لمكافحة العصابات المسلحة.. الأمم المتحدة ترسل قوات إلى هايتي

آية سيد
لمكافحة العصابات المسلحة.. الأمم المتحدة ترسل قوات إلى هايتي

يهدف القرار الأممي إلى مساعدة شرطة هايتي في استعادة السيطرة من العصابات الإجرامية التي تهيمن على معظم البلاد.


وافق مجلس الأمن على إرسال قوة مسلحة متعددة الجنسيات، بقيادة كينيا، إلى هايتي.

ويهدف القرار الأممي إلى مساعدة شرطة هايتي في استعادة السيطرة من العصابات الإجرامية، التي تهيمن على معظم البلاد، بعد عام تقريبًا من طلب رئيس الوزراء، أرييل هنري، المساعدة الدولية لترويض العصابات الجامحة.

انتشار الجريمة

حسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، يوم أمس الاثنين 2 أكتوبر 2023، تسببت العصابات في موجة من جرائم القتل والخطف، في أفقر دولة في نصف الكرة الغربي. ودفع العنف أيضًا مئات المواطنين البائسين إلى محاولة الوصول إلى الولايات المتحدة في قوارب متهالكة.

وفي خلال 9 أشهر الأولى من العام الحالي، قُتل أكثر من 3 آلاف مواطن هايتي، وخُطف 1500، وهرب أكثر من 200 ألف من منازلهم، وفق  ما ذكرته الأمم المتحدة، التي قالت إن العنف فاقم الفقر، وجعل أكثر من نصف سكان الدولة، البالغ عددهم 11.4 مليون نسمة، يعانون من سوء التغذية.

لمكافحة العصابات المسلحة.. الأمم المتحدة ترسل قوات إلى هايتي

الهاربون من عنف العصابات في هايتي يحتمون في ساحة رياضية بالعاصمة

وفي هذا الشأن، قال رئيس إحدى المنظمات الحقوقية الهايتية البارزة، بيير إيسبيرانس، إن العصابات العنيفة، المتواطئة مع مسؤولين شرطيين وحكوميين بارزين على حد زعمه، تسيطر على 60% تقريبًا من الدولة، ويشمل ذلك 80% من العاصمة بورت أو برنس.

قوة متعددة الجنسيات

قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إن تفويض ما يُعرف ببعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات “سيقدم المساعدة الدولية الضرورية لشرطة هايتي الوطنية، لمواجهة عنف العصابات وتمهيد الطريق باتجاه الاستقرار طويل الأمد”.

ووفق وول ستريت جورنال، صوّتت 13 دولة لصالح البعثة، في حين امتنعت روسيا والصين عن التصويت. وستكون القوة بقيادة كينيا، التي أعربت عن استعدادها للمساهمة بـ1000 ضابط شرطة. وتعهدت دول كاريبية مثل الباهاما، وجامايكا، وأنتيجوا وباربودا، بإرسال أعداد أقل.

وحسب الصحيفة الأمريكية، هذا الانتشار المزمع ليس بعثة رسمية للأمم المتحدة. وحتى الآن، لم يُحدد تاريخ نشر القوة ولم يتضح حجمها.

اقرأ أيضًا| السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة تكشف لـ«رؤية» عن أسباب زيارتها إلى حدود السودان

المشاركة الأمريكية

لفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لن ترسل جنودًا إلى هايتي، لكنها ستقدم مساعدات بقيمة 100 مليون دولار، التي تنتظر موافقة الكونجرس، ودعم من وزارة الدفاع (البنتاجون).

وحسب القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند، من المتوقع أن يقدم الجيش الأمريكي معلومات استخباراتية، وقدرات نقل جوي، واتصالات ودعم طبي بقيمة 100 مليون دولار.

وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع، لويد أوستن، في أثناء زيارته لنيروبي الشهر الماضي، إن الإدارة ستطلب من الكونجرس 100 مليون دولار أخرى لدعم البعثة نفسها.

