التصعيد الإسرائيلي.. هل تترك إيران حزب الله يواجه مصيره؟

تجهيز ورقة المجاهدين الشيعة.. إذا تطورت الحرب في لبنان

يوسف بنده

"على العدو أن يعلم أننا مستعدون من مختلف البلدان الإسلامية، من أفغانستان وباكستان وإيران وأذربيجان والعراق ومن أماكن مختلفة، لمساعدة قوى المقاومة".


عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مساء الجمعة 28 سبتمبر الماضي، بمثابة مرحلة انتقالية في التوتر الدائر بين إسرائيل وإيران عبر الفصائل المسلحة الموالية للنظام الإيراني بالمنطقة.

فقد انفتحت شهية إسرائيل على تصفية كافة التهديدات التي تحيطها بالمنطقة، فقامت بهاجمة الحوثيين في اليمن، والمليشيات المسلحة في سوريا والعراق، والآن بدأت في توغل بري داخل جنوب لبنان، بما يظهر أن إيران قد تركت حزب الله يواجه مصيره وحده.

لويد أوستين وجالانت

جالانت ولويد أوستين

غطاء أمريكي

بدأ الغزو البري الإسرائيلي المتوقع على نطاق واسع لجنوب لبنان على ما يبدو مع إعلان الجيش الإسرائيلي، إن قواته بدأت مداهمات “محدودة” لأهداف تابعة لجماعة حزب الله في منطقة الحدود.

وجاءت العملية تحت غطاء أمريكي عسكري وسياسي، حيث قامت الولايات المتحدة بتعزيز تواجدها العسكري في البحرين الأحمر والمتوسط، وأكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستين، أن بلاده تؤيد ضرورة تفكيك البنى التحتية الإرهابية التابعة لحزب الله على امتداد الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان، وفقًا لقوله.

وحسب تقرير “رويترز”، اليوم 1 أكتوبر 2024، قال الوزير الأمريكي إنه أكد لنظيره الإسرائيلي، يؤاف جالانت، دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وحذر إيران من الانعكاسات الخطيرة التي ستواجهها إذا قررت طهران الاعتداء على إسرائيل، ما يعني أن واشنطن تحذر طهران من التورط في أية مغامرة ضد إسرائيل.

بزشكيان في مكتب حزب الله بطهران

بزشكيان في مكتب حزب الله بطهران

تخلي إيراني

تأتي التصريحات، بينما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس الاثنين 30 سبتمبر 2024، أن بلاده لن ترسل مقاتلين إلى لبنان أو غزة لمواجهة العدوان الإسرائيلي.

وحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا)، فقد أكد متحدث الخارجية، أن “لبنان وفلسطين لديهما القدرة والقوة اللازمتين لمواجهة العدوان، ولا داعي لنشر قوات إيرانية مساعِدة أو تطوعية”.

ويتناقض التصريح مع حديث “محمد اختري” مع موقع “إيران ووتش”، السبت الماضي 28 سبتمبر، حيث كشف عن بدء تسجيل المتطوعين للذهاب للقتال في لبنان، وقال رئيس لجنة دعم الشعب الفلسطيني في الرئاسة الإيرانية، إن بلاده تستعد لفتح باب التطوع لإرسال مقاتلين إلى لبنان لمساندة حزب الله.

ونقلت “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤول أمريكي، أمس الاثنين، قوله: إن “إدارة الرئيس جو بايدن تخشى هجوما إيرانيا على إسرائيل“.

وصرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، خلال زيارته مكتب حزب الله في إيران، قائلًا: “كما كنا نعتبر أن من واجبنا الدفاع عن حزب الله في عهد حسن نصر الله، فإننا مستمرون في القيام بهذا الواجب”.

محمد اختري

محمد اختري

إرسال متطوعين

تأتي تصريحات اختري بعد موافقة ضمنية من بعض المراجع الشيعية بالموافقة على إرسال الدعم لحزب الله في لبنان، وقال المساعد الأسبق للشؤون الدولية في مكتب الإرشاد: “يجب على العدو أن يعلم إننا مستعدون من مختلف البلدان من أفغانستان، وباكستان، وإيران، وأذربيجان، والعراق، ومن أماكن مختلفة، لمساعدة قوى المقاومة”.

