قائمة اليونسكو لـ2017.. أغربها البيتزا وأشهرها “الجزيرة المقدسة”

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

كجزء من دورها قررت لجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة  “اليونسكو“، إضافة عدة مواقع ثقافية إلى قائمتها كمواقع تراثية أثرية، لذا دعونا نلقي نظرة على بعض هذه المواقع وأسباب شهرتها.

جزيرة “تابوتابواتيا”.. فرنسا

تقع “تابوتابواتيا” في فرنسا ، وهي كائنة بجزيرة “راياتيا” في وسط المثلث “البولينيزي” الذي يشكّل مساحة كبيرة من الجزر في المحيط الهادي، ويعدّ آخر بقعة وصل إليها البشر في العالم.

يضم الموقع واديين مغطيين بالأحراش، وجزءاً مكوّناً من بحيرة وشعاب مرجانيّة ورقعة من البحر، وفي قلب هذا المشهد الثقافي البحري، نجد جزيرة “تابوتابواتيا ماراي”، يتميّز الموقع على نحو خاص بوجود فناء حجري وصخرة ضخمة في منتصفه،  ولكونها شائعة في بولنيزيا، فقد كانت “الماراي” نقاط تقاطع بين عالم الأحياء وعالم أسلافهم.

أضف على ذلك اشتهرت “تابوتابواتيا” بمواقعها “المقدسة” إذ كان يتم هناك تقديم القرابين لـ”أورو” إله الحرب.

مدينة “يزد”.. إيران 

تقع مدينة “يزد” التاريخيّة وسط الهضبة الوسطى الإيرانيّة جنوب شرق أصفهان، على مقربة من طرق التوابل والحرير، وتجسّد هذه المدينة شهادة حيّة على استخدام الموارد المحدودة من أجل ضمان البقاء في الصحراء، حيث كان الماء يجلب إلى المدينة باستخدام نظام القنوات المخصّص للحصول على المياه الجوفيّة.

لا تزال حتى الآن تحافظ “يزد” الإيرانية على أحيائها التقليدية كما هي فالأسواق والمساجد والمعابد ظلوا شاهدا على حضارة هذه المدينة الرائعة.

الكهوف المزخرفة.. ألمانيا

رصدت أبحاث العلماء، أولى آثار الفن والموسيقى على الإطلاق خلال العصر الجليدي في سلسلة من الجبال الواقعة بجنوب ألمانيا والمعروفة “بشفابن يورا”، والتي انضمت الآن للائحة التراث العالمي لتحمل رقم 42 للمواقع الألمانية المدرجة على اللائحة.

يضم الموقع ستة كهوف تم اكتشافها منذ عام 1860، كما عثر فيها على آثار تعود لـ 43 ألف سنة من بينها تماثيل منحوتة لحيوانات ، بالإضافة إلى آلات موسيقيّة وحليّ.

وخلال عمليات البحث تم العثور أيضا على تمثال على شكل أنثى وكائنات نصفها حيوان ونصفها إنسان.

 كوجاتا القطبية.. الدنمارك

تقع منطقة “كوجاتا” على أطراف جزيرة “جرينلاند” بالدنمارك ، فهي تعتبر تجسيدا للتاريخ الثقافي للصيادين القادمين من آيسلندا في القرن العاشر.

وعلى الرغم من أنها تعتبر في حالة تجمد دائم إلا أن أهلها يمارسون الزراعة منذ قرون ، وقد ترك التجار والبحارة من النرويج والدنمارك بصمتهم على المنطقة، ورغم اختلاف ثقافة كلا منهما إلا أن هذا الاختلاف خلق منظر ثقافيّ يقوم على الزراعة والرعي وصيد الثديات البحريّة.

جزيرة”أكونوشيما”.. اليابان

انتبه فهي الجزيرة “المقدسة” فغير مسموح بزيارتها في جميع الأوقات إلا إذا خضعت لإجراءات صارمة، فقد كان يتم فيها مراسم التقديس للآلهة واستقبال النذور .

حملت جزيرة “أوكينوشيما” أهمية كبيرة بين القرنين الرابع والتاسع، لتوضيح الطرق للمسافرين بحرا بين اليابان وكوريا، فهي تقع على بعد 60 كيلو متر من الساحل الغربي لجزيرة “كيوشو”، وقد تم الحفاظ على المواقع الأثريّة سليمة بالكامل حتى الآن لتشهد على تطور الطقوس الدينية على مر السنين.

وكانت الطقوس تجرى من خلال وضع بعض القطع النذريّة كالقرابين في مناطق مختلفة من الجزيرة، على تكون هذه القطع النذرية من وراء البحار لتشهد على العلاقات المكثّفة بين الأرخبيل الياباني وشبه الجزيرة الكوريّة وآسيا.

