مرصد مراكز الأبحاث| رد حزب الله.. والصدام الأمريكي الصيني

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث أبرز ما جاء في مراكز الأبحاث والمعاهد الفكرية الدولية والإقليمية، في تحليلاتها لهذا الأسبوع. تشمل موضوعات المرصد على المستوى الإقليمي، أسباب تأخر رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر، وأبعاد انخراط روسيا في دعم إيران، ودور سياسة واشنطن تجاه طهران في تعقيد الموقف بالشرق الأوسط.

وعلى الصعيد الدولي، نستعرض أبعاد هجوم أوكرانيا على منطقة كورسك الروسية، ومخاطر اندلاع صراع عسكري بين أمريكا والصين، وصعود فنزويلا إلى رأس الاهتمامات الدولية.

روسيا تنخرط في صراع الشرق الأوسط

روسيا تنخرط في صراع الشرق الأوسط

منذ هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل، دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة مضطربة، وأصبح من الصعب على روسيا الحفاظ على حيادها، وفق تحليل لمؤسسة كارينجي للسلام الدولي.
ودفعت الحرب مع أوكرانيا، روسيا إلى تعزيز علاقاتها مع إيران، ما أثار قلق الولايات المتحدة وإسرائيل، ورغم محاولات موسكو للتمسك بدور محايد إلا أنها تجد نفسها أكثر انخراطًا مع إيران في ظل ارتفاع حدة التوترات بالشرق الأوسط، حسب التحليل.

ويتجلى تعمق العلاقات بين موسكو وطهران في التعاون العسكري، حيث بدأت روسيا بتزويد إيران بمعدات عسكرية وأسلحة متطورة، ورغم أن هذه الأسلحة قد لا تغير ميزان القوى بشكل كبير، إلا أنها تشير إلى احتمال حدوث تحولات مستقبلية في المنطقة، وهذا الموقف يضع أمريكا وإسرائيل أمام معضلة أمنية: هل يتحركان الآن أم ينتظران حتى تزداد قوة إيران؟

رد حزب الله تأجّل ولم يُلغ

حزب الله اللبناني

تأخر رد حزب الله على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر، ولكن ذلك لا يعني ذلك أنه لن يلجأ إلى تحركات عسكرية مفاجئة، وأمام الحزب معضلة اختيار رد يكون ذا تأثير رداع، دون أن يقود إلى حرب شاملة، وفق تحليل لمعهد الأمن القومي الإسرائيلي.

ويريد الحزب المسلح الرد للحفاظ على صورته وتعزيز قوة المحور الإيراني، وخلال الأسبوعين الماضيين واصل حزب الله هجماته اليومية في الشمال رغم تكبده خسائر كبيرة والضغوط الداخلية والدولية التي يخضع لها.

وزاد الحزب من حملته “النفسية والدعائية” عبر منصات التواصل الاجتماعي ضد الجيش الإسرائيلي، مع الكشف عن منشأة تحت الأرض تحتوي على أسلحة وذخائر جاهزة للاستخدام الفوري.

ويخلص التحليل إلى أن حزب الله يبدو عازمًا على تنفيذ ضربة انتقامية، لكن الجهود الحالية للحصول على صفقة رهائن، وتردد إيران، والقلق من هجوم إسرائيلي واسع قد يؤثر على طبيعة الرد، وبالتالي، قد تختلف قوة وتوقيت هذا الرد.

السياسة الأمريكية تجاه إيران خاطئة

السياسة الأمريكية تجاه إيران خاطئة

يرى تحليل لمؤسسة هيريتيج (التراث) الأمريكية أن أزمة الاستقرار في الشرق الأوسط ساهمت فيها السياسة التي اتبعتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه إيران.

في عهد إدارة بايدن أُفرج عن حوالي 100 مليار دولار من الأصول الإيرانية وبدأت المفاوضات مجددًا على الاتفاق النووي المثير للجدل، وأسفرت هذه السياسة -بحسب التحليل- عن نتائج كارثية وقادت إلى الوضع الحالي بالمنطقة.
ومنذ أكتوبر الماضي، شنت الميليشيات المدعومة من إيران أكثر من 170 هجومًا على القواعد والأصول الأمريكية.

