عن العديد من المركبات العضوية المتطايرة داخل السيارات الجديدة المستخدمة في الدراسة عالية لتنذر بوجود “مخاطر صحية عالية على السائقين”.

 عملية الغازات المنبعثة

أشارت التجربة الميدانية التي أجراها الباحثون إلى تغير مستويات المواد المسرطنة المعروفة والمحتملة داخل سيارة مغلقة في طقس متغير من مشمس إلى غائم، وقدرت الدراسة تعرض سائقي سيارات الأجرة والركاب، الذين يقضون عادة 11 ساعة و1.5 ساعة في السيارة يوميًّا، على التوالي، للمركبات المتطايرة في السيارة من خلال امتصاص الجلد لها أو ابتلاعها، أو استنشاقها في الغالب.

وأضاف الموقع، أن فريق البحث جهز سيارة (SUV) متوسطة الحجم، بالبلاستيك والجلد المقلد والقماش المنسوج والشعر، لافتًا إلى أن هذه المواد عندما تخرج حديثًا من خط الإنتاج، تطلق مجموعة متنوعة من المركبات العضوية المتطايرة في الهواء، وهي عملية تعرف باسم الغازات المنبعثة.

وأوضح أن فريق البحث أخذ عينات من الهواء من السيارة واستخدم التحليل الطيفي للكتلة اللونية للغاز لتحديد تركيزات 20 مادة كيميائية في نقاط زمنية مختلفة، ومع ارتفاع درجة حرارة السيارة أثناء النهار، تقلبت درجة الحرارة الداخلية بشكل كبير من 21 درجة مئوية إلى 63 درجة مئوية.

نسبة مخاطر الإصابة بسرطان المتزايدة للسائقين والركاب بعد التعرض لمواد متطايرة من مواد مسرطنة معروفة

نسبة مخاطر الإصابة بسرطان المتزايدة للسائقين والركاب بعد التعرض لمواد متطايرة من مواد مسرطنة معروفة

نصائح لتجنب الأضرار

أفاد الموقع العلمي، بأن بحثًا سابقًا أُجري في ولاية كاليفورنيا كشف أن قيادة سيارة جديدة لمدة 20 دقيقة فقط يعرض من فيها لكميات ضارة من البنزين والفورمالديهايد، مع ارتفاع المخاطر الصحية للفترات الأطول، لافتًا إلى أن تركيز المواد الكيميائية المتطايرة اتخذ أيضًا نمطًا دوريًّا متصاعدًا، متأثرًا بدرجة حرارة السطح داخل السيارة.

وذكر الموقع، أن نتائج هذه الدراسة تستحق الاهتمام، وأنه من المفيد أن ندرك أن التعرض للمواد الكيميائية في السيارات الجديدة يمكن أن يكون محدودًا من خلال بعض الإجراءات المنطقية، ناصحًا باختيار السيارات المستعملة، أو استخدم وسيلة نقل بديلة، أو تخطى القيادة بالتنزه على الأقدام قدر المستطاع.

اقرأ أيضًا: محمد بن زايد: الاهتمام بالصحة يظل في قمة أولوياتنا

اقرأ أيضًا: كابوس الصحة العامة.. المواد الكيميائية السامة ليست ضرورية لإزالة بقع القماش

ربما يعجبك أيضا