لماذا تستهدف أوكرانيا «فاجنر» في إفريقيا؟ مسؤول أوكراني يجيب

هل لعبت أوكرانيا دورًا في الكمين القاتل ضد «فاجنر» في مالي؟

شروق صبري
رئيس مرتزقة فاجنر الروسية

تزعم أوكرانيا أنه كان لها دور في كمين مالي الذي أسفر عن مقتل مقاتلي فاجنر، وتؤكد دعمها للمتمردين بمعلومات استخباراتية حاسمة.


ادعت وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية مشاركتها في كمين أسفر عن مقتل مقاتلين من مجموعة فاجنر الروسية في دولة مالي الواقعة غرب إفريقيا، على بعد آلاف الأميال من جبهة القتال في أوكرانيا.

وأكدت قناة على تطبيق تليجرام مرتبطة بقيادة فاجنر، أمس 29 يوليو 2024، أن المجموعة تكبدت خسائر فادحة خلال القتال في مالي الأسبوع الماضي.

مقتل قائد فاجنر في مالي

قالت القناة إن فاجنر والقوات المسلحة المالية قاتلوا في معارك شرسة، على مدار 5 أيام، ضد تحالف من قوات الطوارق الانفصالية والجماعات الجهادية، الذين استخدموا الأسلحة الثقيلة والطائرات بدون طيار، وقُتل العديد من مقاتلي فاجنر، وأيضًا قائدهم سيرجي شيفتشينكو.

وكانت قد طلبت حكومة مالي، التي تقاتل تمردات متعددة في شمال البلاد لأكثر من عقد، المساعدة من فاجنر بعد استيلاء مجلس عسكري على السلطة في 2020. حسب ما نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الثلاثاء 30 يوليو 2024.

معلومات استخباراتية أوكرانية

قال المتحدث باسم وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية (GUR)، إن العمليات ضد مرتزقة فاجنر الروسية في إفريقيا ستستمر، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية الناجحة ضد وحدات فاجنر في مالي تمت بتسهيل من معلومات استخباراتية أوكرانية حساسة، إذ تلقى المتمردون ليس فقط المعلومات الضرورية، بل أيضًا معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ مكنتهم من تنفيذ عملية ناجحة ضد مجرمي الحرب الروس.

لم يذكر يوسوف ما إذا كان الأفراد العسكريون الأوكرانيون متورطين في القتال أو كانوا موجودين في البلاد، لكنه أشار إلى أن هناك المزيد من التطورات المتوقعة، ووأوضح أن مجموعة فاجنر كانت نشطة في مناطق إفريقية مختلفة، تتعامل مع القضايا الجيوسياسية والاقتصادية من خلال عمليات المرتزقة.

تراجع قدرة فاجنر

لفت يوسوف إلى تراجع قدرة فاجنر وانخفاض فعالية روسيا في استخدام هذه المجموعات لتحقيق نفوذ إقليمي، في 27 يوليو 2024، أطلق متمردو الطوارق من حركة CSP-PSD صورًا ومقاطع فيديو تظهر تدمير قافلة فاجنر قرب تنزاواتين، بالقرب من الحدود بين مالي والجزائر.

وأسفرت الاشتباكات التي وقعت في 25 و26 يوليو عن مقتل ما لا يقل عن 20 من أعضاء فاجنر مع أسر الناجين، وأكدت مجموعة فاجنر الاشتباك واعترفت بالخسائر.

الرئيس الأوكراني

الرئيس الأوكراني

معركة كييف مع موسكو

في مايو 2023، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رئيس فاجنر في مالي، متهمة المجموعة باستخدام عملياتها هناك كقناة للمعدات العسكرية للحرب في أوكرانيا.

نشرت صحيفة “كييف بوست” أمس، صورة قالت إنها تُظهر متمردين ماليين يحملون علم أوكرانيا، وقالت إنها تأكدت من صحتها من مصدر دفاعي في كييف، ويُعتقد أن القوات الأوكرانية نشطة في السودان، وهو مكان آخر شهد تورطًا كبيرًا لقوات فاجنر في القتال، في إشارة أخرى إلى أن معركة كييف مع موسكو أصبحت ذات بُعد عالمي.

لماذا تستهدف أوكرانيا فاجنر؟

أوضح مدير مركز الأمن والتعاون الأوكراني في كييف، سيرهي كوزان، لماذا ترغب أوكرانيا في استهداف فاجنر في إفريقيا؟ قائلًا: “بالنسبة لموسكو، فإن الدول الإفريقية التي تتواجد فيها فاجنر تعتبر مجرد منطقة اهتمام تتيح لها الحصول على موارد مثل الذهب والألماس والغاز والنفط، وتذهب الأموال لتمويل الحرب الروسية”.

وأضاف أن الغارات لها فوائد إضافية لكييف: “تصفية بعض من أكثر مقاتلي فاجنر خبرة وتقليل القدرة العسكرية الإجمالية للمجموعة، وكذلك الانتقام لجرائم الحرب الروسية في أوكرانيا”.

وقال كوزان: “جزء كبير من المقاتلين الذين تم تدميرهم اكتسبوا خبرة عسكرية في أوكرانيا، حيث ارتكبوا مئات أو آلاف جرائم الحرب، يجب معاقبتهم على هذه الجرائم، ويجب أن يعلم مجرمو الحرب الروس أنهم لن يكونوا أبدًا في مأمن”.

مجموعة فاجنر

مجموعة فاجنر

مجموعة فاجنر

أسس مجموعة فاجنر يفغيني بريجوجين، وهو أحد معارف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بنى هذه القوة القتالية كوسيلة لموسكو للتدخل في الصراعات دون الاستخدام الرسمي للقوات العسكرية الروسية. وقد نفذت المجموعة معظم القتال العنيف في أوكرانيا.

واستعانت فاجنر بسجناء سابقين تم العفو عنهم مقابل فترة خدمة في الخطوط الأمامية. والمجموعة نشطة في جميع أنحاء إفريقيا، وتستمر في ذلك حتى بعد فضيحة بريجوجين بعد محاولة انقلاب فاشلة في 2023. حيث توفي لاحقًا بعد انفجار على متن طائرته، ويُعتقد أن مقتله كان بأمر من الكرملين، ولكن تأثير فاجنر في إفريقيا لا يزال قائمًا.

ربما يعجبك أيضا