الهجوم الأوكراني على كورسك الروسية.. مفاجأة وتحولات

الهجوم الأوكراني على كورسك الروسية

شنّت أوكرانيا هجومًا على منطقة كورسك الروسية، ما فاجأ روسيا والغرب على حد سواء، لأن العملية تمت بسرية عالية، وأعادت التركيز إلى ميدان المعركة وفق تحليل لمركز تشاتام هاوس البريطاني.

وساهم الهجوم في رفع معنويات الأوكرانيين وداعميهم، وأعاد الثقة في القيادة العسكرية والسياسية في كييف بعد سلسلة من الإخفاقات، كما كشف عن ضعف الجيش الروسي، وقد يؤدي لزعزعة دعم الروس لبوتين.

ورغم النجاحات، إلا أن العملية لها مخاطر؛ فروسيا سحبت قوات من مناطق أخرى لتعزيز وجودها في كورسك، ما يثير القلق حول قدرة أوكرانيا على الصمود؛ وإجمالاً تمثل العملية مخاطرة كبيرة، ولكنها قد تغير مسار الحرب وتعزز موقف أوكرانيا، بشرط أن يتجاوب الغرب مع هذه التحولات ويدعم كييف بشكل أكبر، حسب التحليل.

سيناريوهات الصدام الأمريكي الصيني

الصدام الامريكي الصيني

ينظر مسؤولو الدفاع في الولايات المتحدة إلى الصين باعتبارها التهديد العسكري الرئيسي، وتعد احتمالية الحرب بين أمريكا والصين خيارًا مخيفًا نظرًا إلى مكانة وقدرات الدولتين وفق تحليل لمعهد بروكينجز الأمريكي.

أما عن السيناريوهات المحتملة للصراع، فقد تسعى الصين إلى شن غزو شامل ضد تايوان يتبعه تدخل أمريكي يقود لصراع شامل. وفي سيناريو أقل خطورة، يمكن أن تفرض الصين حصارًا على الجزيرة، مع العمل على تقويض قدرات الاقتصاد التايواني بدلًا من التصعيد العسكري المباشر، وهو السيناريو الأرجح وفق المعهد الأمريكي.

وإجمالًا يخلص التحليل إلى أنه حال اندلاع حرب، فقد يشهد العالم تصعيدًا يقود إلى صراع نووي، وتجنبًا لهذا المسار من الضروري تعزيز استراتيجيات الردع العسكرية والاقتصادية، بالإضافة إلى آليات إدارة الأزمات لتفادي حرب قد تكون إحدى أكبر الكوارث في تاريخ البشرية.

أزمات فنزويلا في قلب الصراع الدولي

أزمات فنزويلا في قلب الصراع الدولي

تواجه فنزويلا أزمة سياسية حادة تحت حكم الرئيس نيكولاس مادورو، قادت إلى تردي الوضع الاقتصادي وهجرة ملايين الفنزويليين إلى الدول المجاورة، وبات هذا الموقف المأزوم مصدرًا رئيسًا لانعدام الأمن في المنطقة، خاصة مع اعتماد النظام على أنشطة اقتصادية غير قانونية، حسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وفي 28 يوليو، جرت انتخابات رئاسية كان يُأمل أن تكون خطوة نحو الديمقراطية، ولكن النتائج التي أعلنتها الحكومة بفوز مادورو بنسبة 51.2% قوبلت بتشكيك واسع، ونشرت المعارضة نتائج تشير إلى فوز مرشحها إدموندو غونزاليس بنسبة 67%.
وتسعى دول مثل الصين وروسيا إلى دعم مادورو في مواجهة العقوبات والعزلة الدولية، ويرى التحليل أن الضغط الدولي والإقليمي قد يفتح الباب أمام تغيرات سياسية مستقبلية في فنزويلا، إما عبر التفاوض أو بانهيار النظام الحالي.