مهمة صعبة

لمكافحة العصابات المسلحة.. الأمم المتحدة ترسل قوات إلى هايتي

رئيس وزراء هايتي يتحدث أمام الأمم المتحدة

أشارت وول ستريت جورنال إلى أن القوة متعددة الجنسيات ستواجه مهمة صعبة. وفي كلمته أمام الأمم المتحدة، الشهر الماضي، لفت أرييل هنري إلى وجود نحو 162 عصابة، تضم 3 آلاف رجل مسلح يعملون في هايتي.

وفي أغسطس الماضي، هدد زعيم إحدى العصابات القوية، جيمي تشيريزير، الشهير بـ”باربيكيو”، بأنه سيحارب أي قوة دولية مسلحة تنتشر في البلاد.

وبسبب تفوق العصابات في العدد والسلاح، والفرار من الخدمة، تنازلت الشرطة عن السيطرة في مناطق واسعة من البلاد. وحسب هيومان رايتس ووتش، يوجد قرابة 10 آلاف ضابط شرطة هايتي، لكنهم يواجهون تحديات لوجيستية ويفتقرون إلى التدريب والمعدات. ويقول المحللون إن الكثير من ضباط الشرطة لديهم علاقات بالعصابات.

تصاعد العنف

لمكافحة العصابات المسلحة.. الأمم المتحدة ترسل قوات إلى هايتي

قوات الشرطة في هايتي

بسبب عدم استجابة الشرطة، بدأ المواطنون في هايتي، مطلع هذا العام، تنظيم حركة عدالة أهلية، في محاولة لمكافحة العصابات، التي تخترق المناطق السكنية. وحسب الأمم المتحدة، استطاع المواطنون المسلحون بالهراوات وقنابل الغاز، قتل أكثر من 200 عضو عصابة مشتبه بهم في الفترة بين إبريل ويونيو.

وفي ظل ارتفاع عمليات الإعدام خارج نطاق القانون على يد ما تُسمى بجماعات الدفاع عن النفس، صعّدت العصابات وحشيتها. وفي أواخر أغسطس، قتل رجال العصابات عدة أعضاء في الكنيسة الإنجيلية، بسبب تنظيم احتجاج في الشارع.

ووفق الصحيفة الأمريكية، أصبحت مقاطع الفيديو، التي تُظهر تجريد المواطنين من ملابسهم، وضربهم وقتلهم بسبب الانتفاض ضد العصابات، شائعة على منصات التواصل الاجتماعي في هايتي.

اقرأ أيضًا| العنف في هايتي.. بيان عاجل من الأمم المتحدة

وضع مأساوي

حسب وول ستريت جورنال، كانت جماعات الإغاثة الأممية تطالب بالمزيد من الدعم الدولي للشرطة الوطنية، لأن الوضع الكارثي في الشارع يمنعها من توصيل الإمدادات الغذائية والطبية. وجرى رصد حالات كوليرا في جميع مقاطعات هايتي الـ10.

لمكافحة العصابات المسلحة.. الأمم المتحدة ترسل قوات إلى هايتي

شوارع مغلقة في هايتي

وكذلك يفتقد 4 ملايين طفل إمكانية الوصول إلى التعليم، لأن المدارس في المدن الكبرى تُستخدم لإيواء الأشخاص النازحين من عنف العصابات. وتسيطر العصابات على الموانئ التجارية، ومستودعات النفط، والطرق الرئيسة.

وقال وزير خارجية هايتي، جان فيكتور جينيوس، في حوار: “تحتاج هايتي إلى دعم دولي قوي مستعد للعمل، كي يتمكن المواطنون من العودة إلى وضع يسمح لهم بممارسة حياتهم اليومية، دون الخوف من التعرض للقتل، أو النزوح، أو الخطف، أو الاغتصاب”.

ربما يعجبك أيضا