اشتباكات السودان.. واشنطن تستعد لفرض عقوبات على طرفي النزاع

محمد النحاس

ما تداعيات فرض واشنطن عقوبات على طرفي النزاع في السودان؟


تستعد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفرض عقوبات على مسؤولين سودانيين، بعد اندلاع اشتباكات بين الجيش والدعم السريع.
يأتي ذلك مع دخول النزاع يومه السادس، وفي أعقاب هدنة جديدة لم تنجح، بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ (حميدتي)، وسط تضارب الأنباء حول مواضع السيطرة وفي ظل أوضاع إنسانية متردية، ومخاطر تكتنف حياة المدنيين.

عقوبات على القادة العسكريين

في تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، المتخصصة في الشأن الدولي، أمس الأربعاء 19 أبريل 2023، أفاد مسؤولون أمريكيون مطلعون -لم تسمهم المجلة- باستعداد إدراة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفرض عقوبات على طرفي النزاع في السودان خلال الفترة القادمة.
وقادت الاشتباكات إلى تأزم الوضع الإنساني، وعدم تمكن الدول الأجنبية من إجلاء رعايها، وخلف ما يقرب من 300 قتيل وحوالي 3000 جريح وفق التقديرات الرسمية، واضطر آلاف السكان لمغادرة العاصمة الخرطوم، والتي تحتدم الاشتباكات في جميع أنحائها.

تبدد المساعي الغربية

علاوةً على ما سلف، فقد بددت الاشتبكات مساعي حكومات غربية للضغط على الخرطوم من أجل تشكيل حكومة مدنية ديمقراطية، وفي ظل التنافس الدولي المحموم بين العديد من القوى الدولية البارزة، تخشى واشنطن اقتراب السودان من الصين وروسيا.
خاصةً بعد ورود تقارير تتحدث عن علاقة مزعومة بين شركة فاجنر شبه العسكرية الخاصة، ومليشيا الدعم السريع المتورطة في نزاع مع القوات المسلحة، والتي تسيطر على العديد من مناجم الذهب، في البلد ذا الموارد الطبيعية الغنية والمتنوعة.

اقرأ أيضًا: حميدتي وفاجنر.. هل تقف روسيا وراء اشتباكات السودان؟

تبعات خطيرة على السودان

لكن المساعي الأمريكية لفرض عقوبات قد تكبد السودان خسائر كبيرة، في وقت يعيش في البلد الإفريقي حالة من التراجع الاقتصادي، وغلاء الأسعار وانخفاض العملة، ونقص في السلع، وقد زاد من تفاقم هذه المشكلات على مدار الأيام القليلة الماضية الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، ما قد يهدد في نهاية المطاف بـ “كارثة إنسانية”.
وهو الأمر الذي أفادت تقارير مؤسسات حقوقية بحدوثه حاتمًا ما لم ينتهي النزاع فورًا، وكانت عواصم غربية قد دعت أطراف النزاع إلى “وقف فوري للقتال دون شروط مسبقة والذهاب إلى طاولة المفاوضات”.
غير أن الجيش السوداني، يبدي عزمًا على دحر الميليشيا التي يصفها بـ “المتمردة والانقلابية”، والتي تسعى لاختطاف السلطة، على حد تعبيرات قادته، وكذلك يشدد حميدتي على أنه لن يوقف القتال سوى بعد القبض على البرهان وتقديمه للعدالة، هذه المعطيات دفعت خبراء في حديث سابق مع شبكة رؤية الإخبارية، لتوقع تواصل العمليات وعدم الذهاب إلى طاولة المفاوضات.
اقرأ أيضًا: حوار| سياسي سوداني لـ «رؤية»: القوات المسلحة ستحسم المعركة  

جهود غربية منسقة

الخارجية الأمريكية أعلنت أنّ واشنطن لا تدرس فحسب خيارات العقوبات المحتملة لكنها تنظر في مجموعة كاملة من الخيارات، مضيفةً “نعمل مع الشركاء لضمان تنسيق الجهود قدر الإمكان”، ما يرجح احتمالية أن تكون هناك عقوبات مستقبلية موحدة من العواصم الغربية ضد أطراف الصراع، خاصةً بعد الاعتداء على دبلوماسيين، لكن من غير الواضح حتى اللحظة آلية تنفيذ هذه العقوبات.
وكان حلفاء واشنطن حول العالم، قد أبدوا اتساقًا غير مسبوقًا في فرض عقوبات على روسيا بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في الـ 24 من فبراير عام 2022.
وكانت الأطراف المدنية قد تقاسمت الحكم مع المكوّن العسكري بموجب ما يعرف بـ “الوثيقة الدستورية”، لكن على وقع خلافات جمة بين الأطراف ومشكلات متتالية، جرى حل مجلس الوزراء ومجلس السيادة عام 2021، وإعلان حالة الطوائ وتعليق العمل بالوثيقة.

اقرأ أيضًا: ممرات آمنة وجهود عربية لوقف النزاع.. ما آخر التطورات في السودان؟

ربما يعجبك أيضا