«الفزعة».. وسيلة تجنيد الدعم السريع للأطفال بالسودان

عمر رأفت
"الفزعة".. تقليد جديد تنفذه قوات الدعم السريع في السودان

ذكرت مجلة أوراسيا ريفيو، في تقرير لها، اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024، أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان تلجأ إلى ما يسمى نظام “الفزعة”، وهو تقليد سوداني قديم يعود إلى ما قبل الإسلام.

تسمح “الفزعة” للقبائل باستدعاء أعضائها وحلفائها للحصول على الدعم ضد هجمات القبائل الأخرى، واستغلت قوات الدعم السريع هذا النظام لتجنيد المراهقين والأطفال للقتال في الصفوف الأمامية، كما فعلت قبل 20 عامًا في دارفور عندما كانت تُعرف باسم الجنجويد، وفقًا لتقرير المجلة.

عواقب نفسية واجتماعية

قال الخبراء، إن هذا النظام يمكن أن يكون له عواقب نفسية واجتماعية على الأطفال الذين يتم تجنيدهم في أوقات كثيرة، وتشمل التأثيرات القلق والاكتئاب وتعاطي المخدرات والعزلة الاجتماعية واحتمال ارتكاب جرائم خطيرة مثل القتل والاعتداء الجنسي.

واستخدمت القوات المسلحة السودانية وسائل التواصل الاجتماعي لجلب المقاتلين المتطوعين وتوجيههم إلى أقرب قيادة أو وحدة عسكرية للتسجيل، ومن ناحية أخرى، أجبرت قوات الدعم السريع المدنيين على الانضمام إليها.

ووفقًا لما قاله الأمين العام للمجلس القومي لحماية الطفولة، عبدالقادر عبدالله، في تصريحات أبرزتها مجلة أوراسيا ريفيو، فإن قوات الدعم السريع جندت ما لا يقل عن 200 طفل منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

تقليد “الفزعة”

أشارت المجلة إلى أنه بجانب استحضار التقاليد القديمة مثل “الفزعة”، حجبت قوات الدعم السريع مرارًا وتكرارًا الطعام عن المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها لإرغامهم على الانضمام إليها وحمل السلاح نيابة عنها، ووجهت لهم إنذارًا نهائيًا مفاده إما التجنيد أو الموت.

فيما وجد تحقيق أجرته شبكة “سي إن إن” في مارس 2024 أن ما يقرب من 700 رجل و 65 طفلًا، كثير منهم مزارعون أو تجار، أُجبروا على الانضمام إلى قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وحدها.

وقال شهود لشبكة “سي إن إن”، إنه في بعض الحالات، عندما رفض الرجال طلب قوات الدعم السريع، تم إعدامهم.

الوضع الإنساني المتدهور في السودان

في سياق متصل، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالاتجار بالبشر، سيوبان مولالي، في بيان لها إن الوضع الإنساني المتدهور في السودان يجعل الأطفال، وخاصة أولئك الذين ليس لديهم عائلات، أهدافًا سهلة للتجنيد من قبل قوات الدعم السريع.

فيما قال المحامي في المركز الإفريقي لدراسات العدالة والسلام، محمد بدوي، لشبكة “سي إن إن”، إن التجنيد الإجباري الذي تنفذه قوات الدعم السريع يرقى إلى نظام العمل القسري.

وأضاف في تصريحاته: “الناس يريدون البقاء على قيد الحياة، ليس لديهم خيار آخر، ولا أحد يلجأون إليه، إذا لم تقاتل من أجلهم، فسوف يتم اعتقالك”.

ربما يعجبك أيضا