أوروبا تنتظر شتاءً صعبًا بعد توقف «نورد ستريم 1»

أحمد السيد
الغاز الروسي - أرشيفية

يخطط الاتحاد الأوروبي لإصدار توصيات لأعضائه بتخفيض استخدام التدفئة والتبريد للتخفيف من تأثير اضطراب إمدادات الغاز من روسيا.. فهل يتجاوز أزمة الطاقة؟


تستعد ما لا يقل عن 12 دولة أوروبية لشتاء صعب، بعد إعلان شركة “جازبروم” الروسية توقف إمدادات الغاز في خط “نورد ستريم 1” لأسباب خارجة عن إرادتها.

وتعتمد دول أوروبا في 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي على روسيا، ويستخدم في توليد الكهرباء والصناعات المختلفة، ما يعني أن قطع الغاز بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، ورد موسكو على العقوبات الغربية المفروضة عليها، سيكون له تبعات صعبة على أوروبا.

«القوة القاهرة» في إمدادات الغاز

بعد توقف خط “نورد ستريم 1″، أعلنت شركة “جازبروم” حالة القوة القاهرة بشأن إمدادات الغاز لـ3 عملاء أوروبيين على الأقل، وفق موقع الشرق، اليوم الاثنين 18 يوليو 2022.

وكالة موديز تتحدث عن قدرة ألمانيا في تقليل الاعتماد على الغاز الروسي - أرشيفية

وقالت شركة الغاز الروسية العملاقة التي تخفض بالفعل الإمدادات إلى أوروبا، وأغلقت خط الأنابيب الرئيس للصيانة، إن إشعار القوة القاهرة ينطبق على إمدادات الشهر الماضي. وأوضحت أنها غير قادرة على الوفاء بعقودها طويلة الأجل لتوريد الغاز، بسبب ظروف غير متوقعة.

الاتحاد الأوروبي يدفع 406 مليارات دولار لروسيا سنويًّا

روسيا تزود الاتحاد الأوروبي بـ40% من احتياجاته للغاز الطبيعي، وكذلك توفر 27% من النفط الوارد لأوروبا، ويدفع الاتحاد مقابل ذلك نحو 400 مليار يورو (406 مليارات دولار) سنويًّا، وفق قناة العربية، في 23 يونيو 2022.

وبحسب “العربية”، فإن مسؤولًا أوروبيًّا قال إن 12 دولة في الاتحاد تتضرر من قطع إمدادات الغاز الروسي، على رأسها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا التي أعلنت جميعها تراجع الإمدادات الروسية، بسبب إصلاحات خط “نورد ستريم”.

محاولات يائسة لكندا لتوفير بدائل لخط نورد ستريم

وينقل خط أنابيب “نورد ستريم 1” نحو 55 مليار متر مكعب سنويًّا من الغاز من روسيا إلى ألمانيا، وفق ما ذكرت “فرانس 24” في 11 يوليو 2022. وأعلنت “جازبروم” أنها اضطرت إلى خفض إمدادات الغاز عبر الخط بسبب عدم عودة وحدات ضخ الغاز من شركة سيمنز-كندا، بعد إصلاحات بسبب العقوبات التي فرضتها مونتريال على موسكو على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.

UntitledOIIDD

وأعلنت كندا أخيرًا عزمها السماح بتسليم التوربينات إلى ألمانيا بهدف دعم “قدرة أوروبا على الوصول إلى طاقة موثوقة وبأسعار معقولة”، ولكن متحدث باسم وزارة الاقتصاد الألمانية قال إن التوربين الذي وصل من كندا من المفترض استخدامه في خط “نورد ستريم 1” ابتداء من سبتمبر المقبل، ما يعني أن وصوله لن يؤثر في مستوى إمدادات الغاز الحالية، وفق العربية.

تراجع الناتج المحلي وانخفاض احتياجات الشتاء

بحسب تقرير لـ”بلومبرج”، اليوم الاثنين، فإن توقف إمدادات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي يؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي للقارة بما يصل إلى 1.5%، إذا كان الشتاء المقبل باردُا، وفشلت المنطقة في اتخاذ إجراءات وقائية لتوفير الطاقة، كما ينخفض الناتج المحلي الروسي 1%.

ويعد التحدي الأكبر الذي يواجه الاتحاد الأوروبي هذا الشتاء هو ضمان احتياطيات كافية من الغاز، لتجاوز ذروة الطلب على التدفئة والطاقة، بحسب “بلومبرج” التي أوضحت أن مستويات التخزين في العام الماضي لدى دول الاتحاد كانت أقل 10% مما كانت عليه في الفترة 2016-2018، ولكنها تتماشى حاليًّا مع المتوسط ​​التاريخي فوق احتياجات التخزين التي تعادل 63%، أو تخزين ما يعادل 46 يومًا من الاستهلاك الشتوي.

وقالت “بلومبرج” إن قطع الواردات الروسية في يوليو يعني أن احتياطيات الاتحاد الأوروبي ستوفر 65-71% من احتياجات الغاز الطبيعي في بداية نوفمبر، أي أقل من المستهدف البالغ 80%، ما يعني وجود فجوة قدرها 30 مليار متر مكعب من الغاز خلال المخزون في العديد من الدول الأعضاء في إبريل 2023.

ربما يعجبك أيضا