«مؤسس تيليجرام وصانع الثورة الرقمية».. من هو بافل دوروف؟

كيف شكّل بافل دوروف مستقبل التواصل الرقمي؟

شروق صبري

بافل دوروف، مؤسس تليجرام، ملياردير روسي فرنسي، أحدث ثورة في التواصل الرقمي ورفض الامتثال لضغوط حكومية، محافِظًا على حريته.


اعتقلت فرنسا الملياردير الروسي-الفرنسي بافل دوروف، مؤسس تطبيق تيليجرام، في مطار بورجيه قرب باريس.

ويأتي هذا الاعتقال ضمن تحقيقات أولية تتعلق بنقص المشرفين على المحتوى في تطبيق تيليجرام، ما يسمح باستمرار النشاطات الإجرامية دون رقابة كافية.

التحقيقات في فرنسا

ذكرت وسائل إعلام فرنسية أن التحقيقات تركز على عدم وجود عدد كافٍ من المشرفين على تطبيق تيليجرام، ما أثار قلق السلطات الفرنسية حول احتمالية تسهيل النشاطات الإجرامية من خلال التطبيق.

وحسب ما نشرت وكالة أنباء رويترز، من المتوقع أن يواجه دوروف اتهامات رسمية اليوم الأحد 25 أغسطس 2024، فمن هو مؤسس تليجرام.

من هو بافل دوروف؟

بافل دوروف هو مؤسس تطبيق المراسلة الشهير تليجرام، ورائد أعمال روسي فرنسي يبلغ من العمر 39 عامًا. أصبح واحدًا من أبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا بفضل تأسيسه لمنصة تليجرام.

أسس بافل دوروف، المولود في روسيا، تيليجرام مع شقيقه في عام 2013. وقد تحولت إلى واحدة من أبرز وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، منافسةً لعمالقة مثل واتساب، إنستجرام، وتيك توك. يهدف تليجرام إلى تجاوز حاجز المليار مستخدم نشط شهريًا خلال العام المقبل.

التأثير والنفوذ بالعالم الرقمي

يُعرف تيليجرام بكونه منصة آمنة تتيح للمستخدمين تجاوز الرقابة الرسمية، وقد أصبح وسيلة رئيسية لنقل الأخبار والمعلومات غير المفلترة خلال النزاعات، خاصة في روسيا وأوكرانيا. وتتمتع منصة تليجرام بنفوذ كبير في روسيا وأوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

وخلال الحرب الروسية الأوكرانية، أصبحت تليجرام مصدرًا حيويًا للمعلومات، حيث يستخدمها المسؤولون في موسكو وكييف لنشر أخبار الحرب وتحديثاتها. ووصف بعض المحللين المنصة بأنها “ساحة معركة افتراضية” للصراع الدائر.

الخروج من روسيا وبداية جديدة

في عام 2014، غادر دوروف روسيا بعد رفضه الامتثال لأوامر الحكومة بإغلاق المجتمعات المعارضة على منصته السابقة، VKontakte، التي باعها لاحقًا. هذا القرار الجريء دفعه للبحث عن مكان جديد لشركته، حيث انتقل إلى دبي في عام 2017 بعد عدة محطات في برلين ولندن وسنغافورة وسان فرانسيسكو.

في عام 2021، حصل دوروف على الجنسية الفرنسية، ما عزز من مكانته كمواطن عالمي. يعيش حاليًا في دبي، حيث يدير شركته من هناك. ورغم ثروته التي تُقدر بـ15.5 مليار دولار وفقًا لمجلة فوربس، يشدد دوروف على أنه يفضل الحرية على الامتلاك، حيث أكد في مقابلة سابقة أنه لا يمتلك عقارات أو طائرات خاصة أو يخوت، مكتفيًا بامتلاك المال والبيتكوين فقط.

التحقيقات الأخيرة واعتقاله في فرنسا

في أغسطس 2024، أُلقي القبض على دوروف في مطار بورجيه قرب باريس، وسط تحقيقات حول نقص الإشراف على المحتوى في تليجرام. ورغم أن المنصة لم تعلق على الأمر بعد، إلا أن وزارة الخارجية الروسية أكدت أنها تسعى لتوضيح الوضع، مشيرة إلى احتمالية تدخل المنظمات غير الحكومية الغربية للمطالبة بإطلاق سراحه.

تبرز قصة دوروف كرمز لرائد الأعمال الذي يسعى دائمًا للحرية والاستقلالية، متحديًا الضغوط الحكومية ومتجاوزًا التحديات العالمية ليصبح واحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في العصر الرقمي. حسب ما نشر موقع NDTV الهندي.

«تيليجرام» منصة تحت الضغط

رغم الضغوط المتزايدة من بعض الحكومات، يصر دوروف على أن تيليجرام يجب أن يبقى منصة محايدة ولا يلعب دورًا في الجغرافيا السياسية. ومع تزايد شعبية التطبيق، تصاعدت المخاوف في أوروبا، بما في ذلك فرنسا، بشأن قضايا الأمان وخرق البيانات، مما أدى إلى مزيد من التدقيق والمساءلة.

اعتقال دوروف يبرز التوترات المتزايدة حول دور تيليجرام كمنصة غير خاضعة للرقابة في عالم يتزايد فيه القلق بشأن الأمان الرقمي وحرية التعبير. هذا الاعتقال قد يكون بداية لمزيد من المواجهات بين المنصات الرقمية والحكومات في المستقبل القريب.

ربما يعجبك أيضا