نقطة اللاعودة.. هل تتجه إيران نحو امتلاك السلاح النووي؟

بسام عباس

للمرة الثانية هذا العام، ينتظر العالم ليرى ما إذا كانت إسرائيل ستوجه ضربة مباشرة إلى إيران، في أعقاب الهجمة الإيرانية الأخيرة على إسرائيل.

في هجوم أبريل الماضي، حذرت إدارة بايدن إسرائيل من “التهور”، وبعد اغتيال مسؤولين عسكريين إيرانيين في سوريا، واجهت إسرائيل وابلًا من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية ردًا على ذلك، وبلغت التوترات ذروتها ثم تراجعت.

مزيد من التصعيد

بعد أن بدأت إسرائيل في شن حربها على حزب الله المتحالف مع إيران في جنوب لبنان، أطلقت إيران مرة أخرى صواريخ على إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، وأعلنت إسرائيل أنها سترد ولكنها لم تحدد كيف، ولم تفعل ذلك حتى الآن.

وأشار الكاتب باتريك كينجسلي، في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء 15 أكتوبر 2024، إلى أن المسؤولين الأمريكيين أعلنوا أن إسرائيل لن تهاجم مواقع التطوير النووي أو إنتاج النفط في إيران، وهي نقطة حساسة من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من التصعيد.

انحسار الغموض الاستراتيجي

ما يثير القلق الشديد هو استمرار التصعيد والرد الإيراني على الهجمة الإسرائيلية المرتقبة، وتعليقًا على ذلك قال الباحث في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، آراش رايزنيجاد، في تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي، 11 أكتوبر 2024، إن “تبادل الهجمات بين إيران وإسرائيل أدى إلى معادلة قوة إقليمية جديدة ستستمر إلى ما هو أبعد من هذه المواجهة المحددة”.

وأضاف رايزنيجاد إلى أن إيران تبدو وكأنها تعطي الأولوية للصراع المباشر مع إسرائيل، حيث كانت تفضل من قبل الصراع غير المباشر من خلال الميليشيات المتحالفة، لافتًا إلى أن “الغموض الاستراتيجي” الإيراني قد انحسر إلى ما أصبح يُعرف بالصبر الاستراتيجي السلبي، والذي اتسم بعدم اتخاذ إجراءات انتقامية.

مبدأ الصبر الاستراتيجي

يتفق آراش عزيزي، في مجلة “ذا أتلانتيك”، مع رايزنيجاد، حيث يرى أن الاستراتيجية التي تبناها المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، على مدى عقود من الزمان قد انهارت، لافتًا إلى أن مبدأ خامنئي، الذي أطلق عليه المقربون منه مسميات مختلفة مثل “الصبر الاستراتيجي” أو “لا سلام، لا حرب”، يقوم على ثنائية ظلت ثابتة طيلة فترة حكم خامنئي التي استمرت 35 عامًا.

وأضاف عزيزي أن إيران ترفض أي تعاملات علنية مع إسرائيل، وتطالب بدلًا من ذلك بتدمير الدولة اليهودية، وأن خامنئي لا ينوي الدخول في صراع مباشر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، لأنه يعلم جيداً أن مثل هذه المواجهة ستكون نهاية نظامه، مشيرًا إلى أن هذا النهج الإيراني أثبت عدم جدواه مع تصاعد التوترات في المنطقة.

التهديد النووي الإيراني

وأشار بعض المحللين إلى الخطر الدائم المتمثل في أن إيران ستبني سلاحًا نوويًا، فمنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، تقدمت طهران ببرنامجها النووي إلى حافة القدرة على إنتاج رأس حربي، وكانت هذه السياسة المتهورة استراتيجية، كما أوضح علي فايز، في مقال له في مجلة فورين أفيرز، بأن التهديد المتمثل في “إطلاق برنامج نووي يمكن تخفيفه لتحقيق فوائد اقتصادية أو زيادته لإنتاج سلاح نووي”.

وفي مقال آخر في مجلة فورين أفيرز، يرى كارول تشوكسي أن حسابات إيران قد تتغير مع الصراع المفتوح، موضحًا أن القادة الإيرانيين يحذرون إشعال صراع مدمر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، ولكن كلما رأوا أن الأسلحة التقليدية تفشل في ثني إسرائيل عن مهاجمة حلفائهم أو عن تنفيذ عمليات اغتيال على الأراضي الإيرانية، أصبح التطوير السريع للأسلحة النووية أكثر جاذبية.

ويرى فايز أن استخدام إيران للأسلحة النووية أقل احتمالا، حيث قال إن “الكشف المفاجئ” عن “نقاط ضعف” الإيرانية قد يضع القادة الإيرانيين تحت الضغط، ولكن “تغيير عقيدتها النووية من غير المرجح أن يحل المعضلات الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية”.

ربما يعجبك أيضا