الفئران لها «أحلام يقظة».. هل يساعد هذا في استكشاف آفاق دماغ الإنسان؟

وجد علماء في جامعة هارفارد دليلًا أوليًّا على أن الفئران تحلم “أحلام يقظة” أو تتأمل بهدوء في شيء رأته في وقت سابق من يومها.

ولا تزال هذه الفرضية بحاجة إلى اختبار في مزيد من التجارب، ولكن يبدو أنه عندما يُعرض على الفئران نمطًا مربعًا باللونين الأبيض والأسود، يظل بإمكانهم تصور الصورة في أعينهم بعد إزالتها.

تعزيز الذكريات وتحسين التعلم

أوضح موقع Science Alert، في تقرير نشره أمس الثلاثاء 19 ديسمبر 2023، أن علماء في جامعة هارفارد الأمريكية أجروا دراسة على الفئران شملت 13 فأرًا، عُرضت عليهم صورتان مختلفتان بالأبيض والأسود 64 مرة على مدار اليوم لمدة ثانيتين لكل قطعة في بيئة غير محفزة.

وأضاف أن تأثير “أحلام اليقظة” يبدأ عندما تنشغل القشرة البصرية بتصور صورة لم تعد موجودة، وهو ما يحدث عندما يكون الفأر غير محفز، وفي حالة هدوء واسترخاء، هي الحالة الحالمة غير المحفزة التي يعتقد فريق البحث أن لها تأثير على النوم، وتعزيز الذكريات وتحسين التعلم.

وذكر أن فريق البحث راقب النشاط الكهربائي لـ7 آلاف خلية عصبية في القشرة البصرية في أدمغة 8 فئران، ومنطقة الحصين، المرتبطة بقوة بتعزيز الذاكرة، لافتًا إلى أن كل صورة من الصورتين أثارت نمطًا مختلفًا من النشاط العصبي في القشرة البصرية الجانبية للفئران.

شاب يحلم بمنزل وأسرة وسيارة

تنظيم استجابات الدماغ

أشارت نتائج الدراسة إلى أن دماغ الفأر ترمز كل صورة بنمط مختلف من النشاط العصبي، ولكن بعد استبدال هذه الصور بشاشة كمبيوتر فارغة، يحدث أحيانًا “إعادة تنشيط” القشرة البصرية لدى الفأر، ما يثير نمطًا مشابهًا من الخلايا العصبية للصورة المحذوفة.

وأوضحت النتائج أن أحلام اليقظة قد توجه هذه العملية عن طريق توجيه الأنماط العصبية المرتبطة بالصورتين بعيدًا عن بعضها البعض، وعندما لا يحفَّز الدماغ، ينزلق إلى عالم متخيل، حيث يمكن للصور الذهنية أن تعيد تنظيم استجابات الدماغ المستقبلية للمحفزات.

وذكرت أن الكثير من الأشياء الجيدة يمكن أن يكون سيئًا، ويعتقد بعض العلماء أن أحلام اليقظة أكثر من اللازم أو أحلام اليقظة حول الأشياء الخاطئة يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الإدراك البشري، مثل الانتباه والذاكرة قصيرة المدى.