مفتي مصر: رمضان فرصة حقيقية لإعادة صياغة الإنسان المسلم

شوقي علام: الحاجة تشتد في هذه الآونة من عمر الأمة إلى صناعة الأملِ وحسن العمل

بسام عباس
مفتي مصر، شوقي علام

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علَّام، إن الحاجة تشتد في هذه الآونة من عمر الأمة الإنسانية إلى صناعة الأملِ وحسن العمل باعتبارهما من أهمِّ محاور صناعة شخصية الإنسان المعاصر وسمات تكوينه.

وأضاف أن الأمل هو ضرورة إنسانية بدونها تفقد الحياة قيمتَها ولا يعرف الإنسان مقصود وجوده، والغاية من وراء صبره على التحديات، وتحمله للشدائد والمحن، وحرصه على تحقيق أهدافه وتطلعاته المختلفة.

الأمل صنو الإيمان

شدَّد مفتي مصر على ضرورة العمل الدؤوب والأخذ بالأسباب المادية، وعلى المسلم أن يثق ثقة كاملة بقدرة الله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وبغير هذه الثقة لا يكون الأمل أملًا في الله، بل في الأسباب المادية التي إن تلاشت يسيطر اليأس على قلب الإنسان.

وأضاف، في لقائه الرمضاني ببرنامج “اسأل المفتي“، الذي يُعرض على فضائية “صدى البلد”، اليوم الخميس 14 مارس 2024، أن شهر رمضان يُعدُّ فرصةً عملية حقيقية لإعادة صياغة الإنسان المسلم وترتيب برنامجه دنيويًّا ودينيًّا بطريقة حكيمة تمدُّه بالأمل، وحسن العمل، ومراعاة القيم، والالتزام بضوابط الأخلاق.

وتابع أن عبادة الصوم من أجمع العبادات التي تُؤسس ذلك لدى المسلم، مع ضبط سلوكه وممارساته حسيًّا ومعنويًّا بالضوابط والأخلاق والقيم، لافتًا إلى أن الأمل صنو الإيمان وقرينه، من فقده فقد إيمانه بربه، وضاعت ثقته بقدرة مولاه سبحانه، وفي المقابل فإن اليأس صنو عدم الإيمان لأنه سوء ظن بالله.

الأخذ بالأسباب جزء من العبادة

أوضح مفتي الديار المصرية أن الأخذ بالأسباب والتوكل على الله وحسن التخطيط والاستعداد والتضحية هو ما يؤدي إلى الفوز والنصر، وأن تحقيق النصر لا يكون أبدًا للكسالى، ولكن لمن تدربوا وخططوا وأخذوا بالأسباب، وعلينا جميعًا الأخذ بالأسباب، فالعمل أو الأخذ بالأسباب هو جزء من العبادة ولا يتعارض مع القضاء والقدر.

وقال علام إن على المكلف إذا كان يعمل عملًا شاقًّا ولا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان، ولا يتسنَّى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه في أيام رمضان التي يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره.

وأضاف أن ذلك إذا كان محتاجًا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة مَن عليه نفقتهم، كعمل البنَّائين والحمَّالين وأمثالهم، وخاصة مَن يعملون في الحرِّ الشديد، أو لساعات طويلة، وكذلك الحال مع كبار السنِّ أو أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتضررون من الصوم، وعلى هذا الشخص الفدية إذا كان استمر هذا الحال طوال عمره.

ربما يعجبك أيضا