تراجع تاريخي لإيرادات «ميتا».. هل فقد «فيسبوك» بريقه الإعلاني؟

كشفت شركة “ميتا بلاتفورمز” الأمريكية، أمس الأربعاء 28 يوليو 2022، عن أول تراجع فصلي لإيراداتها على الإطلاق، خلال الربع الثاني من 2022.

وأرجعت الشركة الأم لتطبيقي “فيسبوك” و”إنستجرام” هذا الأداء المخيب للآمال إلى حالة تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وتأثيرها في قطاع الإعلانات الرقمية التي تمثل مصدرًا أساسيًّا لإيرادات إحدى كبرى شركات قطاع التكنولوجيا.

أداء «فيسبوك» أقل من التوقعات

أعلنت “ميتا”، خلال مؤتمر صحفي عن نتائج أعمالها للربع الثاني، عن تراجع إيراداتها بنحو 1% على أساس سنوي إلى 28.82 مليار دولار، من 29.07 مليار دولار في الربع المماثل من العام الماضي، ومقابل توقعات لمحللي “وول ستريت” بتسجيل عائدات بنحو 28.9 مليار دولار، وفق “سي إن بي سي”.

وتراجعت أرباح الشركة خلال الفترة من إبريل إلى يونيو 2022، بنحو 36% على أساس سنوي، لتسجل 6.69 مليار دولار، مقابل توقعات بتحقيق أرباح 7.04 مليار دولار، وأعلنت “ميتا” أرباحًا للسهم الواحد في حدود 2.46 دولار، مقابل 2.59 دولار توقعات منصة “رفينيتيف”، وعكس سهم الشركة في تعاملات ما بعد الإغلاق، أمس، خيبة أمل المستثمرين ليتراجع بنحو 2.8% إلى 164.77 دولار.

الإنفاق الإعلاني يهدد ربحية «فيسبوك»

قال المدير المالي لـ”ميتا”، ديفيد وينر، في بيان، إن “نتائج أعمال الشركة للربع الثاني تعكس استمرارًا لبيئة الطلب الضعيفة على الإعلانات التي نعتقد أنها مدفوعة بعدم اليقين على مستوى الاقتصاد العالمي”، ومثلت إيرادات الإعلانات خلال الربع الأول من العام نحو 97% من إجمالي إيرادات “ميتا”، وبلغت نحو 26.9 مليار دولار، وفق “إنفستور بيزنس”.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرج، في بيان الأرباح: “خدماتنا تصل الآن إلى أكثر من 3.6 مليار شخص شهريًّا، وسيستمر عدد مستخدمي فيسبوك يوميًّا في النمو، ومع ذلك يبدو أننا دخلنا في حالة ركود اقتصادي، سيكون لها تأثير واسع في الإعلانات الرقمية، ومن الصعب التنبؤ دومًا بعمق هذا الركود، لكنني أقول إن الوضع يبدو أسوأ مما كان عليه قبل ربع قرن”، وفق “موتلي فوول”.

تراجع سوق الإعلانات الرقمية يؤثر على إيرادات ميتا

منافسة «تيك توك»

تضررت إيرادات “ميتا” من قواعد الخصوصية الجديدة لـ”أبل” التي تقلل استهداف عملائها بإعلانات عبر فيسبوك وإنستجرام، وتضررت بقدر أكبر من المنافسة مع تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة “تيك توك” الذي تسبب في تراجع عدد مستخدمي “فيسبوك” للمرة الأولى في تاريخه بنحو نصف مليون مستخدم يوميًّا، خلال الربع الأخير من العام الماضي.

وفي محاولة لمحاكاة “تيك توك” الذي يتجاوز عدد مستخدميه 1.2 مليار يوميًّا، أعلنت “ميتا” هذا الشهر تعديل الصفحة الرئيسة لتطبيق “فيسبوك” لتتضمن قسمين، أحدهما منشورات عشوائية تظهر أمام المستخدم، بحسب ترتيبها الزمني، ويتضمن الثاني منشورات مقترحة استنادًا إلى الخوارزميات ونشاطه عبر التطبيق.

أوقات صعبة تنتظر «فيسبوك»

تتوقع “ميتا” استمرار تباطؤ إيراداتها، خلال الربع الثالث من 2022، لتتراوح بين 26 و28.5 مليار دولار، وهذا أقل من تقديرات محللي وول ستريت البالغة 30.4 مليار دولار، وقال زوكربيرج، خلال المؤتمر الصحفي: “أتوقع أننا سنعبر هذه الفترة الصعبة كمنظمة أقوى وأكثر انضباطًا، وسنجد طريقة لمواصلة الاستثمار في المجالات ذات الأولوية القصوى لدينا، كالذكاء الاصطناعي والميتافيرس”.

وقالت المحللة في شركة الأبحاث “إنسايدر إنتلجينس”، ديبرا أهو ويليامسون، لـ”سي إن بي سي”: “ينفق المعلنون أقل حاليًّا على الإعلانات التجارية، بسبب الضغوط الاقتصادية العالمية، ما يترك ميتا وأقرانها يتنافسون على ميزانيات أصغر، ويعني مزيدًا من الأوقات الصعبة لهذه الشركات خلال الفترة المقبلة”.

«ميتا» ليست وحدها

تضررت شركات أخرى من تباطؤ الإنفاق الإعلاني من جراء عدم اليقين العالمي، فتراجعت إيرادات “تويتر” في الربع الثاني 1% إلى 1.18 مليار دولار، في حين حققت “سناب” ارتفاعًا طفيفًا في عائداتها عند 1.1 مليار دولار، مقابل 1.09 في الربع الثاني من 2021، ومنذ بداية 2022، تراجعت أسهم “وول ستريت” بنحو 50%، وقطاع التكنولوجيا وحده تراجع 25%، بسبب التشديد النقدي ومخاوف الركود.

وفي ظل هذا الوضع، تراجعت القيمة السوقية لـ”ميتا” إلى أقل من 500 مليار دولار، وخسرت أسهم أمازون و”ألفابيت” و”مايكروسوفت” و”أبل” بنسب 27%، و25%، و25%، و23% و13%  على الترتيب، إلا أن محللي “وول ستريت” يحافظون على توصياتهم بالاستثمار في هذه الأسهم، وفي ما يخص “ميتا” يتوقعون مزيدًا من تباطؤ الأرباح وسط المنافسة الشرسة من “تيك توك”، وفق “فوربس”.

تراجع ارباح شركات التكنولوجيا