ملاك “الأرواح البريئة”.. سماح تدعو للرحمة وتطعم الكلاب والقطط الضالة

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

تحرص سماح على مدار سنوات على إطعام الكلاب والقطط الضالة، تخصص لهم بضع ساعات من يومها، وتقدم لهم الطعام والماء وأحيانًا الدواء.

لم تكتف بإطعامهم فقط، بل كانت ترعى من يمرض منهم وأحيانًا تسضيفهم بمنزلها.

“بقالي 6 سنين برعى الحيوانات بتاعة الشارع، الأول مكنتش بعمل الحجات دي يوميا بصراحة، كنت بعمل كدا كل ما ألاقي قطة أو كلب في الشارع، وأحس إنهم جعانين، كنت بجبلهم أكل، بس مكنش بيجي في بالي إن أهم حاجة عندهم المَيّه، فبدأ الموضوع ده يتطور معايا، بعد ما كنت بعمله يومين تلاتة في الأسبوع بقيت بعمله كل يوم، وبقى ليا في كل مكان بروحه شوية قطط وكلاب، يقعدوا يلعبوا معايا أو يدلعوا”، هكذا قالت سماح منير – مطربة.

منذ نعومة أظافرها، وهي تحب جميع الحيوانات، وبعد أن اقتربت من تفاصيل حياتهم بشكل يومي، أدركت معنى الإنسانية، والرحمة، والبراءة، والوفاء، وكثيرًا من المعاني التي يفتقدها بعض البشر.

بعد إصابة والدتها بمرض السرطان، عاهدت سماح ربها بفعل كل ما بوسعها لأجل شفاء والدتها وشفاء كل مريض، فوهبت حياتها لرعاية الحيوانات الضالة “كصدقة جارية”، ونشر الرحمة بين البشر.

قامت منير بتجهيز أطباق مخصصة لإطعام القطط والكلاب، ووضعها في الشوارع وخاصة أماكن تواجدهم، إلا أنها تعرضت للسرقة أكثر من مرة، فبدأت تفكر في أحد الحلول لتفادي سرقة الأطباق وسرقة الطعام أيضا، فصنعت أطباقًا ثابتة في الشوارع لتضع بها الطعام والماء وتفادي السرقة.

تضيف سماح: “عملت أطباق ثابتة في الأرض، واستأذنت طبعا من الجيران لأنهم كانوا في الأول ضد الموضوع ده خالص، كانوا فاكرني مختلة عقليا، فبدأت أعمل حاجة قصاد حاجة، اظبطلهم الشارع، أجيب حد ينضف الشارع دايما، بحيث يبقى الشارع مختلف ميقولوش: إن القطط والكلاب هي اللي بهدلت الدنيا، والحمد لله الناس اتفاهمت الموضوع، ولما بدأوا يلاقوا نضافة في الشارع، بقوا يعاملوا القطط والكلاب كويس”.

تسعى منير إلى نشر الرحمة، خاصة بين الأطفال، حتى تخلق جيلا جديدا متفهما لمعاني الإنسانية وغير مؤذٍ لتلك الأرواح البريئة، مضيفة: “بقيت أخلي الأطفال اللي في الشارع يساعدوني اللي يحطلهم ميّه، واللي يحطلهم حاجة بقيت أجبلهم مكافآت صغيرة، وأجبلهم شكولاتة، لدرجة إنهم مسميني تحت ونيس”.

بعد أن التزمت سماح برعاية الحيوانات الضالة على مدار 6 سنوات، وجدت معهم السلام النفسي والرضا، كما تحسنت حالة والدتها وتم شفاؤها، فشعرت أن الله يكافئها بما تفعله فعاهدته على الاستمرار.

وتتابع: “الناس اللي بتقول إن الموضوع ده تافه، لا الموضوع ده حقيقي فعلا، وبدليل إن ربنا بيقبله؛ إن الحمد لله والدتي الحمد لله لسه معايا، ويارب ربنا يشفيها ويشفي كل مريض يارب، وفي ناس كتير ولادهم بيبقوا بيعملوا عمليات وبيكلموني يقولولي اعملي النهاردة ده عشان خاطر بنتي بتعمل عملية النهاردة مثلا ده، والحمدلله ربنا برضوا بيكرم”.

تؤكد سماح أن من لديه رحمة بالحيوان أكيد لديه رحمه بالبني آدم، ومن يشعر بحيوان أخرس مبيتكلمش بيقدر يحس بالبني آدم”.

“متتصوريش فرحتي والله لما بنزل ويبقوا فرحانين بيا إزاي وسعات بيوصلوني لحد البيت، والقطة اللي كانت بتعيا كنت باخدها أعالجها، كلب بعالجه، باخد حالات هنا عندي في البيت لحد ما تخف وأنزلها تاني”، هكذا أضافت سماح.

وعن بعض الأشخاص الذين يقومون بإيذاء الكلاب والقطط، ومن يدعون إلى تسميمهم، تقول سماح: “مش عارفة أقولهم إيه بصراحة دول مبينطقوش، ومن حقهم يعيشوا زينا، لأن لو ملهمش حق مكنش ربنا خلقهم زينا”.

حاولت سماح أن تستفيد أخيرًا من فنها، فأهدت لهم أغنية “أرواح بريئة” كلمات ماجد صبري وألحانه، وفكرتها، وتوزيع مادو، والتي تدعو لنشر الرحمة وحسن معاملة الحيوانات.

تقول سماح: “حبيت أعمل حاجة تعلم الأطفال الرحمة، عملت الأغنية بتاعت أرواح بريئة، فيها معاني حلوة كتير، وهيحسوا قد إيه هما مظلومين وسطنا، دول ملهمش أي ذنب إنهم يتعذبوا، لما حد يحطلهم لقمة ولا شوية ميه ربنا هيكافؤوا بحجات حلوة أوي على فكرة”.

وتوضح سماح أنها لم تقبل أي تبرعات، وأنها تفعل كل هذا كصدقة جارية، قائلة: “أنا ما باخدش تبرعات من حد، أنا بعمل ده لو آخر جنيه في جيبي أنا بعمل ده عشان ربنا يشفيلي أمي، وكمان أنا بحبهم وفي الأول والآخر أنا عملاها صدقة جارية، وكمان فكرة إنك تعملي الأطباق بالمنظر ده مش مؤذية بالنسبه للناس”.

تحلم سماح أن تؤسس دارا لرعاية الايتام والمسنين على أن تؤوي القطط والكلاب في حديقتها، فتقول: “نفسي أشتغل لحد ما ربنا يوفقني وأعمل دار أيتام ودار مسنين، وأجيب كل الحيوانات الضالة  في الجنينة بتاعتهم، يعني الناس الكبار في السن دول هيبقوا مبسوطين إن في حاجة شغلاهم وبتاخد فراغهم، والأطفال برضوا هيبقوا مبسوطين إنهم بيلاقوا حاجة يلعبوا معاها، بس نفسي ربنا يديني أعمل كدا، ومش عايزة حاجة تانية من الدنيا، عشان هعقد معاهم بعد كدة، مش عايزة أي حاجة”.


ربما يعجبك أيضا