لبنان على صفيح ساخن.. نتنياهو يستغل الانتخابات الأمريكية

اتساع دائرة الحرب شمالًا.. لا يزال عند خطاب الردع!

يوسف بنده

يبدو أن تسخين الجبهة الشمالية هدفه الضغط على الإدارة الأمريكية غير الراغبة في اندلاع حرب جديدة بالمنطقة، وذلك في محاولة من نتنياهو في استغلال تلك الرغبة لإنقاذ نفسه سياسيًا.


يعيش لبنان أوقاتًا عصيبة في ظل تهديدات إسرائيلية بفتح جبهة الحرب الشاملة مع حزب الله اللبناني.

وتأتي المخاوف من اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل ولبنان تؤدي إلى حرب إقليمية، وذلك على خلفية الحرب الدائرة في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ودخول حزب الله على خط المواجهة مع الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود الشمالية من الأراضي المحتلة.

الحدود اللبنانية الإسرائيلية

الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة

لا شيء محسومًا

نقلت صحيفة الديار اللبنانية، اليوم الأحد 23 يونيو 2024، عن مصدر مطلع، أن “لبنان كان يتوقع من المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين، أن يبلغه نتائج جولته مع المسئولين الإسرائيليين، لكنه لم يتلق شيئًا”.

وأوضح المسؤول أن “لا شيء محسومًا سلبًا او إيجابًا في شأن مهمة هوكشتاين المتعلقة بتخفيف حدة التوتر”.

الحدود اللبنانية الإسرائيلية

الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة

تحذير من حرب واسعة

حسب تقرير الديار، فإن البيت الأبيض حذر إسرائيل جبهة ثانية في الشمال مع حزب الله، خشيةً من اتساع دائرة الحرب وتبدلها إلى صراع إقليمي بمشاركة إيران.

وكانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، الجمعة 21 يونيو 2024، قد قالت: إن حزب الله لديه القدرة على الدفاع عن نفسه وعن لبنان في مواجهة إسرائيل”.

وأضافت في منشور على منصة إكس: “أية قرار متهور من النظام الإسرائيلي المحتل لإنقاذ نفسه يمكن أن يغرق المنطقة في حرب جديدة”.

الحدود اللبنانية الإسرائيلية

الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة

تصعيد للردع

أشار تقرير صحيفة اللواء اللبنانية، إلى أن الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، لم يكن خطاب إعلان حرب كبرى، بل خطاب ردع لإسرائيل.

وأوضحت الصحيفة، أن “ما أحاط الخطاب من ظروف وتهويل إعلامي وتسريب، لا سيما في الإعلام الاسرائيلي، وسط خشية لدى كثير من اللبنانيين في موازاة خشية على اقتصاد مترنح، ودخول فصل الصيف الذي يناسب إسرائيل لشن الحروب، كلها عوامل جعلت من مخاوف الحرب الكبرى حقيقة لدى البعض بينما هي لا تعدو كونها حربا نفسية”.

حزب الله

حزب الله

تفعيل القرار 1701

يقول المحلل السياسي، معروف الداعوق في صحيفة اللواء اللبنانية، إن الزيارة التي أجراها المبعوث الأمريكي، هوكشتاين، إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون، تأتي في إطار الدور الذي سيضطلع به الجيش اللبناني، لحفظ الأمن والاستقرار، بعد تنفيذ القرار الأممي ١٧٠١، الذي ينص على إبعاد قوات نخبة حزب الله عن الحدود مع الأراضي المحتلة.

وأشار الداعوق، إلى أن تلك الزيارة قد أتت أيضًا بعد عودة العماد عون مباشرة من زيارة مهمة ومثمرة للعاصمة الأمريكية، لدعم ومساعدة الجيش اللبناني. وهذا لا يسقط من الحسابات، علاقة هذه الزيارة بالاستحقاق الرئاسي، باعتبار أن اسم قائد الجيش، طرح للترشح للانتخابات الرئاسية منذ مدة، ولايزال مطروحًا كخيار ثالث.

أسلحة-جديدة-لـ«حزب-الله»-ترعب-إسرائيل

أسلحة-جديدة-لـ«حزب-الله»-ترعب-إسرائيل

حسابات الانتخابات الأمريكية

حسب تقرير صحيفة الأنباء اللبنانية الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، اليوم الأحد، فإن التصعيد المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، يأتي في إطار حسابات الانتخابات الأمريكية.

وأوضحت الصحيفة، أن وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف جالانت، يزور اليوم الأحد إلى الولايات المتحدة، لتلطيف الأجواء بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بعدما ساءت مؤخرا.

وأضافت الصحيفة اللبنانية، أن بايدن متخوف من مضمون الخطاب الذي سيلقيه نتنياهو أمام الكونجرس بعد أيام، وهناك خشية ألا يتم اللقاء بينهما قبيل إلقاء الأخير لخطابه، وأن يؤدي ذلك الى تعاطف الكونجرس معه وإحداث تغيير في موقف اللوبي اليهودي الداعم لبايدن لصالح خصمه مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

ويبدو أن تسخين الجبهة الشمالية هدفه الضغط على الإدارة الأمريكية غير الراغبة في اندلاع حرب جديدة بالمنطقة، وذلك في محاولة من نتنياهو في استغلال تلك الرغبة لإنقاذ نفسه سياسيًا.

ربما يعجبك أيضا