“أريد السفر إلى النجوم”.. آخر رسائل المشاهير في وداع الحياة

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

رسالة” هي آخر ما تبقي من مشاهير كانوا بالنسبة للفن إضافة قوية، وعلى الرغم من الابتسامة المرسومة على وجوههم، إلا أنهم استطاعوا أن يتقنوا أدوارهم بمنتهى البراعة، رغم ما بداخلهم من حطام، لم تستطع أضواء الشهرة أو النجاح أن تعيد بناءه لتنهار أمامهم الحياة ويرحلوا في هدوء تاركين خلفهم “مجرد رسالة” .

وداعا “ثيو”.. “جسدي يعيقني”

“إلى أين تمضى الحياة بي؟ ما الذي يصنعه العقل بنا؟ إنه يفقد الأشياء بهجتها ويقودنا نحو الكآبة.. شيئان يحركان روحي: التحديق في الشمس، وفي الموت.. أريد أن أسافر في النجوم وهذا البائس جسدي يعيقني! متى سنمضي نحن أبناء الأرض، حاملين مناديلنا المدماة.. الأسود والأبيض يلونان الحياة بالرمادي، للرمادي احتمالات لا تنتهي: رمادي أحمر، رمادي أزرق، رمادي أخضر، التبغ يحترق والحياة تنسرب، للرماد طعم مر بالعادة نألفه، ثم ندمنه، كالحياة تمامًا: كلما تقدم العمر بنا غدونا أكثر تعلقا بها… لأجل ذلك أغادرها في أوج اشتعالي.. ولكن لماذا؟ إنه الإخفاق مرة أخرى، لن ينتهي البؤس أبدًا..”، بهذه الكلمات ودع “فان جوخ” أخيه “ثيو” في عام 1890.

يعتبر “جوخ”من أشهر فناني التصوير التشكيلي، حيث تميز بلوحاته التي لها طابع خاص به، إذ تعد لوحاته الأغلى حول العالم، وقد عانى من نوبات متكررة من المرض العقلي وكثرت الأقاويل حولها ولكن له حادثة شهيرة وهي قطع جزء من أذنه اليمنى، وفي آخر خمس سنوات في عمره رسم أكثر من 800 لوحة زيتية، وأنهى حياته منتحراً تاركاً لأخيه “ثيو” رسالة.

“أدين لك بالسعادة” .. فيرجينيا وولف

“إني أفقد صوابي مرة أخرى، أنا متأكدة من ذلك، ولكني لن أتعافى هذه المرة، أسمع أصواتاً غريبة، ولا أقوى على التركيز، ولذلك، أنا أفعل أفضل شيء يمكن فعله الآن، كما ترى، لا يمكنني حتى الكتابة بشكل لائق، ما أريد قوله هو، أنا أدين لك بكل مرة شعرت فيها بالسعادة في حياتي”، بهذه الكلمات ودعت فيرجينيا زوجها .

كانت “فيرجينيا وولف” أحد أهم الروائيين المعاصرين وصاحبة الرواية “السيد دوللاوي” والتي صنفت كواحدة من أفضل الروايات في التاريخ، عانت من انفصام الشخصية الشديد، ويظن البعض أنها عانت منه بسبب تعرضها للتعنيف الجنسي في طفولتها من قبل إخوتها، بالإضافة لذلك، أصيبت فيرجينيا وولف باكتئاب حاد بعد تحطم منزلها في بداية الحرب العالمية الثانية.

 وفي قاع نهر “أوس” القريب من منزلها تملأ “وولف” جيوب معطفها بالحجارة ليزيدها ثقلا ينافس ثقل الاكتئاب الذي عانت منه، لتضع نهاية لحياتها في 1941، تاركة زوجها يقرأ كلماتها الأخيرة.

“الحياة لم تعد تطاق”.. داليدا

اعذروني.. الحياة لم تعد تطاق” مجرد كلمات تركتها “داليدا” ورحلت رغم ما حققته من نجاح على المستوى المهني إلا أن كل ذلك لم يكن شفيعا لتبقى معنا لوقت أطول.

اسمها الحقيقي “يولاندا كريستينا جيجليوتي”، من مواليد القاهرة 17 يناير 1933، وأصولها إيطالية، ولكنها أمضت سنوات حياتها الأولى في مصر، ضمن الجالية الإيطالية، ثم انتقلت إلى فرنسا وعاشت بها فترة المراهقة، وحصلت على الجنسية الفرنسية وظلت تعرف بها إلى أن فارقت الحياة.

