حرب باردة جديدة.. الصين تربح الجنوب العالمي على حساب أمريكا

محمد النحاس
الزعيم الصيني شي جين بينج

ما هي دول "الجنوب العالمي"؟ ولماذا تفضل هذه الدول الصين بدلاً عن الولايات المتحدة؟


ينتقل العالم نحو مرحلة جديدة من التنافس بين القوى العظمى، مع ظهور ما يمكن تسميته بـ”الحرب الباردة الثانية“.

ومع تركيز الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل كبير على الجبهتين العسكرية والتكنولوجية في صراعها مع الصين، يبقى الجنوب العالمي جبهة ثالثة غاية في الأهمية، وفق مقال نشرته مجلة “ناشونال إنترست الأمريكية”، الأربعاء 21 أغسطس 2024.

ما هو الجنوب العالمي؟

يشمل الجنوب العالمي إفريقيا وجنوب شرق آسيا وجنوبها، وأمريكا اللاتينية ودول المحيط الهادئ، وآسيا الوسطى، وبعض الدول السوفييتية سابقًا، ومعظم الشرق الأوسط.

تعمل الصين بشكل مستمر على تعزيز نفوذها، في وقت لا تزال فيه الولايات المتحدة تتخبط في تقديم بدائل قوية، وفق المقال.

روسيا والصين والجنوب العالمي

تاريخيًا، كانت دول العالم النامي ميدانًا رئيسًا للصراع خلال الحرب الباردة الأولى، ولا يزال الجنوب العالمي اليوم ساحة مهمة للتنافس بين القوى الكبرى.

الصين، التي تملك علاقات تمتد لأكثر من 50 عامًا مع العديد من دول الجنوب العالمي، تستغل مشاعر مناهضة الاستعمار لتعزيز مكانتها.

كما كانت روسيا أيضًا تستفيد من علاقاتها التاريخية مع هذه الدول، حيث لا يزال هناك تقدير شعبي لدور الاتحاد السوفيتي في دعم نضالها ضد الاستعمار.

استراتيجية بكين

ترى الصين الجنوب العالمي كسوق حيوية وشريك في تحدي النظام العالمي الليبرالي التي تتربع الولايات المتحدة على عرشه.

ومن خلال استغلال مخاوف الجنوب العالمي بشأن النظام الدولي الحالي، تسعى الصين لتقويض نفوذ الولايات المتحدة، حيث قدمت بكين نفسها على أنها داعمة للسيادة الوطنية، ما يمنحها صورة إيجابية في عيون الدول النامية.

المُبادرات الصينية

عززت الصين حضورها في الجنوب العالمي من خلال مبادرات مثل “مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية”، والتي انضمت إليها أكثر من 70 دولة، كما أن للمنظمة علاقات مع 100 دولة أخرى.

وتعكس هذه المبادرة طموح الصين في أن تكون حاضرةً على الساحة الدولية في مجالات مثل مكافحة الفقر والأمن الغذائي والرقمنة.

تفوق الصين على أمريكا

تخطت الصين الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري لإفريقيا منذ 2009، حيث تذهب خُمس صادرات المنطقة إلى الصين، وقد استثمرت الصين بمشروعات البنية التحتية في إفريقيا بأكثر من ضعفي ما استثمره العالم الغربي بأكمله.

هذا النفوذ الاقتصادي خلق تبعية يمكن أن تتحول إلى انحياز سياسي لصالح بكين، وفي هذا السياق، يبدو أن الولايات المتحدة بحاجة لتعزيز انخراطها الاقتصادي في المنطقة، وتقديم بدائل جذابة للشركات الأمريكية لدخول هذه الأسواق.

تغيير الاستراتيجية

لم تعد الدول النامية كما كانت خلال الحرب الباردة، حيث شهدت هذه الدول تحسنًا كبيرًا في معدلات الفقر والعديد من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى.

إلى جانب ذلك، أصبحت هذه الدول أكثر حرية، مع وجود مجتمعات مدنية نشطة، لذا، يجب على الولايات المتحدة أن تطور استراتيجيتها لتلبية تطلعات هذه الدول بدلًا من فرض رؤيتها الخاصة عليها.

ختامًا، يؤكد المقال أن الولايات المتحدة إذا أرادت أن تبقى لاعبًا رئيسًا في هذه الدول سيكون عليها أن تقدم بدائل فعالة وحقيقية لمبادرات الصين، سواءًا في مجالات التجارة أو البنية التحتية أو الاتصالات الرقمية أو التعليم.

ربما يعجبك أيضا