أمان الاستثمار في العملات الرقمية.. فرص ومخاطر

لماذا ترفض بعض الدول التعامل بالعملات الرقمية؟

أحمد عبد الحفيظ

العملات الرقمية أصبحت حديث الساعة في الأسواق المالية، إذ يجذب هذا النوع من الأصول العديد من المستثمرين الطموحين الذين يرون فيه فرصة لتحقيق أرباح كبيرة في وقت قصير.
مع ذلك، يظل التساؤل حول مدى أمان الاستثمار في العملات الرقمية قائمًا، خصوصًا في ظل رفض بعض الدول القاطع للتعامل بها، ولفهم هذا الموضوع بشكل أعمق، يجب النظر في جوانب مختلفة تشمل الأمان التكنولوجي، التقلبات السعرية، والسياسات الحكومية.

الأمان التكنولوجي

تقول صحيفة “ساوث اتشينا مورنينج بوست” في تقرير لها نشر الثلاثاء 27 أغسطس 2024، إنه من الناحية التكنولوجية، تعتمد العملات الرقمية على تقنية البلوكشين، التي توفر مستوى عاليًا من الأمان بفضل التشفير المتقدم ولامركزية الشبكة، هذه التقنية تجعل من الصعب التلاعب بالمعاملات أو اختراقها، وهو ما يعد نقطة قوة رئيسية للعملات الرقمية.
إلا أن الأمان التكنولوجي لا يعني بالضرورة أن الاستثمار في العملات الرقمية آمن بالكامل، فالهجمات الإلكترونية على منصات التداول والمحافظ الرقمية ليست نادرة، وتسببت في خسائر كبيرة للمستثمرين، لذلك، من الضروري اتخاذ احتياطات أمنية إضافية، مثل استخدام محافظ باردة (غير متصلة بالإنترنت) وتفعيل التحقق الثنائي.

التقلبات السعرية

من أكبر التحديات التي تواجه المستثمرين في العملات الرقمية هو التقلب الكبير في أسعارها. العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثريوم تُظهر تقلبات حادة في قيمتها، مما يعني أن الربح والخسارة يمكن أن يكونا سريعين وكبيرين.
هذا التقلب يمكن أن يكون ناتجًا عن عوامل متعددة مثل التغييرات في التنظيمات الحكومية، التحليلات الاقتصادية، أو حتى مجرد تغريدة من شخصية مؤثرة. هذا يجعل الاستثمار في العملات الرقمية مخاطرة عالية، خصوصًا لمن لا يملك خبرة كافية في التعامل مع هذا النوع من الأصول.

رفض بعض الدول

رغم الشعبية المتزايدة للعملات الرقمية، إلا أن بعض الدول تتخذ موقفًا صارمًا تجاهها، هذا الرفض ينبع من عدة أسباب أولها أن العملات الرقمية تهدد بالحد من سيطرة الحكومات على النظام المالي التقليدي، إذ يمكن أن تستخدم للتحايل على القيود المالية أو للتهرب من الضرائب.
كما تعتبر بعض الدول أن العملات الرقمية تشكل تهديدًا لاستقرارها الاقتصادي، حيث يمكن أن تؤدي التقلبات الحادة في أسعار العملات الرقمية إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية المحلية.

وهناك مخاوف من استخدام العملات الرقمية في الأنشطة غير القانونية مثل غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، لهذا السبب، تفرض بعض الدول قيودًا صارمة على تداول العملات الرقمية، بل إن بعضها يصل إلى حد حظرها بالكامل، مثل الصين التي، اتخذت إجراءات صارمة ضد تداول العملات الرقمية والتعدين، مما أدى إلى تقليص كبير في حجم سوق العملات الرقمية على أراضيها.

فرص ومخاطر

في النهاية، يمكن القول إن الاستثمار في العملات الرقمية يحمل فرصًا كبيرة، لكنه يأتي مع مخاطر عالية.
الأمان التكنولوجي للعملات الرقمية يعتبر قويًا، لكن ذلك لا يكفي لحماية المستثمرين من التقلبات الحادة والهجمات الإلكترونية، كما أن رفض بعض الدول للعملات الرقمية يضيف بعدًا آخر من المخاطرة، حيث يمكن أن تؤثر السياسات الحكومية بشكل كبير على قيمة هذه الأصول، لهذا، ينبغي على المستثمرين أن يكونوا حذرين ومدركين لكل جوانب الاستثمار في العملات الرقمية قبل اتخاذ قراراتهم.

ربما يعجبك أيضا