اكتشاف أقدم نظام هيدروليكي في العالم على طول مجرى نهر النيل

بسام عباس
أقدم نظام هيدروليكي على طول مجرى نهر النيل

يبدو أن بعض الجدران الصخرية القديمة على طول نهر النيل في السودان تمثل أقدم نظام هيدروليكي معروف من نوعه.


كشف فريق بحثي دولي أن شبكة واسعة من الجدران الحجرية على طول نهر النيل في مصر والسودان كوَّنت نظامًا هيدروليكيًّا قديمًا في الوادي.

وتشير نتائج الكشف الجديدة إلى أن المناطق التي ظهرت في النوبة القديمة شمالي السودان، كانت تستخدم النهر لصالحها منذ 3 آلاف عام.

أقدم نظام هيدروليكي

قال موقع ساينس أليرت إن “فريق بحث من جامعات أسترالية وبريطانية وجد دليلًا على أن ممالك النوبة كانت تستخدم هذا النظام الهندسي قبل 2500 عام من استخدام المزارعين في الصين له”.

وكشف الفريق عن المئات من تلك الأنظمة التي لا تزال قائمة في السودان حتى يومنا هذا، بعضها مدفون تحت مياه النيل، والبعض الآخر موجود على مجاري الأنهار القديمة التي جفت منذ فترة طويلة.

وقال المؤلف الرئيس للدراسة، والباحث في كلية العلوم الإنسانية بجامعة أستراليا الغربية، ماثيو دالتون، إن الفريق رسم خرائط وتسجيل الجدران عبر أكثر من 1100 كيلومتر من وادي النيل لتحديد الجدول الزمني للبناء، ومن عمل على بنائها وأسباب ذلك.

أنظمة هيدروليكية مختلفة على طول مجرى النيل في السودان

أنظمة هيدروليكية مختلفة على طول مجرى النيل في السودان

ما الأهداف؟

نوَّه الموقع العلمي، في تقرير نشره الاثنين 19 يونيو 2023، باعتقاد الباحثين بأن تلك الأنظمة استخدمت لأهداف عدة، منها حبس الطمي الخصب، وري الأرض، ومواجهة الفيضانات الموسمية، وإنشاء برك صيد، أو منع رياح الرمال من إتلاف المحاصيل.

وأضاف أن النظام فعال للغاية، ولا يزال يستخدمه السكان المحليون، وإن لم يكن في الأماكن نفسها، لافتًا إلى أن التغيرات المناخية على مدى الـ3 آلاف سنة الماضية أدت إلى تغيير كبير في تدفق نهر النيل في هذه المنطقة.

غير صالحة للعيش

أوضح الموقع أن فريق البحث يعتقد أن البشر القدماء الذين عاشوا على طول نهر النيل بنوا القنوات والموانئ لآلاف السنين، لافتًا إلى أن هذه الهياكل الهندسية شُيدت لدعم المجتمعات الكبيرة في منطقة لم يكن فيها تدفق النيل قويًّا أو متسقًا، كما هو الحال في شمال مصر.

وأضاف أن واحة النوبة لم تدم إلى الأبد، ففي نحو عام 1000 قبل الميلاد، أصبحت المنطقة غير صالحة للعيش بسبب تغير المناخ، وفي عام 200 قبل الميلاد، يعتقد أن فيضان النهر توقف نهائيًّا في بعض المناطق، بينما تعطلت الأخاديد.

وأشار إلى أن هذه الأنهار الضخمة ساعدت في ربط الناس في مصر القديمة والنوبة بتسهيل حركة الموارد والجيوش والأشخاص لمسافات طويلة صعودًا ونزولًا في نهر النيل، وفق ما صرح به دالتون.

اقرأ أيضًا: كليوباترا نتفليكس.. هل يسلط الضوء على ملكات النوبة المنسيات؟

اقرأ أيضًا: تحويل نهر النيل إلى ممر ملاحي دولي.. هل ينهي خلاف «سد النهضة»؟

ربما يعجبك أيضا