لمع اسمها بقوة في مجال الغناء ونجحت في أن تغني بعشر لغات، ورغم ذلك عاشت حياة غير مستقرة الأمر الذى جعلها تقدم على الانتحار أكثر من مرة، حيث تناولت جرعة كبيرة من الدواء أدخلتها في غيبوبة لفترة طويلة، بالإضافة إلى تأثرها بمحاولة انتحار صديقها المغني “مايك برانت” سنة 1975 فكررت يوم 2 مايو 1987 فعلتها مجدداً وتناولت جرعة كبيرة من الدواء لتضع نهاية لحياتها.

” أنا زيف مفتعل”.. مارلين

“لدي إحساس عميق بأنني لست حقيقة تمامًا، بل إنني زيف مفتعل ومصنوع بمهارة وكل إنسان يشعر في هذا العالم بهذا الإحساس بين وقت وآخر، ولكنني أعيش هذا الإحساس طيلة الوقت، بل أظن أحيانا أنني لست إلا إنتاجًا سينمائيًا فنيًا أتقنوا صُنعه”، كانت هذه الكلمات هى آخر ماكتبته”مارلين مونرو” في رسالة لتعبر فيها عن مرارة حياتها وهو الأمر الذى لم تظهره كاميرات التصوير.

حولت “نورما جين بيكر” أو كما عرفت فنيًا باسم “مارلين مونرو” نفسها من الفتاة المتواضعة إلى شقراء مثيرة، واكتسبت شعبية كبيرة منذ دخولها السينما إلا أنها خطفت أنظار الجمهور في جميع أنحاء العالم في أواخر عام 1950.

وفي سنواتها الأخيرة عانت من اكتئاب حاد وإدمان شديد على المخدرات، وأمضت أربعة أسابيع في مصحة نفسية للتعافي من الاكتئاب، وبدأت مسيرتها الفنية في التدهور بعد ذلك ، وعُرف عنها عدم التزامها بالمواعيد المحددة للتصوير وأداؤها السيئ للأدوار، ازدادت تقلباتها المزاجية حدةً بعد انهيار مسيرتها الفنية، بالإضافة إلى تفاقم إدمانها، توفت مارلين مونرو عام 1962، حيث وُجدت ملقاة على أرضية غرفة نومها وبجانبها ثلاث زجاجات دواء فارغة.

“عيد ميلاد سعيد”.. روبن وليامز

“عيد ميلاد سعيد آنسة زيلدا”.. كانت تلك آخر كلمات كتبها الفنان الأمريكي، روبن وليامز، في صفحته على “انستجرام”، احتفالًا بعيد ميلاد ابنته، التي أتمت 25 عامًا، أنهى حياته شنقا داخل غرفة منزله، بعدما أصيب بحالة اكتئاب حادة، بعد معاناة طويلة من إدمان الكحول وإصابته بالشلل الرعاش، وفي يوم 11 اغسطس 2014.

 “أنا مطارد بذكريات للقتل”.. كيفن كارتر

“أعتذر، ولكن ألم الحياة يفوق متعتها لدرجة أني لا أرى متعة في الحياة مطلقاً.. مكتئب، بلا هاتف، مال للإيجار، مال للعائلة، مال للديون.. المال، أنا مطارد بذكريات حية للقتل والجثث والغضب والألم، أطفال جائعون ومتألمون.. مجانين يعشقون القتل، أغلبهم من الشرطة، والجلادين”.

بجرعة من أول أكسيد الكربون انتحر مصور “مجاعات أفريقيا” ، فقد اشتهر” كيفن كارتر” بشجاعته، إذ كان أحد المصورين الذين ذهبوا إلى جنوب أفريقيا لتوثيق المجاعة التي تمر بها بعض البلاد بالصور، تلقى كارتر جائزة “بوليتزر” بعد التقاطه صور نسر يقف بجوار طفل ينتظر موته ليأكله.

“هي رغبة في القتل ثم رغبة في الموت ثم رغبة في أن يتم قتله” ، هكذا فسر علماء النفس الانتحار.

ربما يعجبك أيضا