الأمن الأوروبي على المحك.. دفاعات روسيا وتأخر الإمدادات يهددان هجوم أوكرانيا المضاد

محمد النحاس

ينتقد المقال المنشور بالجادريان بطئ الإمدادات الغربية والإجراءات البيروقيراطية التي لا تتناسب في ظل اندلاع الحرب.


منذ ما يزيد عن الشهر، تكافح القوات الأوكرانية في هجومها المضاد ضد القوات الروسية، المتمترسة خلف دفاعات شديدة التحصين.

وفي تحليل بصحيفة الجارديان البريطانية، يسلط الباحث في المعهد الملكي لدراسات الأمن والدفاع (المعهد الملكي للخدمات الموحدة) جاك واتلينج، الضوء على بعض المشكلات الهيكلية التي تعيق تقدم القوات الأوكرانية.

دفاعات روسية حصينة

سلّط الباحث جاك واتلينج الضوء على مدى الصعوبات التي تواجه القوات الأوكرانية، أمام مواقع روسية شديدة التحصين بطبقات متتالية من الدفاعات المتنوعة كمًّا ونوعًا، فضلًا عن دعمها بالمدفعية والطائرات الهجومية والدفاعات الجوية.

وفي تحليل منشور بالجارديان، أمس الأحد 23 يوليو 2023، يلفت الزميل بالمعهد الملكي لدراسات الأمن والدفاع إلى “على الرغم من أن تفوّق القوات الأوكرانية عملياتيًّا حين وقوع قتال مباشر، فالوصول للقوات الروسية ليس سهلًا، دون التعرض لخسائر كبيرة”.

الإمدادات الغربية

أشار المقال إلى مدى صعوبة اختراق الدفاعات والعقبات المرتبطة بهذا، لأن القوات الأوكرانية تحتاج إلى أسلحة المدفعية، والقدرات الهندسية، والدفاع الجوي، والتدريب الجماعي وإعداد الموظفين من أجل تنفيذ عمليات هجومية ناجحة، والتعامل مع الحالات المختلفة المرتبطة بالحرب.

وهو ما أوضحته كييف للعواصم الغربية، في الفترة من يوليو إلى سبتمبر من العام الماضي. وعلى الرغم من تقديم شركاء أوكرانيا الغربيين أسلحة المدفعية، كانت الدفاعات الجوية التكتيكية نقطة ضعف، وكان التدريب الجماعي أكثر بطئًا من احتياجات أوكرانيا، حسب المقال.

ويلفت إلى أن تأخر الإمدادات العسكرية الغربية كان سببًا في استغلال الروس الفرصة والعمل على تحقيق نجاحات ميدانية، وبناء تحصينات دفاعية قبل أشهر من بدء الهجوم المضاد، غير أن العديد من التدريبات التي تلقتها القوات الأوكرانية من شركائها الغربيين، سيئة التصميم.

مشكلة الأمن الأوروبي

وفق المقال، تسلط القيود البيروقراطية لدى الدول الغربية المؤازرة لأوكرانيا الضوء على مشكلة خطيرة، فعلى الرغم من عدم الانخراط المباشر في القتال، يعتمد مستقبل الأمن الأوروبي على نتيجة الصراع في أوكرانيا.

وعلى الرغم من هذا تستمر العواصم الغربية في تبني مقاربات لا تصلح إلا في أوقات السلم، فضلًا عن اتسامها بالبيروقراطية والبطء الشديد، وعلى الرغم من إحراز الجيوش الغربية تقدمًا ملموسًا منذ بداية الحرب، كانت الحكومات أبطأ في إدراك ما ينبغي عليها فعله.

بطء الاستجابة

حسب المقال، تظهر هذه المشكلة بجلاء في ما يتعلق بسياسة إنتاج الذخائر لدى الدول الغربية، فعلى الرغم من الضغوط التي سبتتها الحرب على مخزونات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ظلت دول الناتو بطيئة الاستجابة، رغم اتضاح المشكلة منذ يوليو 2022، وحال لم تحل هذه المعضلة، ستفقد أوكرانيا ميزتها الحالية، وسيعاني الناتو لتحقيق الأهداف المُتفق عليها في قمة فيلينوس.

وأشار المقال إلى أن مستقبل الأمن الأوروبي يعتمد على قدرة العواصم الغربية على بناء رؤى طويلة الأمد، واتخاذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب، لافتًا إلى أن لقطات “المجازر” شرقي أوكرانيا، تذكر بكلفة التأخير.

اقرأ أيضًا| روسيا تستنزف دفاعات أوكرانيا الجوية.. وتحذيرات ومخاوف من توسيع الحرب

اقرأ أيضًا| قلق أمريكي وبطء أوكراني.. لماذا حشدت روسيا 100 ألف جندي للهجوم على خاركيف؟

ربما يعجبك أيضا