اكتشاف يحير العلماء.. أسماك قرش من ذوات الدم الحار

بسام عباس
سمك القرش المتشمس

اكتشف العلماء حالة استثنائية لأسماك ذوات الدم الحار جزئيًا، ما يغير جذريًّا الفهم الشائع لفسيولوجيا الأسماك.


من بين جميع أنواع أسماك القرش والأسماك التي تعيش في المحيطات اليوم، ينتمي حوالي 99.9% إلى ذوات الدم البارد.

ولكن منذ نحو 50 عامًا فقط، اكتشف الخبراء أن أنواع أسماك القرش والتونة ليست كلها باردة مثل المياه التي تسبح فيها، بل إن بعضها من ذوات الدم الحار، حسب تقرير لموقع ساينس أليرت، اليوم الأحد 30 يوليو 2023.

أبقار لها أجنحة!

أعرب عالم الأحياء البحرية في كلية ترينيتي الإيرلندية، نيكولاس باين، عن تعجبه من اكتشاف أن أسماك القرش المتشمس (الجوَّاب) تُظهر ارتفاعًا في درجات حرارة الجسم في أثناء السباحة، واصفًا ذلك بأنه مثل “اكتشاف أن الأبقار لها أجنحة”.

وأضاف، حسب تقرير ساينس أليرت، أن أجزاء من هذه الأسماك أكثر دفئًا من المحيط الذي تعيش فيه، ما يعني أنها ليست منتجة للحرارة تمامًا أو من ذوات الدم البارد، ولكن توصف بأنها “ماصّة للحرارة إقليميًّا” أو من ذوات الدم الحار.

ولأن جميع هذه الأسماك تقريبًا هي حيوانات مفترسة في قمة الهرم الغذائي، اعتقد بعض العلماء أن نظام الدورة الدموية الجديد الخاص بها ضمن بطريقة ما موقعها على قمة السلسلة الغذائية في المحيط.

قمة الهرم الغذائي

قال الموقع العلمي إن الدراسة الجديدة التي أجراها نيكولاس باين وفريقه، على سمك القرش المتشمس بطيء الحركة، خلصت إلى أن عملية امتصاص الحرارة الإقليمية لا تظهر فقط في الحيوانات المفترسة على قمة الهرم، ولكن يمكن أن تظهر أيضًا في المغذيات السلبية الكبيرة أيضًا.

وذكر أن فريق البحث الدولي ميَّز أسماك القرش المتشمس باستخدام أدوات بيولوجية إلكترونية، وقاس درجات حرارة أعلى من أنسجة الجلد تحت الجلد مما كان متوقعًا، وكانت درجات الحرارة المُسجَّلة تشبه سواحل الحرارة الإقليمية الأخرى، مثل قرش الأبيض الكبير.

وقال باين إن علماء البحار كانوا يعتقدون أن عملية امتصاص الحرارة موجود فقط في الأنواع المفترسة الرئيسة، التي تتربع على قمة الهرم الغذائي البحري، والآن ظهر نوعًا يعيش على العوالق الصغيرة، ولكنه يشترك في تلك الخصائص الإقليمية غير المألوفة للحرارة.

الحفاظ على الحرارة

وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة “أبحاث الأنواع المهددة بالانقراض” أن الباحثين شرَّحوا سمكة القرش المتشمس، لاحظوا وجود كمية غير عادية من العضلات المدمجة حول قلبها، ما يشير إلى أن أسماك القرش المتشمس تحافظ على ارتفاع ضغط الدم وتدفق الدم أكثر من معظم الأسماك الأخرى.

وأضافت أن هذا يسهل العضلات الدافئة ويتيح لها الهجرة والتغذية بنحو أكثر كفاءة في المياه الباردة، ولكن هذه الخاصية الفسيولوجية لم تتطور لاصطياد الفريسة سريعة الحركة، ولا يرجع ذلك إلى حجم جسم القرش الهائل، والذي يمكن أن يصل طوله إلى 12 مترًا.

ضآلة المعرفة

كشفت الدراسة عن أن الأسماك ذوات الدم الحار بإمكانها السباحة بمعدل 1.6 مرة أسرع من نظيراتها من ذوات الدم البارد، ما يتيح لها ميزة تطورية محتملة لنظام الدورة الدموية الفريد، ويجعل القرش المتشمس مثالًا ساطعًا لمدى ضآلة ما نعرفه عن أنواع أسماك القرش عمومًا.

وقالت عالمة الحيوان في جامعة ترينيتي، هالي دولتون: “لدينا الكثير لنكشفه عن ثاني أكبر سمكة في العالم، ما يسلط الضوء على التحدي الذي يواجه الباحثين لجمع ما في وسعهم لمعرفة أنواع الكائنات الحية للمساعدة في استراتيجيات الحفظ الفعالة”.

اقرأ أيضًا: دراسة تحذر من زيادة هجمات أسماك القرش عند اكتمال القمر

اقرأ أيضًا: فيديو.. أضخم أسماك القرش في العالم ترهب شاطئًا إسرائيليًا

ربما يعجبك أيضا