100 مليار دولار سنويًّا.. العالم يعول على «كوب 28» للحد من هدر الغذاء

إسراء عبدالمطلب

دعم الجهود الدولية للحد من فقد وهدر الغذاء، وتطوير وتسريع المبادرات ذات الصلة لتعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامته.


نجحت دولة الإمارات العربية خلال السنوات الماضية في قيادة وحشد الجهود الدولية لحماية وتعزيز الأمن الغذائي العالمي.

وطرحت الإمارات الحلول المناسبة لجميع الدول، وأطلقت المبادرات ودعم المشاريع التي تسهم في تحسين إنتاج الغذاء وتأمين استدامة سلاسل توريد المواد الغذائية ومكافحة الجوع في جميع أنحاء العالم.

الأمن الغذائي العالمي

حسب وكالة أنباء الإمارات “وام”، تنطلق الإمارات في اهتمامها والتزامها بقضية الأمن الغذائي العالمي من قناعة راسخة بأن المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم تتطلب تكثيف التعاون والشراكات الدولية في مجال تبني مفاهيم وممارسات الاستدامة على أوسع نطاق.

علاوة على تبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين الحكومات والدول والقطاع الخاص في ما يتعلق بإيجاد حلول مبتكرة لتوفير مصادر جديدة للغذاء تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، بما يضمن تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية.

الابتكار الزراعي للمناخ

تعد مبادرة “الابتكار الزراعي للمناخ” التي تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، من أبرز الخطوات العملية التي شهدها العالم مؤخرًا لتسريع التحول المنشود في النظم الغذائية، وصولًا إلى تحقيق ثاني أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في القضاء التام على الجوع بحلول عام 2030.

وتركز المبادرة على تسريع ابتكار أنظمة زراعية وغذائية تدعم العمل المناخي، حيث يتحمل القطاع الزراعي المسؤولية عن 25% تقريبًا من الانبعاثات الضارة بالبيئة عالميًّا.

وتسعى المبادرة إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي وتوفير فرص عمل أكبر في هذا القطاع الحيوي الذي يوفر أكثر من ملياري فرصة عمل ويوفر الغذاء لجميع سكان الكوكب.

كوب 28 والحد من هدر الغذاء

تضمنت المبادرة عند إطلاقها في نوفمبر 2021 تعهدًا باستثمار 4 مليارات دولار في أنظمة ومشاريع الزراعية المبتكرة حول العالم، وفي مايو 2023 أُعلن زيادة الاستثمار لأكثر من 13 مليار دولار، بالإضافة إلى نمو شركاء المبادرة إلى أكثر من 500 منظمة حكومية وغير حكومية في جميع أنحاء العالم.

ويتطلع العالم إلى قمة المناخ (كوب 28) التي تستضيفها دولة الإمارات، والتي ستسهم في دعم الجهود الدولية للحد من فقد وهدر الغذاء، وتطوير وتسريع المبادرات ذات الصلة لتعزيز الأمن الغذائي، وضمان استدامته إضافة إلى حض الحكومات والمؤسسات على قطع التزامات طوعية للحد من هدر الغذاء.

توفير تمويل 100 مليار

في سياق متصل، طالب المدير العام لقمة المناخ “كوب 28″، ماجد السويدي، البلدان المتقدمة بالوفاء بتعهدها بتوفير تمويل 100 مليار دولار سنويًّا لمساعدة الدول الناشئة على مكافحة التغيرات المناخية.

ولفت السويدي إلى أن العالم لا يزال بعيدًا عن تحقيق الأهداف المناخية لسنة 2030 المنصوص عليها في اتفاقية باريس، وأن تعبئة الموارد اللازمة لصالح الدول النامية أمر في غاية الأهمية لتحقيقها.

ماجد السويدي مدير عام قمة "كوب 28" للمناخ المقرر عقده في دبي العام الجاري

ماجد السويدي مدير عام قمة “كوب 28” للمناخ المقرر عقده في دبي العام الجاري

إزالة العقبات كافة

قال السويدي، خلال مقابلة في قمة الأمازون بالبرازيل، الثلاثاء 8 أغسطس 2023، إننا نحتاج إلى الاستثمار في جميع المجالات عبر جميع أنواع الحلول التي ستعيدنا إلى الطريق الصحيح، ونحتاج لتسليم مبلغ الـ100 مليار دولار العام الحالي.

وكان الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من أشد المناصرين لضرورة التزام الدول المتقدمة بمواصلة تعهداتها بتمويل المناخ، التي تعد قاصرة مقارنة بتريليونات الدولارات المطلوبة لمنع درجات الحرارة العالمية من الارتفاع بأكثر من 1.5 درجة سلزيوس (2.7 درجة فهرنهايت).

وقال إن “معظم الانبعاثات المستقبلية ستأتي من الاقتصادات الناشئة التي لا تملك غالبًا موارد تمويل تكفي للتخفيف من حدة التداعيات المناخية”، مضيفًا “مر وقت طويل على هذه التعهدات وينبغي الوفاء بها، ونحتاج إلى إزالة جميع العقبات”.

ربما يعجبك أيضا