للتوازن بين الشرق والغرب.. تركيا نحو بريكس

انضمام تركيا لبريكس يعزز مكانتها لدى الأوروبي

يوسف بنده

ستظل تركيا تحافظ بحكم موقعها كنقطة اتصال بين الشرق والغرب، على علاقات قوية مع الأوروبي والأطلسي، بجانب التعاطي مع القوى الشرقية، لتوسيع خياراتها الاقتصادية والسياسية.


طوال سنوات وتركيا تسعى للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، وسط تعقيدات وشروط صعبة من جانب الأوروبيين للقبول بعضويتها.

ويبدو أن ظهور تكتلات اقتصادية جديدة، مثل منظمة شنغهاي الأسيوية ومجموعة بريكس+ الاقتصادية، فرصة جديدة أمام تركيا التي شكلت هويتها القومية وصراعها مع اليونان عوامل عطلت من عضويتها في بروكسيل.

بوتين وأردوغان في شنغهاي

بوتين وأردوغان في شنغهاي

طلب عضوية بريكس

تقدمت تركيا، الاثنين 2 سبتمبر 2024، بطلب للانضمام إلى مجموعة بريكس ذات الأسواق الناشئة، وذلك في إطار سعيها إلى تعزيز نفوذها العالمي وإقامة علاقات جديدة خارج حلفائها الغربيين التقليديين.

وخلال قمة قازان الروسية القادمة في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024، تناقش دول تحالف بريكس، توسيع المجموعة. ومن بين الدول الأخرى التي تتطلع إلى الانضمام ماليزيا وتايلاند وأذربيجان.

بريكس

مجموعة بريكس

رد روسي

حسب تقرير شبكة روسيا اليوم، أمس الأربعاء 4 سبتمبر، فقد صرح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، بأن دول مجموعة “بريكس” ستدرس طلب تركيا للانضمام إلى عضويتها.

وصرح أوشاكوف اليوم الثلاثاء بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قبل دعوة موسكو لحضور قمة المجموعة التي ستعقد قمة في أكتوبر المقبل.

إنفوجراف| معلومات عن قمة بريكس المقبلة

قلق أوروبي

أثارت خطوة تركيا قلق دول الاتحاد الأوروبي، فقد ذكر المتحدث باسم الاتحاد للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، أنقرة بضرورة الامتثال للقواعد والمعايير الأوروبية.

وقال في مؤتمر صحفي عقد في بروكسل اليوم: “يتوجب على المرشحين إلى عضوية الاتحاد الأوروبي الالتزام الكامل وغير المشروط بقيم الاتحاد، واحترام الاتفاقيات القائمة والتقيد بالسياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد. وعند الانضمام يجب على الدولة المرشحة أن تجعل كل شيء بما في ذلك الاتفاقيات التجارية يتماشى مع معايير وقواعد الاتحاد الأوروبي”.

وإذا تم تأكيد عضوية تركيا في بريكس، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يمثل درع حماية أوروبية، إلى تلك المجموعة الأسيوية.

دول البريكس تستعد لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي

هدف تركيا

هناك تياران سياسيان داخل تركيا، الأول، التيار الأطلسي الذي يصر على جهود الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. والثاني، التيار الأوراسي الذي يصر على انتماء تركيا للكتلة الشرقية والأسيوية.

ويبدو أن الرئيس التركي، أردوغان، يسعى للموازنة بين الشرق والغرب، بحيث تتحصل على المكاسب الاقتصادية من كلا الطرفين، خاصة أن موقعها على حافتي أسيا وأوروبا يمنحها موقعًا جغرافيًا متميزًا لاتصال حركة التجارة بين الشرق والغرب.

ويمكن أن نقول، أن تركيا ستظل تحافظ بحكم موقعها كنقطة اتصال بين الشرق والغرب، على علاقات قوية مع الأوروبي والأطلسي، لأن ذلك ما يمنحها قوة في التعاطي مع القوى الشرقية، فهي تعول على بريكس لتوسيع خياراتها الاقتصادية والسياسية، وليس للابتعاد عن جيرانها الأوروبيين.

خريطة تركيا

بوابة أوروبية

تمثل العضوية المنتظرة لتركيا في بريكس، فرصة لتحسين تعاونها الاقتصادي مع روسيا والصين وتعزيز دورها كممر تجاري بين الاتحاد الأوروبي وآسيا.

كما أن موقع تركيا كبوابة لأوروبا، فرصة لمجموعة بريكس، خاصة روسيا والصين، في ظل استفادة تركيا من الاتفاقيات الجمركية مع الاتحاد الأوروبية. وهو ما يعزز من فرص الاستثمارات الأجنبية في تلك الدولة التي تطل على عدة بحار وممرات برية.

upload 1703594636 264562732

مجموعة بريكس

تمثل مجموعة “بريكس” 45% من سكان العالم، و36% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي الذي تجاوز حصة مجموعة G7 البالغة 30%.

وتضم مجموعة “بريكس” 10 دول 3 منها عربية، ومنذ مطلع العام الجاري انضمت إلى المجموعة التي تضم روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا، مصر وإيران والإمارات والسعودية وإثيوبيا.

وينظر الكثيرون إلى بريكس على أنها بديل على المسرح العالمي لمجموعة السبع التي تقودها الولايات المتحدة، في إطار بناء عالم متعدد الأقطاب.

ربما يعجبك أيضا