أزمة كانتري جاردن تعمق جراح الاقتصاد الصيني

يواجه الاقتصاد الصيني أزمات متلاحقة، آخرها تخلف شركة كانتري جاردن، عملاق العقارات هناك، عن سداد أقساط ديون.

وقبل أيام تقدمت شركة إيفرجراند الصينية بطلب حماية من الإفلاس في الولايات المتحدة، بعد مررو عامين على أزمة ديون تخطت 300 مليار دولار في 2021، كانت على وشك إصابة الاقتصاد الصيني بأزمة، لولا تدخل السلطات.

تراجع سهم كانتري جاردن

هبطت أسهم شركة العقارات الصينية العملاقة كانتري جاردن، في 14 أغسطس 2023، بعدما فاتتها مدفوعات سندات بنحو 22 مليون دولار، وحذّرت الشركة وقتها من خسائر تقدر بمليارات الدولارات، وفق وكالة أنباء رويترز.

اقرأ أيضًا| بنك الشعب الصيني يخفض سعر الفائدة على الإقراض 10 نقاط

وتراجع سعر سهم الشركة الصينية 16% وقتها في بورصة هونج كونج، ما فاقم المخاوف حيال قطاع العقارات الصيني المثقل بالديون بالفعل.

كانتري جاردن تهدد اقتصاد الصين

أعلنت كانتري جاردن، في 11 أغسطس 2023، أنها ستعلق تداول سنداتها الداخلية، في قرار أثار قلق الأسواق، مضيفة أن قيمة ديونها بلغت 1.15 تريليون يوان (159 مليار دولار) أواخر 2022، ورفعت التزاماتها الإضافية تقديرات أخرى لدينها الإجمالي إلى 1.4 تريليون يوان (193 مليار دولار)، حسب بلومبرج.

ومن شأن أي انهيار لكانتري جاردن أن يحمل تداعيات كارثية على النظام المالي والاقتصاد الصيني، كما هي الحال بالنسبة إلى منافستها المثقلة بالديون إيفرجراند (ثاني أكبر شركة عقارات في العالم) التي توقعت مطلع أغسطس أن تبلغ خسائرها في النصف الأول من العام ما بين 45 و55 مليار يوان (نحو 6.2 مليار إلى 7.65 مليار دولار).

سبب أزمة العقارات في الصين

حسب بلومبرج، أدت إصلاحات في قطاع السكن الصيني أواخر تسعينات القرن الماضي إلى ازدهار قطاع العقارات، وهو أمر أسهمت فيه التقاليد الاجتماعية التي تعتبر امتلاك عقار شرطًا للزواج.

لكن بكين باتت في السنوات الأخيرة تعتبر الديون الضخمة، المتراكمة على كبرى شركات القطاع، مصدر خطر غير مقبول لنظام الدولة المالي وسلامتها الاقتصادية في المجمل.

وفي مسعى لتخفيف مديونية القطاع، شددت السلطات منذ 2020 تدريجيًّا شروط حصول المطورين على القروض، ما أدى إلى تجفيف مصادر تمويل الشركات المدينة أساسًا.

تخارج أجنبي واسع من أسواق الصين

أظهرت حسابات، نقلتها فايننشال تايمز البريطانية اليوم الاثنين 21 أغسطس 2023، أن المستثمرين الأجانب يتخلصون من الأسهم والسندات الصينية، بعد أن فقدوا الثقة بوعود بكين بتقديم المزيد من الإجراءات لدعم اقتصاد البلاد المتذبذب.

وتظهر الحسابات المستندة إلى بيانات من مخطط تداول Stock Connect في هونج كونج أن المستثمرين تخارجوا بنحو 54 مليار يوان (7.4 مليار دولار) من الأسهم الصينية، عقب 24 يوليو، حسب فايننشال تايمز البريطانية.

وتراجعت حيازات المستثمرين من المؤسسات الأجنبية بمقدار 37 مليار يوان (5 مليارات دولار)، في يوليو، إلى 3.24 تريليون يوان (446 مليار دولار).

إيفرجراند تتقدم بطلب إفلاس في أمريكا

تقدمت مجموعة إيفرجراند الصينية العملاقة للتطوير العقاري، في 18 أغسطس الجاري، بطلب للحصول على الحماية من الإفلاس في الولايات المتحدة، في إجراء يهدف إلى حماية أصولها في أمريكا، وفقًا لقناة روسيا اليوم.

وواجهت مجموعة إيفرجراند الخاصة صعوبات في 2021، نتيجة ديون هائلة تخطت 300 مليار دولار، حين عززت السلطات الصينية تدابيرها لضبط القطاع العقاري.

وتحولت الشركة العملاقة إلى رمز للأزمة الحادة التي لا يزال القطاع العقاري الخاص يعانيها في الصين، إزاء عجز شركات التطوير عن إنجاز مشاريعها، مع تزايد الآليات القضائية بحقها، ورفض بعض المالكين تسديد قروضهم.

اقرأ أيضًا| قيود من بايدن على الاستثمار الأمريكي بالصين.. وجدل جمهوري