سباق بين عمالقة السلاسل التجارية لتشغيل المجمعات الاستهلاكية في مصر

خبير لـ«رؤية»: إدارة القطاع الخاص للمجمعات الاستهلاكية سيكون أكثر نفعًا

محمود عبدالله

دفع سماح وزارة التموين المصرية للمرة الأولى بخصخصة المجمعات الاستهلاكية وطرح إدارتها وتشغيلها أمام القطاع الخاص، السلاسل التجارية الكبرى العاملة في البلاد إلى توسيع استثماراتها في مجالات وثيقة الصلة بأنشطتها من هذه البوابة التي يتوقع أن تحقق عائدات كبيرة.

ويتنافس العمالقة للظفر بإدارة تلك المجمعات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية الحكومية، وعلى رأسهم سلاسل كارفور ولولو ماركت ومجموعة منصور للتجزئة المالكة لسلاسل مترو وخير زمان والفار ماركت، وكازيون.

الشراكة مع القطاع الخاص

قال وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي، إنه تم عرض عدد من المجمعات الاستهلاكية للشراكة مع القطاع الخاص، في إطار التوجه نحو تشغيل وتطوير الأصول التابعة للوزارة وفق مجموعة من المُحددات والضوابط.

أوضح أن هذه الشراكة تأتي أيضًا في ضوء التوجه الذي تتبناه الدولة بشأن توسيع قاعدة الشراكة مع القطاع الخاص لما له من خبرات وقدرة على تحقيق المزيد من الإيرادات والعوائد، فضلًا عن قدرته على تقديم منتجات ذات جودة عالية.

pic2 1

أهمية المجمعات الاستهلاكية

تكمن أهمية المجمعات الاستهلاكية في أن معظمها يوفر السلع الغذائية بمختلف أنواعها بتخفيضات عن متاجر التجزئة والسلاسل التجارية الخاصة، وهي مجمعات مملوكة لوزارة التموين وتشهد إقبالًا من المستهلكين، وهي متعددة ومنها، شركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية، شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، الشركة المصرية لتجارة الجملة، الشركة العامة لتجارة الجملة وغيرهما.

وتلقى جهاز تنمية التجارة الداخلية نحو 9 عروض من سلاسل التجزئة الخاصة لإدارة وتشغيل 17 منفذًا، وحسب تصريحات رئيس الجهاز الدكتور إبراهيم عشماوي، فإنه تتنافس 9 عروض أخرى من سلاسل كبرى وسيتم البت فيها قريبًا، موضحًا أن العقود ستكون للإدارة والتشغيل بنظام حق الانتفاع لمدة 12 عامًا.

أسباب طرح المجمعات

برر “عشماوي” طرح بعض المنافذ التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية للقطاع الخاص، بأنها ضمن خطة مصر للتخارج من قطاع التجزئة، كما أن الجهاز يدرس تلك العروض حاليًا، وثمة مرحلة ثانية من الخطة الحالية سيتم البدء فيها بعد إنهاء كافة التعاقدات الخاصة بالمرحلة الأولى.

ولدى مصر ما يقرب من ألف منفذ تابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، كما أن هناك توجهًا لزيادة الشراكة مع القطاع الخاص خلال الفترة المقبلة، وفق تصريحات الدكتور إبراهيم عشماوي.

د.عبدالنبي عبدالمطلب

د. عبدالنبي عبدالمطلب

كفاءة الإدارة

قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب، إن الغالبية العظمى من المجمعات الاستهلاكية لا تعمل بكفاءة خلال الفترة الحالية، ولذلك تخلي الدولة عن تشغيلها لصالح القطاع الخاص سيكون أكثر نفعًا، خاصة مع العروض والتخفيضات التي لا يمكن إغفالها عند تشغيل تلك المنافذ.

وأضاف عبدالمطلب في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أنه ربما تكون هناك حالة من الغضب من بعض المواطنين في بداية تشغيل تلك المنافذ، لكن تعدد المتاجر العاملة في البلاد يمنح فرصة أكبر من المنافسة وتقديم العروض للمواطنين.

بدائل حكومية

أشار “عبدالمطلب” إلى أنه يمكن أن تعوض الحكومة تنازلها عن بيع السلع بالمجمعات الاستهلاكية، بزيادة الكميات المُباعة من السلع الأساسية عبر بطاقات التموين، أو تحويل الدعم إلى نقدي مع زيادته وفقًا لمعدلات التضخم، بحيث يسمح للمواطن بإمكانية شراء السلع من السلاسل التجارية المختلفة.

لفت إلى أنه يمكن للحكومة أن تزيد المبادرات التي تطلقها في الأعياد والمناسبات بحيث توسع دائرة بيع السلع في مختلف الأحياء والمحافظات، عبر توفير أماكن للقطاع الخاص مجانًا مقابل إطلاق تخفيضات وعروض معقولة ترضي المواطنين على مختلف السلع.

pic1 4وحسب تصريحات وزير التموين، فإن المرحلة الثانية ستبدأ قريبًا، إذ جرى مخاطبة مجموعة كبيرة من السلاسل التجارية، وتسلمت وزارة التموين نحو 151 طلبًا من هذه السلاسل للمُشاركة في إدارة المجمعات الاستهلاكية.

ربما يعجبك أيضا