مفتي مصر: الشريعة الإسلامية نبراس مضيء يهدي إلى الحق والعدل في جميع العصور

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علَّام، إن الشريعة الإسلامية تمتاز بكونها نبراسًا مضيئًا يهدي إلى الحق والعدل في كل العصور والأزمان، فهي ليست هي جامدة على وتيرة واحدة أو محصورة في زمن مضى، وهي بحكمتها تتعامل مع هذه المستجدات بمرونة وعمق.

وأضاف أنها قادرة على كيفية التكيف مع التطورات المتلاحقة والظروف المتغيرة دون أن تفقد جوهرها أو تتزعزع قيمها، وتتجدد الأحكام والفتاوى بروح العصر، مؤكدةً على عالمية رسالتها وشموليتها لكل زمان ومكان، مواكبةً بذلك روح التجدد والإبداع في مواجهة التحديات الجديدة.

بدعة حسنة

أوضح مفتي الديار المصرية أن العلماء عرَّفوا البدعة على أنها كلُّ أمر مستحدث لم يكن موجودًا في عهد النبي وليس له أصل في الدين، مشيرًا إلى أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ» معناه أن يكون قد أتى بشيء ليس مما أمر به رسول الله، أو يتعارض مع شيء أمر به.

وأضاف، خلال لقائه في برنامج “اسأل المفتي“، الذي عُرض على فضائية “صدى البلد”، الخميس 4 إبريل 2024، أن هناك أمورًا محدثة لم تكن على عهد النبي ولكنها موافقة للشرع ولأوامر النبي، وعندما نقرأ النصوص الشرعية مجموعة نخرج بأن البدعة المحرمة هي تلك البدعة التي تبطل أحكام الإسلام، أما ما تتوافق معها فتدخل في دائرة السُّنة الحسنة.

وأشار إلى أن صيغة تكبيرات المصريين في صلاة العيد، صيغة شرعية صحيحة؛ لا وجه مطلقًا لاعتراض البعض عليها أو وصفها بالبدعة، وقال عنها الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: “وإن كبَّر على ما يُكبِّر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه”.

تحري ليلة القدر

قال  مفتي مصر إن صنع الكعك أو غيره من الحلويات في العيد يعتبر من العادات الطيبة والمحببة، وهي بدعة حسنة، ما دام أنها لا تصل إلى حد الإسراف والتبذير، فهي تندرج تحت مفهوم إطعام الطعام وإدخال السرور على الأسرة، ومن يدعي بدعيته فهو كلام باطل يدل على جهل قائليه بالشرع الشريف.

وذكر أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى تحري ليلة القدر في هذه الأيام المباركة خاصة في الليالي ذات الأعداد الفردية، وهي ليلة مشهودة يحصل فيها مزيد اتصال بين العباد وربهم سبحانه، وهي ليلة بدء نزول القرآن الكريم على قلب النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وأضاف أنها ليلة سلام تنزَّل الملائكة فيها بالبركة والرحمة، وهي ليلة جليلة القدر، عظيمة الأجر، يعدل ثوابها ثواب العمل الصالح في 83 سنة و4 أشهر؛ كما في قولِه تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾.