كيف تؤثر تبعات التغير المناخي على صحتنا النفسية؟

إسراء عبدالمطلب

منظمة الصحة العالمية: العيش في ظروف مناخية قاسية يؤثر على الصحة النفسية للفرد.


خصصت رئاسة COP28، يوم أمس الأحد 3 ديسمبر 2023، كيوم للصحة، ضمن جهودها في توجيه اهتمام العالم نحو أهمية حماية المجتمعات من تداعيات تغير المناخ.

وجاء ذلك كخطوة لحشد الدعم لكل من جدول أعمال COP28 بشأن المناخ والصحة، و”إعلان COP28 بشأن المناخ والصحة” الذي أُعلن عنه في 2 ديسمبر في القمة العالمية للعمل المناخي، ووقع عليه أكثر من 120 دولة، وتعهد شركاء المؤتمر بأكثر من مليار دولار للتصدي للمشكلات الصحية الناتجة عن تغير المناخ.

COP28 تطلق إعلان بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام | سكاي نيوز عربية

مخاطر جسيمة على الصحة النفسية

خلص تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن تغير المناخ يسبب مخاطر جسيمة على الصحة النفسية، فالعيش في ظروف مناخية قاسية يؤثر على الصحة النفسية للفرد، وحث التقرير الذي صدر العام المنصرم دول العالم على العمل لدعم الصحة النفسية من خلال الاستجابة لأزمة المناخ وانعكاساتها على صحة الأفراد في العالم خاصة أولئك الذين عانوا ولا يزالون من الكوارث الطبيعية والجفاف والفقر وارتفاع درجات الحرارة والعيش بالقرب من المنشآت الصناعية.

ويؤدي التعرض لظروف مناخية قاسية كالأعاصير وحرائق الغابات أو العيش في المناطق الجافة، إلى التدهور المعرفي تدريجيًا، فالقصة لا تنتهي عند وقوع الكارثة فقط بل تبدأ وفق خبراء في الأيام التي تليها عقب الاستيقاظ من صدمة الكارثة، ويعد القلق والشعور بالعجز والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وحتى التفكير في الانتحار، كلها آثار نفسية تترافق مع الأشخاص الذين يعانون من تبعات تغييرات المناخ والكوارث الطبيعية.

اضطراب ما بعد الصدمة

حسب منظمة الصحة العالمية، زادت الحرائق التي ضربت ولاية كاليفورنيا قبل أشهر قليلة، من معاناة الأهالي باضطراب ما بعد الصدمة، حيث أبلغ نحو 67% من سكان الولاية بأنهم اختبروا مشاعر الخوف والرهاب والقلق وقلة النوم والتعب العام، الذي رافقهم لأسابيع كثيرة بعد تلك الكارثة.

ولم يعد الأمر يتعلق بمن كانوا في خضم تلك الأحداث فقط، بل يؤثر تغير المناخ أيضًا على الصحة العقلية للأشخاص الذين لم يتعرضوا شخصيًا لأي نوع من الكوارث الطبيعية، إذ أدت متابعة أخبار تلك الأحداث للشعور بالقلق والخوف منها.

السبب الرئيسي للإصابة بالاكتئاب والعنف

تقول منظمة الصحة، إن استمرار تقلبات المناخ وارتفاع درجة الحرارة وتفاقم تلوث الهواء، قد يكون السبب الرئيس لإصابة بعض الأشخاص بالاكتئاب والعنف وتبدل المزاج الحاد، كما أنه يعد سببًا مباشرًا لارتفاع معدلات زيارات قسم الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية، وتشير إحصاءات عالمية إلى أن المصابين بأمراض عقلية كامنة، أو لديهم مشكلات إدمان معينة يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للوفاة بسبب زيادة درجات الحرارة او الرطوبة.

ويوجد نحو 35% من المشردين في العالم ممن يعانون حالات عقلية حادة أو أمراض مزمنة، معرضون أكثر من غيرهم للآثار الضارة لتغير المناخ، وتتزايد الضائقة المتعلقة بتغير المناخ بين فئة الشباب، إذ نشرت المنظمة دراسة استقصائية لعشر دول أشارت إلى أن 84% من الشباب ما بين سن السادسة عشر والخامسة والعشرين كانوا يشعرون بقلق معتدل من تغير المناخ، كما أن نصفهم تقريبًا أثر تغير المناخ على حياتهم اليومية والمهنية.

وأضافت نتائج هذه الدراسة التابعة لمنظمة الصحة العالمية، أن تغير المناخ يؤثر على نمو الأطفال إذ يؤدي التعرض للأحداث المناخية القاسية كالأعاصير والجفاف والفيضانات أثناء الحمل لزيادة خطر إصابة الطفل بأمراض نفسية أو عقلية مختلفة.

ربما يعجبك أيضا