“دير الصعود”.. روسيا

تقع كاتدرائيّة “دير الصعود” في قرية “سفياجسك” التى أنشأت عند نقطة تلاقي نهر “فولجا” ونهر “سفياجا” ونهر “شوكا”، عند نقطة تقاطع طريق الحرير والفولجا، وذلك على يد “إيفان” الرابع المعروف باسم إيفان الرهيب عام 1551، حيث أطلق منها فتوحات مدينة “قازان”.

 وجاءت تركيبته المعمارية بهذا الشكل ليؤكد على البرنامج السياسي والتبشيري لـ”إيفان الرهيب” الذي كان يسعي لتمديد ولاية موسكو وفرض نفوذه فى المناطق المحيطة.

حصون إيطاليا وكرواتيا

تولت هذه الحصون الدفاعية مهمة حماية العديد من المدن في جمهورية “فينيسيا” في الفترة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر، وكانت قلعة “بالمانوفا” أحد هذه الحصون التقليدية، أما عن وضعها الحالي فالقلعة لا تقع في إيطاليا وحدها ولكن في كرواتيا والجبل الأسود أيضا.

تضم هذه المنشآت 15 حصناً دفاعيّاً موزّعة على مساحة أكثر من 1000 كيلومتر ممتدّة بين إقليم لومبارديا في إيطاليا والساحل الشرقي للبحر الأدرياتيكي.

بنيت حصون “ستاتو دا تيرا” لتحمي جمهوريّة البندقيّة من الجهة الشماليّة الغربيّة في حين أنّ حصون “ستاتو دا مار” تحمي الطرق البحريّة وموانئ البحر الأدرياتيكي المطلّة على بلاد الشام.

 حيث كانت هذه الحصون ضروريّة لدعم وحماية توسّع شعوب المنطقة وزيادة قوتها في الفترة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر.

 منجم الرصاص.. بولندا

يقع في “سيليسيا” العليا، إحدى مناطق مناجم  جنوب بولندا في أوروبا الوسطى، ويضمّ شبكة التعدين بأكملها بالإضافة إلى نظام إدارة المياه والآبار، فالجزء الأكبر يقع تحت الأرض، فما يظهر منه على السطح هي بعض العناصر المتبقية من محطة الضخ بالبخار التي تنتمي للقرن التاسع عشر، فقد تم استغلال المياه غير المرغوبة بها في المناجم إلى توفير المياه للمدن والمصانع .

 فن “العازي”.. الإمارات

أما في قائمة التراث الغير مادي يأتي فن “العازي” الإماراتي الجنسية والذي قالت عنه المنظمة أنه يحتاج إلى “صون عاجل” حفاظا عليه .

يعد “العازي” ثامن عنصر من التراث الإماراتي الوطني يدرج على قوائم اليونسكو للتراث العالمي، فقد سبق تسجيل كل من الصقارة والعيالة والتغرودة والمجالس والقهوة العربية والرزفة والسدو في ملفات وطنية وملفات دولية مشتركة مع دول أخرى.

ويعتمد “فن العازي” على ترديد الأشعار الحماسية بشكل جماعي دون استخدام آلات موسيقية أو إيقاعية، ويمارس في المناسبات الوطنية والاجتماعية لبث روح الفخر والولاء والاعتزاز بالقيم الوطنية، إلى جانب التغني بتقاليد الترحيب والمدح وسرد الإنجازات بالتركيز على الأداء القوي لصوت المؤدي والمرددين المصطفين خلفه، الذين يعطون “الجواب” في مشهد يرمز إلى التكاتف والتعاضد والوقوف صفا واحدا.

البيتزا الإيطالية

 تم إدراج أيضا فن صناعة البيتزا في مدينة نابولي الإيطالية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي غير المادي.

وكانت البيتزا في السابق رغيفا من الخبز المسطح الذي يرش عليه اللحم المقدد، وكان نابعا من الحاجة إلى توفير غذاء رخيص الثمن إلى جموع الفقراء في المدينة.

وظهرت أشكال البيتزا الفعلية الأولى مع وصول الطماطم من القارة الأمريكية ودخولها المطبخ الإيطالي المحلي.

لكن هذا الطبق الناجح محليا احتاج إلى قرن إضافي والملكة مارجريتا ليصدر خارج خليج نابولي، فالملكة مارجريتا التي كانت تزور المدينة مع زوجها الملك أمبرتو الأول في العام 1889 طلبت أن تتذوق البيتزا لتكسب ود سكان نابولي.

ربما يعجبك أيضا