تحذير من أزمة المناخ.. حرائق الغابات تنتشر في البرازيل

البرازيل تعلن «الحرب».. تقييم المناطق الأكثر عرضة لخطر الحرائق

بسام عباس
الدخان يغطي مدينة برازيليا

غطت موجة حرائق الغابات المنتشرة في البرازيل المدن المحيطة بالدخان خلال عطلة نهاية الأسبوع وأمس، ما دفع وزير البيئة البرازيلي إلى إعلان أن البلاد “في حالة حرب” مع الحرائق.

وقالت صحيفة الجارديان إن الشرطة البرازيلية ألقت القبض على 4 أشخاص للاشتباه في إشعال الحرائق في ولاية ساو باولو، حيث تسببت الحرائق في اضطرابات وأحرقت آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية.

أكثر من المعتاد

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية إن البرازيل تتعامل مع عدد كبير من حرائق الغابات كل عام، ولكن حرائق هذا العام أثرت على مساحة أوسع بكثير من المعتاد، فالحرائق أصبحت ملحوظة لعدد أكبر من الناس، حيث تأثرت مدن مثل برازيليا، مقر الحكومة الفيدرالية، وساو باولو، الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان والأكثر ثراءً في البرازيل.

وأضافت، في تقرير نشرته الثلاثاء 27 أغسطس 2024، أن الحرائق لا تزال تشكل مشكلة بالنسبة لـ3 من المناطق الحيوية الـ6 الرئيسة في البرازيل، وهي غابات الأمازون المطيرة، وسهول سيرادو، ومستنقعات بانتانال، رغم أن آثار الحرائق على برازيليا وساو باولو خفت الآن إلى حد كبير.

ولفتت إلى أن مستنقعات بانتانال منطقة غنية بالتنوع البيولوجي، ما يثير المخاوف البيئية بشكل خاص، حيث تغمر الفيضانات منطقة بانتانال عادة طوال معظم العام، ولكنها عانت من جفاف طويل الأمد أثر على جزء كبير من أمريكا اللاتينية.

تغير المناخ

أوضحت المجلة أن الجفاف ناجم جزئيًّا عن ظاهرة النينيو المناخية، ولكن من المؤكد أيضًا أن تغير المناخ ساهم في تفاقمه، لافتة إلى وجود حلقة مفرغة لهذه المشكلة، فالجفاف المطول يزيد من احتمالات اندلاع حرائق الغابات وتفاقم آثارها، والتي بدورها تطلق غازات الاحتباس الحراري، ما يساعد في إزالة الغابات، والذي يؤدي بدوره إلى تفاقم آثار تغير المناخ.

وذكرت أن الكوارث الطبيعية مثل حرائق الغابات أصبحت أكثر شيوعًا، ومن المرجح أن تستمر في الانتشار بسبب أزمة المناخ، مشيرة إلى ما كتبه ستيوارت باتريك، في تقرير بالمجلة عام 2022، بأن “الضرر النجم عن الكوارث الطبيعية يعتمد بقدر كبير على ما إذا كان الناس يتوقعون هذه الطوارئ ويستعدون لها”.

المرونة والتعامل السريع

أفادت المجلة بأنه في إطار مكافحة البرازيل لحرائق الغابات، فإن هذا يعني تحسين القدرة على منع اندلاع تلك الحرائق، التي يتسبب البشر في اندلاع الغالبية العظمى منها، ولكنه يعني تحسين القدرة على تقييم المناطق الأكثر عرضة لخطر انتشار حرائق الغابات بسرعة وتخصيص المزيد من الموارد للاستعداد للكوارث.

وأشارت إلى أن المرونة والتعامل السريع سيشكل جزءًا مهمًا من التخفيف من آثار تغير المناخ، وأن تقييم مخاطر الكوارث الطبيعية يشكل جانبًا مهمًا في هذه القضية البيئية، منتقدة السلوك البشري الذي يؤجج مثل تلك الحرائق، ما يتسبب في إخفاقهم في محاولات إنقاذ البيئة.

ربما يعجبك أيضا