المجاعة والنزوح.. أزمات تهدد السودان بسبب الحرب

الحرب بالسودان.. الجهات الفاعلة الخارجية تنتهز الفرصة لتوسع نفوذها

بسام عباس
المجاعة في السودان

تجاهل الجنرالات المتنافسون في السودان التحذيرات من المجاعة الجماعية، ففي أكثر من عام من الحرب الوحشية، استخدم الفصيلان العسكريان المساعدات الإنسانية سلاحًا ضد بعضهما البعض.

تمنع قوات البرهان وصول المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة حميدتي، بينما تعوق قوات الدعم السريع الشاحنات إلى الأماكن التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية.

أزمة جوع ونزوح

أوضحت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أن الصراع في السودان خلق أكبر أزمة جوع ونزوح داخلي في العالم، وتسبب في معاناة أكثر من نصف سكان البلاد، 25 مليون شخص، من مجاعة حادة، وأجبر نحو 11 مليون شخص على الفرار من ديارهم، بما في ذلك 2.3 مليون فرّوا إلى الخارج.

وأضافت، في تقرير نشرته الخميس 12 سبتمبر 2024، أن وكالات الإغاثة العالمية حذّرت من أن أكثر من مليوني سوداني معرضون للموت بحلول نهاية هذا العام بسبب هذه المجاعة.

انتهاكات وجرائم حرب

قالت المجلة الأمريكية أن عمليات الابتزاز والهجمات على التجار عند نقاط التفتيش، في المناطق التي يتوفر فيها الغذاء، أدّت إلى رفع الأسعار، وروت النساء أنّهن تعرضن للاغتصاب مقابل الغذاء، فضلًا عن استخدام الأطفال دون سن 15 عامًا في القتال والمذابح العرقية التي ترتكبها قوات الدعم السريع والميليشيات المسلّحة على مدار العام الماضي.

وأفادت بعثة مفوضة من الأمم المتحدة بأن كلا الجانبين في الحرب الأهلية السودانية التي استمرت قرابة 17 شهرًا ارتكبا انتهاكات “مروّعة” قد ترقى إلى جرائم حرب، داعيةً إلى فرض حظر على الأسلحة في جميع أنحاء البلاد، بينما رفضت الحكومة العسكرية السودانية اقتراحًا من الأمم المتحدة بنشر قوة لحفظ السلام لحماية المدنيين.

وذكرت أن الاستجابة الإنسانية تعاني نقصًا حادًا في التمويل، فقد تم تمويل نداء الأمم المتحدة لجمع 2.7 مليار دولار بنسبة 32% فقط، وتقول وكالات الإغاثة إنّ المتطوعين المحلّيين على الأرض يحتاجون إلى دعم أفضل، لأنّ وقف إطلاق النار غير مرجح في المستقبل القريب.

دور القوى الإقليمية

أشارت المجلة إلى ضرورة أن يركز اهتمام الولايات المتحدة وشركائها في الضغط على القوى الإقليمية الأخرى ذات المصلحة في الصراع، مثل إريتريا وإثيوبيا، إذ يُعتقد أن المرتزقة الأجانب من تشاد ومالي والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا يقاتلون في السودان.

وأضافت أن الضغط على القوى الإقليمية قد يؤدي إلى إشراك الميليشيات المسلحة المحلية المتحالفة مع الأطراف المتحاربة لضمان الوصول إلى مناطق حيوية مثل الفاشر، مشيرةً إلى أن ذلك سيخلق حاجزًا أكبر من توقيع رجلين على اتفاق في جدة ثم يخرقاه، مؤكدة أهمية نفوذ القوى الإقليمية التي لا يمكن تجاوزها.

وأوضحت أنه من الأهمية بمكان أن تتعاون القوى الغربية مع القوى الإقليمية حتى يكون لهم دور بناء في هذه الأزمة وليس دورًا ضارًا، وحتى لو وقع البرهان وحميدتي اتفاق سلام، فمن غير المرجح أن تلتزم به العديد من الجماعات المسلحة المحلية المعنية.

ربما يعجبك أيضا