الهدف وراء كشف كوريا الشمالية عن برنامجها النووي

هل يرغب كيم جونج أون في جذب الانتباه العالمي لبلاده مرة أخرى؟

بسام عباس
الزعيم الكوري كيم جونج أون يزور مصنعًا لتخصيب اليورانيوم

أفادت وسائل إعلام رسمية أن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، زار مصنعًا لتخصيب اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة، ونشر صورًا للمنشأة وكشف عن وجودها للجمهور العالمي للمرة الأولى، ولم تكشف التقارير عن موقع المصنع أو قدرته الإنتاجية.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن تلك الصور ظهرت في وقت تتصاعد فيه التوترات مع كوريا الجنوبية، وبعد أن حوّلت إدارة بايدن الاستراتيجية النووية الأمريكية للتركيز على التهديدات المنسقة المحتملة من الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

جذب الانتباه العالمي

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 13 سبتمبر 2024، إن نشر الصور من شأنه أن يوفر لوكالات الاستخبارات الأجنبية وكذلك المحققين من خلال المصادر المفتوحة قدرًا هائلًا من المعلومات لتحديد القدرات النووية لكوريا الشمالية بشكل أفضل، وهو ما يجعلها مهمة من منظور الأمن العالمي.

وأضافت أن وجود منشأة مثل هذه ليس بالأمر الجديد، فقد علم العالم منذ ما يقرب من 15 عامًا أن كوريا الشمالية تدير برنامجًا موازيًا لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى برنامج تخصيب البلوتونيوم، ولكن القرار بالكشف عن هذه المعلومات علنًا، مصحوبة بالصور، للمرة الأولى، جدير بالملاحظة، كما هو الحال مع توقيت هذا القرار.

وذكرت أنه خلافًا للجولة الأخيرة من “دبلوماسية بالونات القمامة” التي شنتها كوريا الشمالية ضد كوريا الجنوبية، حيث أرسلت أكثر من 150 بالونًا من القمامة في شهر مايو الماضي وأرسلت الأسبوع الماضي نحو 200 بالونًا، وهو عمل غير جاد ولكنه مهم رمزيًا، فإن المحاولة اليوم لإعادة الانتباه العالمي إلى القدرات النووية للبلاد أكثر أهمية كثيرًا.

مفاوضات فاشلة

أوضحت المجلة أن من الصعب عدم التوصل إلى استنتاج مفاده أن التوقيت مرتبط بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر، خاصة وأن كوريا الشمالية اختفت بشكل أساسي كقضية سياسية لواشنطن في ظل إدارة بايدن، ما يتناقض كليًّا مع الـ4 سنوات لإدارة ترامب.

وأضافت أن تعامل إدارة ترامب أدت إلى سلسلة من التهديدات والدبلوماسية وقمم الزعماء والمفاوضات الفاشلة بشأن البرنامج النووي المتوسع لكوريا الشمالية، وأبقت القضية على رأس أولويات واشنطن وحول العالم، وواصلت كوريا الشمالية تطوير برامجها النووية والصاروخية في السنوات الأخيرة، لكن هذه التطورات لم تقطع الضوضاء في واشنطن بالطريقة التي فعلتها من قبل.

مخاوف شرق آسيا

قالت المجلة إنه لن يوجد أي تقدم في التعامل الدبلوماسي مع كوريا الشمالية طالما استمرت الولايات المتحدة في الإصرار على نزع السلاح النووي، ولكن رغم أن هذا القارب قد أبحر منذ فترة طويلة، لا يستطيع بايدن الدفع بأي شيء أقل من ذلك، ناهيك عن الاعتراف بأن كوريا الشمالية هي بالفعل قوة نووية، لأن القيام بذلك سيكون مسؤولية سياسية في واشنطن، مما يعرضه لاتهامات حزبية بالضعف واللامبالاة.

وأضافت أن ذلك سيكون مشكلة لأمريكا في إدارة التحالف في شرق آسيا، في وقت تشعر فيه اليابان وكوريا الجنوبية بعدم الارتياح للاعتماد حصريًا على المظلة النووية الأمريكية لردع هجوم نووي كوري شمالي محتمل، وبدلًا من المخاطرة، اختارت إدارة بايدن تجاهل القضية إلى حد كبير.

وأوضحت أن نشر صور مصنع تخصيب اليورانيوم اليوم يشير إلى أن كيم يريد استعادة اهتمام واشنطن، ويدرك أن التطورات النووية هي أفضل وسيلة لتحقيق ذلك، متسائلةً عمَّا إذا كان سيصعد هذه الجهود بإجراء تفجير تجريبي آخر لرأس نووي، ليجذب الانتباه في نهاية المطاف.

ربما يعجبك أيضا