بعد زيارة لافروف.. ماذا تريد روسيا من الجزائر؟

ضياء غنيم
زيارة لافروف إلى الجزائر

تأتي زيارة لافروف إلى الجزائر في ظل المساعي الغربية لزيادة إنتاج الغاز الجزائري ضمن جهود تقليص إمدادات الغاز الروسي للقارة الأوروبية، وهي أول زيارة لمسئول روسي رفيع في عهد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.


التقى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في الجزائر، يومي 9 و10 مايو 2022، نظيره الجزائري، رمطان لعمامرة، والرئيس عبدالمجيد تبون.

وتزامنت زيارة لافروف إلى الجزائر مع الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ووضع إكليل من الزهور في مقام الشهداء في الجزائر العاصمة تكريما لضحايا حرب التحرير الوطني. لكن الزيارة حملت رسائل عدة، فما هي؟

لافروف إلى الجزائر في زيارة غير معلنة

أشارت زيارة لافروف إلى العلاقات الوطيدة بين الجانبين، خصوصًا أنها تأتي في ظل المساعي الغربية لزيادة إنتاج الغاز الجزائري ضمن جهود تقليص إمدادات الغاز الروسي للقارة الأوروبية، وهي أول زيارة لمسؤول روسي رفيع في عهد الرئيس تبون، ولم تعلن خارجيتا البلدين عن موعد الزيارة مسبقًا.

وسلم لافروف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، دعوة رسمية من نظيره الروسي لزيارة موسكو في إطار مساعي توقيع وثيقة استراتيجية جديدة بين البلدين لتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والعسكري والتقني والفني، بحسب موقع العربية نت.

الأزمة الأوكرانية

لم يغب عن وزير الخارجية الروسي الإشادة بموقف الجزائر «المتزن» بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال لافروف إنه أبلغ الجانب الجزائري بالتفصيل عن تطورات العمية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وكانت الجزائر امتنعت عن إدانة روسيا في الأمم المتحدة وصوتت ضد قرار تعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان الأممي.

ملف الغاز

يتصدر ملف الطاقة المباحثات بين الجانبين وأعلن لافروف تأييد بلاده للالتزام بالاتفاقيات السابقة في إطار الموقف الموحد لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وهو ما اعتبره محللون انتقادًا ضمنيًا للاتفاقات الجديدة بين الجزائر والدول الأوروبية. مدير عام سوناطراك، توفيق عكار، أشار إلى استعداد الشركة لدعم شركائها في السوق الأوروبية على المدى البعيد في حال تأزم الوضع، نتيجة نقص الإمدادات. بحسب صحيفة العرب.

ووقعت شركة سوناطراك الجزائرية مع شركة إيني الإيطالية، في 11 إبريل 2022، اتفقًا لزيادة إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر روما بنحو 9 مليارات متر مكعب إضافية سنويًا عامي 2023 و2024، على هامش زيارة رئيس الوزراء، ماريو دراجي، إلى الجزائر. وفتح دراجي الباب أمام توقيع اتفاقيات جديدة لتقليص اعتماد بلاده على واردات الغاز الروسي البالغة 29 مليار متر مكعب سنويًا. بحسب بوليتيكو.

ضغوط أمريكية وروسية مضادة

وعقب اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية، كانت الجزائر وجهة رئيسة للقوى الغربية في سبيل تعويض إمدادات الغاز الروسي، فزارها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن أواخر مارس 2022 وحث الجزائر على إعادة تقييم علاقاتها مع روسيا والتعاطف مع «الضحية» في الصراع الدائر، في إشارة إلى أوكرانيا.

وكان بوتن أجرى اتصالًا هاتفيًا بتبون منتصف إبريل 2022 تناول تنسيق جهود البلدين في مجال الطاقة، وتشترك الجزائر وموسكو في تحالف أوبك بلس ومنظمة الدول المصدرة للغاز. وشدد الرئيسان على أهمية تبادل الزيارات رفيعة المستوى وعقد اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي المشتركة والتي تأجلت بسبب جائحة كورونا.

وبحسب محللين غربيين تقف الجزائر حائرة بين علاقاتها الاستراتيجية مع موسكو ومصالحها الاقتصادية مع أوروبا عبر زيادة إيرادات الغاز في ظل أزمة ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية التي تؤثر على الداخل الجزائري، وتحتاج السلطات لضخ استثمارات جديدة في قطاع الغاز لتعزيز قدراتها التصديرية خلال 12 إلى 18 شهرًا.

ربما يعجبك أيضا