هل تستطيع كامالا هاريس تجنب الحرب مع كوريا الشمالية؟

تجنب خطر الحرب سيجبر هاريس على تغيير السياسة الأمريكية تجاه كوريا الشمالية

بسام عباس
كامالا هاريس

تمثل احتمالية الحرب مع كوريا الشمالية خطر وشيك يهدد كامالا هاريس كرئيسة أمريكية محتملة، فالسلام في شبه الجزيرة الكورية أكثر خطورة مما كان عليه في عقود من الزمان، وتجنب خطر الحرب سيتطلب من هاريس تغيير السياسة الأمريكية الحالية.

ومحاولة إدارة بايدن الضغط على بيونج يانج بالعقوبات الاقتصادية والعزلة السياسية مع تجنب المشاركة الدبلوماسية، بعيدًا عن إبطاء زخمها لتطوير الأسلحة النووية والصواريخ اللازمة لإطلاقها، دفعت المملكة المنعزلة إلى تسريع تسليحها.

تطبيع العلاقات

قالت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية إن هذه السياسة المعيبة دفعت كيم جونج أون إلى التخلي عن مساعي أسرة كيم التي استمرت 30 عامًا للتحوط ضد صعود الصين من خلال تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وعاد إلى استراتيجية الحرب الباردة التي انتهجتها كوريا الشمالية في استغلال روسيا ضد الصين للحفاظ على بعض الحرية.

وأضافت، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، أن بيونج يانج قطعت كل الاتصالات الدبلوماسية مع واشنطن وسيول، لافتةً إلى أن الخطوات التي تتخذها كل من كوريا الشمالية والجنوبية لتعزيز الردع، وزيادة التسليح، وتكثيف وتيرة وحجم التدريبات العسكرية، والخطاب التهديدي، زادت من احتمالات وقوع اشتباكات مميتة يمكن أن تتصاعد بسرعة إلى حرب.

وذكرت أن الردع وحده لن يكفي لمنع الحرب في كوريا، فهناك حاجة أيضًا إلى الطمأنينة، ولا يكفي طمأنة حلفاء الولايات المتحدة، فمن الضروري أيضًا طمأنة كوريا الشمالية، مشيرة إلى أن دفع الشمال والجنوب إلى التراجع عن حافة الهاوية سيكون أسهل مع مشاركة واشنطن وبكين.

صدام مميت

أوضحت المجلة أن الاستراتيجية الجديدة لكوريا الشمالية تقلق القيادة الصينية أيضًا، فبكين المنشغلة بمخاوفها الداخلية، لا ترغب في وجود متاعب على حدودها، وأظهرت بكين استياءها من تحسن العلاقات بين بيونج يانج وموسكو، لأن هذا من شأنه أن يقوض نفوذها.

وأضافت أن الصدام المميت في كوريا قد يشكل خيارًا صعبًا لبكين، فإما أن تتدخل عسكريًّا لدعم بيونج يانج، أو تخاطر بتصعيد كوريا الشمالية للصراع إلى حرب نووية. وعند هذه النقطة أيضًا، قد يكون من الممكن أن تلجأ واشنطن إلى الخداع، فإما أن تنخرط في حرب تقليدية مع الصين أو تلجأ إلى التصعيد النووي من جانبها.

دبلوماسية وقائية

قالت المجلة إن مثل هذه الاعتبارات تتيح فرصة للتعاون بين الولايات المتحدة والصين للانخراط في الدبلوماسية الوقائية لتخفيف التوترات في كوريا، وقد تتواصل بكين مع سيول في حين قد يكون من واجب الولايات المتحدة، باعتبارها الطرف الأقوى، مواجهة انعدام الثقة لدى كوريا الشمالية باتخاذ بعض الخطوات الأحادية الجانب لفتح الطريق أمام استئناف المحادثات مع كوريا الشمالية.

ومن هذه الخطوات أن تمنع واشنطن سيول من إجراء تدريبات عسكرية استفزازية، وتعدل وتيرة انتشارها المتقدم، ما سيؤدي أيضًا إلى تثبيط عزيمة سيول عن شيطنة بيونج يانج وتشجيعها على تخفيف حدة خطابها، وربما تشير بكين إلى سيول وطوكيو باستعدادها للدخول في حوار ثلاثي حول مجموعة من القضايا الأمنية الشائكة المنخفضة والعالية.

وأضافت أن إقناع سيول بتعليق مناورة مشتركة واسعة النطاق مخطط لها بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي تعتبر بمثابة عدو لكوريا الشمالية ستكون الإيماءة الأكثر إلحاحًا، والتي ستكشف عن رد فعل بيونج يانج، لافتةً إلى أن الصين قد تمتنع عن إجراء مناورات بحرية بالقرب من المياه الكورية.

قنوات دبلوماسية خلفية

أوضحت المجلة الأمريكية أن واشنطن، اعتمادًا على رد فعل بيونج يانج، ومع موافقة سيول، قد تحاول بعد ذلك فتح قنوات دبلوماسية خلفية مع الشمال وتتعهد بالعمل نحو ما أسماه وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ذات يوم “علاقة استراتيجية مختلفة تمامًا” مع الشمال.

وأضافت أن واشنطن يمكنها التأكيد على هذا التعهد في رسالة إلى كيم جونج أون من الرئيس الأمريكي المحتمل، يلتزم فيها بالتفاوض على إعلان نهاية الحرب كنقطة انطلاق لعملية السلام في كوريا، وتعيين مبعوث رئاسي لإشراك الشمال في هذه العملية، مشيرة إلى أن اتباع مثل هذه الخطوات سيؤدي إلى درء خطر الحرب المتزايد في كوريا.

ربما يعجبك أيضا