أمام الرد الإيراني.. الوحدة الوطنية غائبة عن إسرائيل

عبدالمقصود علي
بنيامين نتنياهو

إسرائيل تفتقد إلى الوحدة الوطنية، في وقت يتزايد فيه القلق جراء هجوم متوقع من قبل إيران وحلفائها بالمنطقة، فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه حركة احتجاج من الهرم الأمني الأعلى، من رئيس الأركان إلى وزير الدفاع مرورا برئيس الموساد ورئيس جهاز الشاباك، ناهيك عن عائلات الرهائن.


أجواء “الحرب الزائفة” تلقي بظلالها على إسرائيل، إذ يخشى السكان تعرض بلادهم لهجوم وشيك بوابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار والقذائف من إيران أو جماعة حزب الله اللبنانية أو حركة حماس الفلسطينية أو الحوثيين اليمنيين، وسط افتقاد الوحدة أمام الهجوم التوقع.

مراسل صحيفة “ليزيكو” الفرنسية في تل أبيب باسكال برونيل، يشير إلى أنه في الوقت الحالي، لم يصدر الجيش تعليمات أمنية جديدة للسكان لتجنب إثارة الذعر، لكن الجميع يعلم أن أمر اللجوء إلى مراكز الإيواء سيصدر قريبًا، وعدم اليقين هذا يسبب قلقًا عامًا.

هجوم جديد

الهجوم المتوقع يأتي كرد على تصفية الرجل الثاني في حزب الله فؤاد شكر ببيروت الثلاثاء الماضي والزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بالعاصمة طهران في ساعة مبكرة الأربعاء.

وفي ظل هذه الأجواء، تضيف ليزيكو، قُتل اثنان من المارة وطعن آخران صباح أمس الأحد في أحد شوارع حولون، إحدى ضواحي جنوب تل أبيب، من قبل مهاجم فلسطيني، دخل إسرائيل بشكل غير قانوني، ولقي حتفه برصاص ضابط شرطة.

هجوم الطعن الذي وقع الأحد بالقرب من تل أبيب أدى لزيادة التوتر

هجوم الطعن الذي وقع الأحد بالقرب من تل أبيب أدى لزيادة التوتر

من جهته، واصل حزب الله إطلاق وابل من الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، في حين نفذت القوات الإسرائيلية عدة غارات على لبنان، ومع ذلك، تكتب الصحيفة، هذه الاشتباكات ليست سوى مقدمة للأعمال الانتقامية التي وعدت إيران والجماعة اللبنانية بتنفيذها على إسرائيل.

هواتف أقمار صناعية

كإجراء احترازي، كشفت وسائل إعلام عبرية أنه سيتم تجهيز الوزراء بهواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية ليتمكنوا من التواصل في حالة انقطاع التيار الكهربائي؛ بسبب الهجمات المتوقعة على محطات توليد الكهرباء، ما قد يؤدي إلى قطع الاتصالات عن هواتفهم المحمولة.

وتفاجأ العديد من سائقي السيارات الأحد، عند استخدام تطبيق “Waze”، وهو تطبيق للإبلاغ عن الاختناقات المرورية على الطرق، بأنهم يحصلون على نصائح حول الطرق التي يجب عليهم اتباعها في بيروت، وليس في تل أبيب أو حيفا شمال البلاد.

هذا الأمر، تشير ليزيكو، كان علامة مثيرة للقلق إلى حد ما، فقبل وقت قصير من الهجوم الذي تم نفذته إيران بـ 350 صاروخًا وطائرة دون طيار منتصف أبريل الماضي لأول مرة باتجاه إسرائيل، حدث هذا النوع من الاضطرابات أيضًا، والذي يقف وراءه بلا شك قراصنة إيرانيون.

جوقة النقاد

تؤكد الصحيفة الفرنسية أنه رغم هذه التهديدات، تفتقد إسرائيل إلى الوحدة الوطنية، ، فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه حركة احتجاج من الهرم الأمني الأعلى، رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يوآف جالانت وأيضًا رئيس الموساد دافيد برنيا، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار.

ناهيك عن عائلات الرهائن الـ115 الذين تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر الماضي في جنوب قطاع غزة، حتى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن انضم أيضًا إلى جوقة النقاد هذه.

والجميع، كما يقول برونيل، يتهمون نتنياهو بالرغبة في إفشال مسودة اتفاق وافق عليه هو نفسه ويركز على الإفراج عن الرهائن مقابل وقف لإطلاق النار بقطاع غزة، إذ أضاف نتنياهو، وفقا لمنتقديه، شروطا لا يمكن لحماس أن تقبل بها.

مكالمة هاتفية متوترة

أمام هذا السيل من الانتقادات، وصف نتنياهو المنتقدين بالضعفاء واتهمهم بالضغط عليه بدلا من الضغط على زعيم حماس يحيى السنوار.

كما رفض مكتب رئيس الوزراء بشدة الانتقادات التي وجهها بايدن للحكومة الإسرائيلية الخميس الماضي خلال مكالمة هاتفية متوترة للغاية مع نتنياهو. وأكد “نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية الأمريكية، ولدينا الحق في أن نتوقع ألا يتدخل أحد في الشؤون الداخلية الإسرائيلية أيضًا”.

وبحسب المعلقين العسكريين، فإن هذه اللهجة غير الودية مع الرئيس الأمريكي تأتي في أسوأ وقت، حيث تحتاج إسرائيل، أكثر من أي وقت مضى، إلى مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة، التي نشرت تعزيزات بحرية نهاية الأسبوع في المنطقة لمحاولة ردع إيران عن الهجوم أو التصدي لهجماتها.

ربما يعجبك أيضا