رغم كل الحشد للانتخابات، لكن هناك شرائح جديدة في المجتمع الإيراني لا تهتم بشعارات المحافظين أو الإصلاحيين.
يبدو أن العزوف عن المشاركة الانتخابية لا يزعج التيار المحافظ الذي يهيمن على السلطة في إيران، بل يمثل فرصة ذهبية لاستمرار هيمنته على الرئاسة مثلما هيمن على البرلمان.
فقد بلغت نسبة مشاركة الناخبين الإيرانيين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية 39.9%، ما يدل على أن 24 مليون و535 ألفًا و185 شخصًا من أصل أكثر من 61 مليون “يحق لهم التصويت” توجهوا للإدلاء بأصواتهم داخل وخارج إيران.
ما السبب؟
حسب تقرير صحيفة آرمان امروز، اليوم الأربعاء 3 يوليو، فإن المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان في تفسير لغياب الناخبين، قال في مناظرة أمام منافسه المحافظ، سعيد جليلي: “ينبغي الاستماع إلى أصوات الـ60% الذين لم يشاركوا في الانتخابات، التي تعتبر أهم انتخابات في البلاد وهي الركيزة الأساسية للديمقراطية في البلاد”.
وأضاف: “لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع، بسبب عدم تلبية مطالبهم وعدم سماع أصواتهم، أو لأنهم سئموا وعود الحكومات السابقة لدرجة أنهم لم يملكوا القوة في قلوبهم وأرجلهم للوصول إلى صناديق الاقتراع”.
وفي حوار مع الصحيفة الإصلاحية، يقول محمد زاهدي أصل، أستاذ الدراسات الاجتماعية، إنه “عندما لا يرى الناس تحقيق الوعود، تزداد المسافة بين الحكومة والشعب”.
تغير اجتماعي
يقول الخبير الاجتماعي، سيد حسن موسوي، في صحيفة آرمان ملي، اليوم الأربعاء، إن “الناس في إيران لم يعد يملكون قلب وعقل الماضي ليشعروا بالمسؤولية تجاه مجتمعهم وتجاه مصيرهم ومستقبلهم الذي ينبغي أن يشعروا به”.
وأوضح موسوي أنه رغم كل الحشد للانتخابات، لكن هناك شرائح جديدة في المجتمع الإيراني لا تهتم بشعارات المحافظين أو الإصلاحيين.
نظام بائس
أرجع الخبير السياسي، رضا كيتشويان جوادي، في صحيفة آرمان ملي، أن السبب يرجع إلى طبيعة سياسات الحكم التي لا تأتي إلا بالأزمات في حياة المواطن الإيراني.
وكتب يقول: “عندما يتسبب نموذج الحكم في فرض عقوبات، وتدمير سوق الأوراق المالية، والعجز المتتالي في الميزانية، وطرد أساتذة ومفكرين بارزين من الجامعة، ورفض عضوية مجموعة العمل المالي، والفشل في التعامل بجدية مع الفساد والاختلاس، وهروب النخبة والاستثمارات ستكون بالتأكيد النتيجة الأكثر وضوحًا عزوف الشعب عن صناديق الاقتراع”.
الجيل زد
عندما اندلعت انتفاضة حرية الحجاب في نوفمبر 2022، تم الحديث عن ظهور الجيل زد (” Generation Z أو (zoomers، الذي يلي جيل الألفية. وغالبًا ما يستخدم الباحثون وعلماء الديموجرافيا مواليد ما بين منتصف التسعينات ونهاية عقد الألفين، كنقطة بدء الجيل، ويتبعه جيل “ألفا” وهم مواليد أواخر عقد الألفين إلى منتصف عقد 2020، كنقطة انتهاء له.
وأبرز ما يميز هذا الجيل، استخدامه الواسع للإنترنت في سن مبكرة. وعادة ما يكون أبناؤه متكيفين مع التكنولوجيا، ويمثل التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا كبيرًا من حياتهم الاجتماعية.
ولا يجد هذا الجيل الذي تربى مع التطبيقات الاليكترونية أية أولوية لديه بالنسبة لتصريحات المرشحين حول قيم الجمهورية الإسلامية والشعارات السياسية الحماسية، إنما يحتاج إلى شعارات تتماشى مع تطلعاته حول فرص العمل والإسكان والرفاهية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1899765