لا القهوة ولا القيلولة.. ما الذي يمكن أن يعوض قلة النوم؟

ربما يساعدك الكافيين على البقاء مستيقظًا والشعور بمزيد من اليقظة، ولكن من غير المحتمل أن يساعدك في المهام المعقدة.

وعلى الرغم من أن القيلولة القصيرة ستجعلك تشعر بتحسن في الليالي التي تحتاج فيها إلى البقاء مستيقظًا، فمن المحتمل أيضًا ألا تساعدك في تحسين أدائك للمهام التي تتطلب تفكيرًا معقدًا.

عدم النوم يضعف الإدراك

أوضحت أستاذة علم النفس في جامعة ولاية ميتشيجن الأمريكية، كيمبرلي فين، أن الحرمان من النوم يقلل من القدرة على التركيز والانتباه، بسبب الحاجة الماسة إلى النوم، والتي تكون أكثر إلحاحًا في الساعات التي يتوقع فيها أن يكون الجسم نائمًا.

وأضافت فين، في تقرير نشره موقع كونفرزيشن العلمي، اليوم السبت 19 أغسطس 2023، أن أبحاث تأثير اشتقاق النوم على أنواع التفكير الأكثر تعقيدًا أظهرت نتائج مختلطة، ولذلك سارعت إلى تحديد كيفية تأثير إبقاء الناس مستيقظين لليلة واحدة على أنواع مختلفة من طرائق التفكير.

اقرأ أيضًا: 4  وصايا ليوم عمل هادئ.. ما علاقة النوم بقوة الإرادة؟

وأجرت تجربة أبقت فيها مجموعة من المشاركين مستيقظين طوال الليل في المختبر، وأمرت مجموعة أخرى بالنوم في منازلهم، ووجدت أن الحرمان من النوم أدى إلى المزيد من الأخطاء في مهام كل مجموعة، بالإضافة إلى عدم القدرة على اتباع سلسلة من الخطوات بالترتيب دون تخطي أي منها أو تكرارها.

اقرأ أيضًا: دراسة: الإفراط في استهلاك الكافيين قد يُعرضك لهشاشة العظام

هل يحل الكافيين محل النوم؟

ذكرت عالمة النفس الأمريكية أن فريق البحث بحث عن بدائل مختلفة لتعويض قلة النوم، وقالت إن الكثيرين يتناولون فنجانًا من القهوة أو مشروبًا للطاقة، وإن دراسة أجريت عام 2022 وجدت أن أكثر من 90% من البالغين الأمريكيين يستهلكون نوعًا من الكافيين يوميًّا.

وأضافت فين أن الكافيين يحسن القدرة على الانتباه لدى المشاركين المحرومين من النوم الجيد، لدرجة أن أداءهم كان مشابهًا لمن ينامون طوال الليل، وعزز إعطاء الكافيين للأشخاص الذين قضوا ليلة كاملة من النوم أداءهم، ولم تكن هذه النتيجة مفاجئة، فالدراسات السابقة توصلت إلى نتائج مماثلة.

وأوضحت أن الكافيين لم يقلل من أخطاء التدبير المنزلي، سواء في المجموعة المحرومة من النوم أو المجموعة التي أخذت حظها من النوم، ما يعني أن الكافيين يساعدك على البقاء مستيقظًا ولعب “كاندي كراش”، ولكن ليس من المحتمل أن يساعدك في اجتياز اختبار الجبر، إن لم تنل كفايتك من النوم.

وماذا عن القيلولة؟

قالت الدكتورة كيمبرلي فين إن أفضل طريقة لاستبدال النوم هي النوم، لافتة إلى الاعتقاد القائل إن القيلولة في أثناء النهار يمكن أن تعزز الطاقة والأداء، وإن القيلولة في منتصف الليل ليست لها أي فوائد ملحوظة للأداء المعرفي خلال الصباح، بعد ليلة من الحرمان الكلي من النوم.

اقرأ أيضًا: دراسة: القيلولة المنتظمة تحمي من الإصابة بالخرف

وأضافت أن بعض المشاركين في التجربة حظوا بفرصة أخذ قيلولة إما لمدة 30 وإما لمدة 60 دقيقة، خلال فترة الحرمان بين الساعة 4 صباحًا و6 صباحًا. ووجدت فين أن المشاركين الذين أخذوا هذه القيلولة لم يكونوا أفضل في مهمة الانتباه البسيطة، أو مهمة التدبير الأكثر تعقيدًا، ممن ظلوا مستيقظين طوال الليل.