ولي عهد أبوظبي في الهند.. مرحلة جديدة للشراكة الاستراتيجية

إسراء عبدالمطلب
العلاقات الإماراتية الهندية

شهد التعاون الثقافي بين دولة الإمارات وجمهورية الهند تطوراً ملحوظاً، بفضل الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين، التي تساهم في تعزيز قيم السلام والتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الثقافات المتنوعة، وتعود العلاقات التاريخية بين الإمارات والهند إلى عقود طويلة.


تُعد العلاقات الإماراتية الهندية نموذجًا متميزًا للشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تمتد عبر عقود طويلة من التعاون الوثيق في مختلف المجالات.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا على مر السنين، إذ تستند إلى أسس متينة من الصداقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وتجمع الإمارات والهند روابط تاريخية وثقافية قوية تتعزز عبر التجارة والاقتصاد، والتعليم، والثقافة، والطاقة، والتكنولوجيا، والأمن، وغيرها من القطاعات الحيوية.

الشراكة الاستراتيجية المتنامية

حسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، شهد التعاون الثقافي بين دولة الإمارات وجمهورية الهند تطورًا ملحوظًا، بفضل الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين، التي تساهم في تعزيز قيم السلام والتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الثقافات المتنوعة، وتعود العلاقات التاريخية بين الإمارات والهند إلى عقود طويلة، حيث بدأت تسجل تطورًا مهمًا منذ الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى الهند في يناير 1975، والتي كانت نقطة تحول في العلاقات الثنائية من خلال توقيع اتفاقيات ثقافية هامة.

ولي عهد أبوظبي في زيارة سابقة إلى الهند

ولي عهد أبوظبي في زيارة سابقة إلى الهند

ويأتي التعاون بين البلدين في إطار جهود شاملة تشمل العديد من المجالات مثل الثقافة والتعليم، وشهدت العلاقات الثنائية توافقًا واضحًا، حيث وقعت الدولتان نحو 96 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، ومن الأمثلة على هذه الجهود، افتتاح المعهد الهندي العظيم في دلهي – أبوظبي كأول فرع لهذه المؤسسة خارج الهند، والذي يُعد خطوة كبيرة نحو تعزيز التعاون العلمي والأكاديمي بين البلدين.

ويتيح هذا المعهد للطلاب وأعضاء هيئة التدريس من الإمارات فرصة لتبادل المعرفة والخبرات، ويسهم في تطوير الكفاءات الأكاديمية في مجالات التكنولوجيا والهندسة، مما يدعم التنمية الشاملة في المنطقة.

تعزيز التعاون الثقافي

تكتسب الزيارة المرتقبة للشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، إلى الهند اليوم الأحد 8 سبتمبر 2024، أهمية خاصة حيث تعد أول زيارة له منذ توليه منصبه كولي عهد أبوظبي في مارس 2023، ويُتوقع أن تُسهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون الثقافي بين الإمارات والهند، خاصة من خلال اللقاء المرتقب بين الشيخ خالد بن محمد بن زايد ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والذي سيتناول سبل تعزيز التعاون الثقافي وتعميق الروابط بين الشعبين.

العلاقات الإماراتية الهندية

العلاقات الإماراتية الهندية

وتأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه التعاون الثقافي بين البلدين نشاطاً ملحوظاً، مثل إطلاق النسخة الهندية من كتاب “صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إضاءات في رجل الأعمال الإنساني” للمؤلف الدكتور جمال سند السويدي. يهدف هذا الإصدار إلى تعريف القارئ الهندي بالدور الذي يلعبه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تعزيز التسامح والمشاركة وقيم الأخوة الإنسانية.

روابط ثقافية ومعرفية

كما تبرز جهود التعاون الثقافي بين الإمارات والهند في تنظيم الفعاليات الثقافية المشتركة، مثل ندوة “الحفاظ الرقمي: ضمان الإرث الثقافي” التي نظمتها هيئة الشارقة للآثار خلال الدورة الـ46 للجنة التراث العالمي في نيودلهي، حيث سلطت الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والرقمي وتعزيز تبادل المعرفة والخبرات.

وإلى جانب ذلك، استضاف مركز إكسبو الشارقة النسخة السادسة من المعرض التجاري الثقافي الهندي “اكتشف كيرلا”، والذي تضمن برامج ثقافية وفنية متنوعة، مما يعزز التبادل الثقافي والتجاري بين الإمارات وولاية كيرلا الهندية، وتُبرز هذه الأنشطة أهمية العلاقات الثقافية بين البلدين، حيث تلعب دوراً محورياً في تعزيز الأدب والنشر، كما يظهر في مشاركة هيئة الشارقة للكتاب في معرض نيودلهي الدولي للكتاب 2024، وشهد جناح الهيئة اهتماماً كبيراً بالكتب العربية المترجمة إلى اللغة الهندية، مما يعكس عمق الروابط الثقافية والمعرفية بين الإمارات والهند.

تعزيز التعاون

يحظى تعزيز وتطوير العلاقات السياسية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند باهتمام كبير من الجانبين، حيث تعود العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى عام 1972، منذ ذلك الحين، عملت الدولتان على تعزيز علاقاتهما الثنائية من خلال جهود مخلصة وملموسة، تُوِّجت بتوقيع أكثر من 96 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم تغطي مختلف المجالات.

وتحرص الإمارات والهند على دعم بعضهما البعض في المحافل الدولية، وتسعيان إلى تعزيز التعاون في العديد من القضايا العالمية مثل التغير المناخي، والتنمية المستدامة، والسلام العالمي، مما يعزز مكانتهما كدولتين فاعلتين على الساحة الدولية، وعلى الصعيد الاقتصادي، يشهد التعاون بين الإمارات والهند زخمًا مستمرًا في مجالات متعددة مثل الاقتصاد الدائري، والسياحة، والطيران، وريادة الأعمال، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والتحول الرقمي، والنقل.

وتمثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، التي وُقعت في 18 فبراير 2022، علامة فارقة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إذ تُعد أول اتفاقية ثنائية تبرمها الإمارات ضمن برنامج الاتفاقيات الاقتصادية العالمية.

تعاون اقتصادي

انعكس هذا التعاون الاقتصادي في نمو حجم التجارة غير النفطية بين البلدين، الذي ارتفع بنسبة 3.94% من 51.4 مليار دولار في عام 2022 إلى 53.4 مليار دولار في عام 2023. كما بلغت التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الهند نحو 16.2 مليار دولار بين عامي 2019 و2023، بينما بلغت استثمارات الهند في الإمارات 7.76 مليار دولار خلال الفترة نفسها.

وتشمل الاستثمارات الإماراتية في الهند قطاعات متنوعة، أبرزها الطاقة المتجددة، والمعادن، والبرمجيات، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والمواد الكيميائية، وتصنيع المعدات الأصلية للسيارات. كما تشكل الجالية الهندية أكبر جالية أجنبية في الإمارات، وتسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي، ما يعكس عمق العلاقات الإنسانية والاقتصادية بين البلدين.

ربما يعجبك أيضا