مفتي البوسنة والهرسك: الحياة بالأرض صعبة والإيمان يخفف من وطأتها

عمر رأفت
مفتي البوسنة والهرسك: الحياة بالأرض صعبة والإيمان يخفف من وطأتها

قال رئيس العلماء والمفتي العام في البوسنة والهرسك، حسين كفازوفيتش، إنَّ التَّطَوُّرَ التِّكْنُولُوجِيَّ، والتَّغَيُّرَاتِ المَنَاخِيَةَ، وَالبَحْثَ عَنْ مَصَادِرَ جَدِيدَةٍ لِلطَّاقَةِ، وَالكِفَاحَ مِنْ أجْلِ أَسْوَاقٍ جَدِيدَةٍ، وَالحُرُوبَ، وَغَيْرَهَا، مَا هِيَ إِلَّا تَغَيُّرَاتٍ تُؤَدِّي إلَى تَغْيِيرِ مَوَازِينِ القِوَى في العَالَمِ.

وأضاف كفازوفيتش خلال كلمته في احتفالية تسليم جائزة الإمام القرافي المقامة على هامش المؤتمر العالمي التاسع للأمانة العالمة لدور وهيئات الإفتاء في العالم المنعقد تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، اليوم الاثنين 29 يوليو 2024، إنَّه يجب التركيز الاهتمام عَلَى احْتِيَاجَاتِ الإِنسَانِ فِي هذه الوقت، واصفًا َالحَيَاةُ فِي الأَرْضِ بأنها صَعْبَةٌ، وَأن الإِيِمَانُ هُوَ الوَسِيلَةُ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ وَطْأَتِهَا.

مسلمو البوسنة والهرسك بنوا عالمًا جديدًا

أضاف كفازوفيتش: “اِسْمَحُوا لِي، وَأَنَا أَسْتَلِمُ هَذَا التَّقْدِيرَ، أنْ أَشْكُرَ القَائِمِينَ على جَائِزَةِ الإِمَامِ القَرَافِيِّ التِي تَمْنَحُهَا الأَمَانَةُ العَامَّةُ لِدُورِ وَهَيْئَاتِ الإِفتَاءِ في العَالَمِ، فَفِي مَنْحِي إِيَّاهَا شَرَفٌ عَظِيمٌ لِي، وَاسْمَحُوا لِي في هذهِ المُنَاسَبَةِ أنْ أَقُولَ بِضْعَ كَلِمَاتٍ عَنْ بَلَدِي: “وَطَنِي البُوسْنَةُ وَالهرْسكُ بَلَدٌ أُورُوبِيٌّ صَغِيرٌ، كان عَلى مَرِّ الأَزْمِنَةِ والعُصُورِ مُلْتَقًى لِمُخْتَلَفِ الأَدْيَانِ والثَّقَافَاتِ والتُّرَاثَاتِ، وَقَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسَةِ قُرُونٍ، اعتنق شَعْبِي البُوشْنَاقِيُّ الإسلامَ، وَتَبَنَّى مَعَ هَذَا الدِّينِ الجَدِيدِ، ثَقَافَةً وَحَضَارَةً عَظِيمَتَيْنِ، فَبَنَى بِهِمَا رُوحًا بُوسْنِيَّةً فَرِيدَةً، أَصَبَحَتْ بِهَا البُوسْنَةُ والهرْسك مَعْرُوفَةً فِي أُورُوبا”.

وأكد أنَّ مُسلِمِي البوسنةِ والهرسكِ بَنَوْا عَالَمًا جَدِيدًا في قَلْبِ أُورُوبا، عَالَمًا أَثْرَى أُورُوبا وَجَعَلَهَا أَكثَرَ تَنَوُّعًا، وَيَعُودُ الفَضْلُ الكَبِيرُ فِي هَذَا المَسَارِ إلَى النَّاسِ العَادِيِّينَ وَالحِرَفِيِّينَ والمَهَرَةِ، وَخَاصَّةً إلى العُلَمَاءِ، الذِينَ كَانُوا وَمَا زَالُوا حَمَلَةَ مِصْبَاحِ الإِيمانِ والحُرِّيَّةِ وَالمَحَبَّةِ في شَعْبِنَا، قائلًا: لَقَدْ أَرَدْتُ تَأكِيدَ ذلكَ فِي كَلِمَتِي التِي أخْتِمُهَا كَمَا بَدَأْتُهَا، متقدمًا بِعِبَارَاتِ الشُّكْرِ العَمِيقِ وَالصَّادِقِ لِكُلِّ مَنْ اعْتَرَفَ بِجُهْدهم، جُهْدِ مُسْلِمِي البوسنةِ والهرسكِ، مِنْ أَجْلِ تقديمهم قِيَمَ الدين فِي أحْسَنِ صُورَةٍ، فِي الجُزْءِ الذِي يعيشون فِيهِ مِنْ هَذَا العَالَمِ.

ربما يعجبك أيضا