وكشف تقرير موقع “بلومبرج” الأمريكي، أمس الاثنين، أن إيران تسعى لنقل آلاف المقاتلين للمناطق الحدودية في لبنان وسوريا، وقامت عمليًا بنقل الآلاف من العراق إلى سوريا خلال الشهرين الماضيين.

وأوضح التقرير نقلًا عن مصادره، أن حزب الله اللبناني، قد بنى شبكة أنفاق معقدة على الحدود بين لبنان وسوريا، ما يسهل عملية نقل المقاتلين إلى الجنوب اللبناني.

حرب لبنان الثانية الأسباب

حرب لبنان الثانية الأسباب

اختبار قدرة الحزب

نقلت صحيفة “الديار” اللبنانية، اليوم الثلاثاء، عن مصادر مقربة في حزب الله إلى أن الغزو البري مهمته اختبار جهوزية الحزب وقدرته على الدفاع.

ونقلت الصحيفة المقربة من حزب الله، عن عضو المكتب السياسي للحزب، محمود قماطي، أن “الحلفاء سيتدخلون إذا ما توسعت المعركة”. ما يعني جدية استنفار المليشيات الشيعية إلى داخل لبنان لمواجهة العدوان الإسرائيلي.

وحسب تقرير الكاتب الإسرائيلي، “تامير هايمن” في القناة 12 الإسرائيلية، فإن اغتيال نصر لله يسمح بضربة إغلاق؛ فحزب لله ضعيف، والذراع العسكرية لحماس تم إخضاعها. وإذا ذهبنا إلى صفقة الآن ومنعنا المحور من تنفيذ الرد، فسيكون هذا انتصاراً مطلقاً، وإذلالاً للمحور، وتحقيقاً لكل أهداف الحرب”

حرب لبنان الثانية النتائج

حرب لبنان الثانية النتائج

3 سيناريوهات

يشير المحلل السياسي اللبناني، محمد بلوط، في صحيفة الديار، إلى وجود ثلاث سيناريوهات يتم تداولها داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية، حول التوغل البري في لبنان:

١- القيام بتوغل بري محدود يتراوح بين ٤ و٥ كيلومترات على طول الحدود، بحيث يستثمر العدو هذا التوغل في التفاوض، لفرض ترتيبات أمنية وعسكرية تتجاوز حدود القرار ١٧٠١.

٢ – تنفيذ عملية مزدوجة ومركبة ترمي إلى القيام بعمليات إنزال خلفية بموازاة توغل محدود.

٣- القيام باجتياح بري واسع إلى حدود الليطاني كما حصل سابقًا.

وتشير السيناريوهات الثالثة إلى أن إسرائيل تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة داخل الحدود اللبنانية بين ٢ و٤ كيلومترات، ينتشر شمالها الجيش اللبناني ليتحول إلى ما يشبه حرس حدود، مع منع أي وجود عسكري لحزب الله جنوبي الليطاني.

عملية سهام الشمال

عملية سهام الشمال

تفعيل القرار 1701

كان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد بعث رسالة رسائل وجهها إلى نظرائه في 25 دولة، عن أهداف الجيش الإسرائيلي من العملية البرية في لبنان، جاء فيها: “نريد تحريك حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه”.

ما يشير إلى القرار الأممي 1701 الذي يحقق منطقة معزولة بين الجنوب اللبناني وشمال الأراضي المحتلة، وهو مطلب سياسي من الأطراف الداعمة لحل الأزمة في جنوب لبنان.

ويمثل تفعيل هذا القرار نقطة مهمة لإنهاء التوتر في المنطقة، لأنه يعني فصل ارتباط جبهة جنوب لبنان بجبهة غزة، ما يمهد لمرحلة ما بعد إنهاء الحرب.

ربما يعجبك أيضا