سريلانكا على أعتاب الإفلاس بسبب الحرب الروسية الأوكرانية

أحمد السيد

تعاني سريلانكا من تبعات اقتصادية إضافية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية تضاف لمعاناة فرضتها جائحة كوفيد 19 التي ضربت إيرادات السياحة وقلصت حيازة النقد الأجنبي.


تكاد الحرب الروسية الأوكرانية، تسحق اقتصاد دولة سريلانكا التي تقع قبالة الطرف الجنوبي للهند، بسبب تدهور السياحة وارتفاع أسعار الوقود.

ارتفاع تكاليف استيراد النفط وتراجع عائدات السياحة وضعت سريلانكا في أزمة اقتصادية حادة، بجانب احتمال التخلف عن سداد الديون، وسط حيازات النقد الأجنبي المتضائلة التي لا تتعدى 2 مليار دولار، وبلوغ معدل التضخم 15% الأسوأ في آسيا حاليًا، وفق تقرير مجلة تايم الأمريكية في 17 مارس 2022.

أزمة إنسانية واقتصادية طاحنة

سريلانكا صورة أمام السفارة الروسية في فبراير

يقول التقرير إن الحرب الروسية تتسبب في أزمة إنسانية تهدد الآن سريلانكا، مع نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر لمدة 7 ساعات، أمرًا بات روتينًا يوميًا، في وقت ينتظر المواطنون في محطات الوقود بالساعات حتى مع صعود أسعار الوقود بنسبة 50% تقريبًا هذا الشهر.

يضيف أن احتياطيات العملات الأجنبية لدى سريلانكا حاليًا بلغ 2 مليار دولار فقط، وهي نسبة ضئيلة، مع وجود 7 مليارات دولار من مدفوعات الديون الخارجية المستحقة هذا العام، ورغم مكافحة السلطات لاحتواء الأزمة، برفع أسعار الفائدة وخفض قيمة العملة المحلية وفرض قيود على الواردات غير الضرورية، فإن الأزمة الاقتصادية مازالت قائمة.

 

سريلانكا علملات

مع هذه الصعوبات الاقتصادية، باتت سريلانكا تواجه أزمة مالية عميقة، مع مخاوف من إفلاسها خلال العام الحالي، خصوصًا مع ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية أيضًا، وتآكل إيرادات الدولة، والحاجة لسداد الديون الضخمة، المقدرة بـ مليارات دولار للصين وحدها، وفق تقرير روسيا اليوم في 3 يناير 2022.

مستورد صافي للسلع والأدوية

تقرير منفصل من فرانس 24، في 15 مارس الجاري 2022، أشار لمعاناة سكان سريلانكا، البالغ عددهم 22 مليون نسمة، ومكافحتهم لتغطية النفقات والاحتياجات، في ظل إعلان حالة الطوارئ الاقتصادية، وطباعة النقود لسداد القروض المحلية والسندات الأجنبية.

ورغم أن الروابط التجارية والمالية المباشرة لسريلانكا مع روسيا وأوكرانيا محدودة، فإن صدمات الأسعار والإمدادات جاءت قوية، خصوصًا أن سريلانكا، تعتبر مستوردًا صافيًا للسلع من الأدوية إلى الوقود، وفي ديسمبر 2021، كانت المنتجات النفطية تمثل نحو 20% من حجم الواردات، وفق تقرير بلومبرج في 17 مارس 2022.

انهيار إيرادات سريلانكا من السياحة

بحسب التقرير، تعد عائدات السياحة نقطة ألم أخرى بالنسبة إلى سريلانكا، مع استحواذ روسيا وأوكرانيا وبولندا وبيلاروسيا على نحو 30% من حجم واردات السياحة خلال 2021، وهذا التدفق يواجه تهديدات بسبب الحرب.

سريلانكا مدن

ولفت التقرير إلى أن سريلانكا سجّلت عائدات سياحية تبلغ 3.6 مليار دولار خلال العام 2019، قبل أن يضرب الوباء هذه القيمة.

طلب المساعدة من صندوق النقد

أشار التقرير إلى أن ضربة الحرب الروسية لسريلانكا، جاءت في الوقت الذي تتعافى فيه البلاد من حرب عرقية وحشية دامت 30 عامًا وانتهت في العام 2009، ومنذ ذلك الحين، سعت سريلانكا إلى إنعاش نموها الاقتصادي، وأنفقت الملايين على البنية التحتية للسياحة.

وأوضح التقرير إلى أن سريلانكا طلبت مساعدة صندوق النقد الدولي مؤخرًا، لأنه الطريق الأكثر جدوى للخروج من الأزمة.

ربما يعجبك أيضا