«أبراهام لينكولن» بالشرق الأوسط.. رسالة أمريكية لإيران وللحلفاء

«أبراهام لينكولن».. قدرات عملياتية هائلة وتاريخ عسكري حافل

أحمد عبد الحفيظ

وصلت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس أبراهام لينكولن” إلى منطقة الشرق الأوسط في خطوة تأتي وسط توترات حادة في المنطقة بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

حاملة الطائرات التي اعتادت الخدمة في الشرق الأوسط تعد من أقوى الحاملات في العالم وتستطيع حمل 5000 جندي على متنها فضلا عن قدرات عسكرية هائلة، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” اليوم الاثنين 12 أغسطس 2024.

أهمية محورية

تعتبر حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” واحدة من أبرز حاملات الطائرات في الأسطول الأمريكي، وهي تابعة لفئة “نيميتز” والتي تعد الأكبر والأكثر تطورًا في العالم، تم تكليفها بالخدمة لأول مرة عام 1989، ومنذ ذلك الحين لعبت دورًا محوريًا في العديد من العمليات العسكرية الأمريكية بمناطق متعددة من العالم.

بقدرتها على حمل ما يصل لـ90 طائرة مختلفة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والقاذفات والطائرات الإلكترونية، تُمثل “أبراهام لينكولن” قوة ضاربة قادرة على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام العسكرية، كما تضم طاقمًا يتجاوز عدده 5000 فرد، ما يجعلها مدينة عائمة قادرة على العمل بشكل مستقل لفترات طويلة في البحر.

قدراتها العملياتية

تتمتع حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” بقدرات عملياتية هائلة تجعلها من أقوى الأدوات العسكرية في الأسطول الأمريكي، بفضل تصميمها المتطور وتقنياتها الحديثة، يمكنها تنفيذ مجموعة واسعة من العمليات العسكرية في البيئات البحرية والجوية المختلفة.

تم تجهيز “أبراهام لينكولن” بنظام إلكتروني متقدم للتحكم في الطيران يسمح بإطلاق واستعادة الطائرات بسرعة وكفاءة عالية، مما يتيح لها تنفيذ مهام هجومية ودفاعية على حد سواء، كما تضم الحاملة أنظمة تسليح متنوعة تشمل صواريخ موجهة ومدافع مضادة للطائرات، إلى جانب قدرات دفاعية مضادة للغواصات، مما يجعلها قادرة على مواجهة مختلف التهديدات في ساحة المعركة.

إضافةً إلى ذلك، تستطيع “أبراهام لينكولن” العمل لفترات طويلة في البحر دون الحاجة إلى التزود بالوقود بفضل مفاعلها النووي، مما يمنحها ميزة تشغيلية هائلة، كما أن الحاملة قادرة على تنفيذ عمليات لوجستية وإغاثية واسعة النطاق، بفضل قدرتها على حمل كميات كبيرة من الإمدادات والمعدات.

المعارك التي شاركت فيها

لعبت “يو إس إس أبراهام لينكولن” دورًا بارزًا في العديد من المعارك والعمليات العسكرية الكبرى منذ دخولها الخدمة، من أبرز مشاركاتها كانت خلال حرب الخليج الثانية (عملية عاصفة الصحراء) عام 1991، حيث قامت بتنفيذ طلعات جوية لدعم قوات التحالف ضد العراق.

كما شاركت الحاملة في عمليات “الحرية الدائمة” في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث كانت قاعدة لإطلاق الطائرات التي نفذت ضربات ضد مواقع تنظيم القاعدة وطالبان.

في عام 2003، كانت “أبراهام لينكولن” جزءًا من القوة الضاربة التي قادت عملية “حرية العراق”، حيث ساهمت في الإطاحة بنظام صدام حسين من خلال تنفيذ مئات الطلعات الجوية التي استهدفت مواقع حيوية في العراقأ كما كانت الحاملة قد لعبت دورًا إنسانيًا أيضًا، حيث قادت جهود الإغاثة بعد كارثة تسونامي في المحيط الهندي عام 2004، بتقديم المساعدات الطبية والغذائية للمناطق المنكوبة.

التحديات والرسائل السياسية

وصول “يو إس إس أبراهام لينكولن” إلى المنطقة يحمل في طياته رسائل سياسية مهمة، فهو يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران توترًا متزايدًا، خاصة في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة والعمليات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وحلفاء إيران.

الانتشار العسكري يعتبر رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها بكل الوسائل الممكنة، كما يعكس هذا الانتشار التزام الولايات المتحدة بالتحالفات الإقليمية، خاصة مع دول الخليج العربي التي تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي في مواجهة التهديدات الأمنية.

ربما يعجبك أيضا