أدوية السمنة تضيف مليارات الدولارات لأرباح الشركات الأمريكية والأوروبية

حققت أدوية السمنة الجديدة، أرباحًا بمليارات الدولارات للشركات الأمريكية والأوروبية المنتجة لها خلال فترة قليلة من استخدامها في الأسواق هناك.
وتُعتبر السمنة واحدة من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العالم، والتي يقبل أصحابها على إنفاق أموال طائلة على الأدوية والأطباء للتخلص منها والحصول على وزن مناسب.

الإقبال على أدوية السمنة

بسبب عدم تقدم الطب بقوة في مشاكل السمنة خلال السنوات الماضية، أقبل الأشخاص على العقاقير التي يعتقدون أنها أكثر فعالية في إنقاص الوزن.

ويحاكي عقار “أوزيمبيك”، ونسخة منه بجرعة أعلى من إنتاج “نوفو نورديسك” الدنماركية تُسمى “ويغوفي”، هرمونًا يُفرَز بعد تناول الطعام، هو هرمون “GLP-1″، ويعمل في الدماغ على إضعاف الشهية وزيادة الإحساس بالشبع.

أشهر أدوية السمنة

وأوضح تقرير من بلومبرج، اليوم الأحد 18 أغسطس 2024، أبرز الأدوية المتاحة، التي صدرت الموافقة عليها لإنقاص الوزن، منها 3 أدوية من حقن ” GLP-1″ لعلاج السمنة في الولايات المتحدة، هي “ساكسندا” و”ويغوفي”، وكلاهما من إنتاج شركة “نوفو نورديسك”، و”زيباوند” من شركة “إيلي ليلي” الأمريكية.
كما يصف بعض الأطباء أدوية جرت الموافقة عليها لمرضى السكري فقط، من بينها “أوزيمبيك” من “نوفو نورديسك” و”مونجارو” من “إيلي ليلي”، كأدوية تستخدم لإنقاص الوزن خارج دواعي الاستعمال الأصلية لها.

مدى فعالية الأدوية

كشف التقرير مدى فعالية هذه الأدوية، موضحا أنه لم تحقق النسخ الأولى من عقاقير “GLP-1” سوى درجة متواضعة من إنقاص الوزن عند تناولها من قبل مرضى السكري. واستفادت الأدوية الأحدث من ذلك. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت على دواء “ساكسندا” أنه أنقص حوالي 5% من وزن الجسم.
أما الدواءان اللذان يعتبران الأكثر فعالية في الوقت الحالي فهما دواء “ويغوفي”، المعروف أيضًا باسم “سيماغلوتيد”، الذي ثبت أنه يقلل من النوبات والأزمات القلبية، ودواء “زيباوند” الذي يحتوي على نفس المادة الفعالة مثل “مونجارو”. وفي نتائج التجارب، ساعدت هذه الأدوية المرضى على إنقاص حوالي 15% و21% من وزن الجسم على التوالي.

تكلفة وأسعار الأدوية

وحول مدى أمان هذه الأدوية، يرى التقرير، أنه نظرًا لأن الأدوية في هذه الفئة تُستخدم منذ ما يقرب من 20 عامًا لعلاج مرضى السكري، فإن شروط السلامة الخاصة بها تُعتبر مؤكدة ومستقرة. فمعظم آثارها الجانبية المعروفة ليست خطيرة، على الرغم من أنها قد تكون مزعجة، حيث أفاد ما بين 25% و45% من المرضى أنهم عانوا من الغثيان أو الإسهال أو القيء أو الإمساك عند تناول دواء “ويغوفي”.

ويكلف دواء “ويغوفي” حوالي 1400 دولار شهريًا في الولايات المتحدة، وهو سعر يقع حتى الآن على عاتق المرضى بشكل رئيسي، لأن 20% إلى 30% فقط من المرضى المؤمن عليهم من القطاع الخاص لديهم تغطية لهذه الأدوية.

وقالت شركة “إيلي ليلي” إنها تخطط لأن تتقاضى سعراً لعقار “زيباوند” يقل بنسبة تتجاوز 20% عما تتقاضاه شركة “نوفو نورديسك” مقابل عقار “ويغوفي”، أو حوالي 1060 دولاراً شهرياً.

أرباح قياسية لشركة إيلي ليلي

وفي 8 أغسطس 2024، ارتفع سهم صانعة الأدوية الأمريكية “إيلي ليلي” بعدما أعلنت الشركة تحقيق أرباح أعلى من المتوقع خلال الربع الثاني من العام بفضل مبيعات علاجات السمنة والسكري.

وصعد السهم المدرج في بورصة نيويورك بنسبة 12.38% إلى 868 دولاراً، وقفز بالقيمة السوقية للشركة إلى 876 مليار دولار، وفق رويترز.

وقالت “إيلي ليلي” في تقرير نتائج أعمالها الذي صدر وقتها، إن صافي دخلها بلغ 2.97 مليار دولار أو ما يعادل 3.28 دولار للسهم في الربع الثاني، ارتفاعًا من 1.76 مليار دولار أو 1.95 دولار للسهم في الربع المناظر من العام الماضي.

أرباح نوفو نورديسك

حققت شركة “نوفو نورديسك” الدنماركية للأدوية، والتي أصبحت الشركة الأكثر قيمة في أوروبا العام الماضي بسبب النجاح الكبير الذي حققته أدوية إنقاص الوزن، أرباحا تجاوزت التوقعات خلال الربع الأول من العام الجاري 2024، وفق رويترز في 1 مايو 2024.

وأعلنت شركة الأدوية الدنماركية العملاقة عن ارتفاع صافي أرباحها بنسبة 28% على أساس سنوي، لتصل إلى 25.4 مليار كرونة دنماركية (3.65 مليار دولار)، بأكبر من التوقعات السابقة والبالغة 23.7 مليار كرونة.