«الزينبيات».. تنظيم نسائي حوثي لقمع اليمنيات

ضياء غنيم
الزينبيات

تسعى جماعة الحوثي إلى إضفاء طابع نظامي على عمل الزينبيات عبر تمكينهن من مواقع ووظائف الشرطة النسائية.


يستنسخ الحوثيون التجربة الإيرانية في تكوين الميليشيات المسلحة ورديفتها من العنصر النسائي، وهو ما ظهر في كتائب الزينبيات كإحدى أذرع الحركة في العاصمة صنعاء.

وقد جاوزت أنشطة التنظيم حدًّا غير مسبوق في تعامل الحوثيين مع معارضيهم، في ضوء التنكيل والقمع الممارس ضد الناشطات اليمنيات، والذي يصل إلى حد الاعتداء الجنسي والاغتصاب القسري، فضلًا عن الاختطاف والترويع، فما ذلك التنظيم؟

مَن الزينبيات؟

“الزينبيات” هو تنظيم نسائي حوثي، خرج إلى العلن في أواخر عام 2017، في العاصمة صنعاء، عقب المواجهات بين الحوثيين من جهة، والعناصر الموالية للرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، في حزب المؤتمر الشعبي، من جهة أخرى، مع انتهاء الشراكة بين الطرفين، حسب موقع مانشيت.

ويرجع محللون جذور تنظيم الزينبيات هذا، إلى معقل الحركة الحوثية بالأساس، في مدينة صعدة، إبان فترة الحروب الست بين الجماعة والجيش اليمني، وقبل انقلاب 2014 والسيطرة على صنعاء. وباتت جماعة الحوثي تعكف على تدريبهن وتأهيلهن، وإسناد مهام عديدة إليهن.

تأهيل الزينبيات بدورات فكرية وعسكرية

تتلقى المجموعات النسائية دورات “الثقافة القرآنية الصحيحة” بنمط مغلق وسري، في فترة تتراوح بين شهر و3 أشهر بمعسكرات في صعدة وصنعاء، بهدف زرع تلك العناصر في مجتمعاتهن المحلية، لبث أفكار سياسية ومذهبية تعبر عن جماعة الحوثي، حسب مانشيت.

وتنتقل الزينبيات بعد التأهيل الثقافي، إلى أماكن أخرى لتلقي دورات عسكرية للتدريب على مختلف أنواع الأسلحة لأسابيع عدة، دون العودة إلى منازلهن أو التواصل مع أهلهن. وخضع نحو 200 فتاة لدورات في جمع الاستدلالات والاستجواب، واستخدام الأسلحة في كلية الشرطة بصنعاء، حسب موقع العربية نت.

بصمات إيرانية

يستمد تشكيل، أو كتائب، الزينبيات اسمه من السيدة زينب بنت الحسين، وهو ذات المسمى للعناصر النسائية في ميليشيا عراقية وكذلك في “حزب الله” اللبناني، حسب صحيفة العرب. ويبلغ عدد الزينبيات 4 آلاف امرأة تلقين تدريبات على يد خبراء وخبيرات الحرس الثوري الإيراني وعناصر عراقية ولبنانية، في محافظات صعدة وصنعاء وذمار وعمران.

هذا وقد خضع بعضهن لتدريبات بلبنان وإيران. وبموجب انضمامهن واستقرارهن بهذا التنظيم، تحصل النساء، الزينبيات، على مميزات من جماعة الحوثي، مثل صرف سيارات لهن، فضلًا عن الأموال التي يتحصلون عليها كمرتب شهري، بالإضافة إلى سلات غذائية ووظائف في المنشآت الحكومية والخاصة.

جهاز الشرطة النسائية

تسعى جماعة الحوثي إلى إضفاء طابع نظامي على عمل الزينبيات، عبر تمكينهن من مواقع ووظائف الشرطة النسائية التي كانت جزءًا من جهاز الشرطة الحكومي. وسعت الحركة إلى إرغام العنصر النسائي في جهازي الأمن السياسي والقومي على العودة إلى العمل، وواجهت رفضهن بالسجن والتنكيل.

واليوم الأحد 5 يونيو 2022، كشفت صحيفة الشرق الأوسط عن تخريج جماعة الحوثي دفعة جديدة من كتائب الزينبيات، وذلك تحت مسمى الشرطة النسائية، عقب تسريح عناصر الجهاز، ممَّن أضمرن الولاء للجمهورية اليمنية والحكومة الشرعية، لذا سارع التنظيم بإقصائهن.

أنشطة متعددة ومهام قذرة

شاركت تلك الكتائب، الزينبيات، في اقتحام وتفتيش المنازل وفحص الهواتف ورصد الأنشطة الإلكترونية، فضلًا عن الانتهاكات بحق الناشطات والمعارضات للحوثيين في مناطق سيطرة الحوثي، التي تصل إلى الاعتداء الجنسي. وأنشطة التعبئة الفكرية والعقائدية إحدى أبرز مهام كتائب الأمن النسائية الحوثية، التي داهمت مناطق للعبادة لتحويلها إلى مراكز لهن، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

وكشف تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة، في 2020، عن مهام قذرة للجهاز الاستخباراتي النسائي “الزينبيات” باستهداف المعارضات تحت إشراف القيادي الحوثي سلطان زابن. ولفت التقرير إلى دور العنصر النسائي المحوري في عمليات خطف واغتصاب النساء المعتقلات في سجون سرية أو في منازل الزينبيات، حسب صحيفة العرب.

“الفاطميات” لتخفيف العبء عن “الزينبيات”

موقع الجيش اليمني، سبتمبر نت، كشف في 11 أغسطس 2020 عن لجوء الحوثيين إلى تكوين جهاز نسائي جديد، تحت مسمى “الفاطميات”، لتخفيف عبء التجنيد والتعبئة الفكرية عن تنظيم الزينبيات. وأرجع محللون تأسيس الجهاز الجديد إلى تراجع قدرة الزينبيات على تجنيد عناصر أخرى مع سحب الأهالي بناتهم من التنظيم، خاصة من غير المنتسبين إلى سلالة الحوثيين.

وقد أنشأت جماعة الحوثي هذه الجمعية، فاطمة الزهراء، وعينت قيادات نسائية كبيرة منتمية إلى الجماعة لإدارتها. وتعمل هذه الجمعية على تزويج مقاتلي جماعة الحوثي بالفتيات المنضمات إلى الحلقات الثقافية والدينية، فتسجل المشرفة أسماء الفتيات وكل مالمعلومات عنهنوترسلها إلى قيادات الجماعة لاختيار أزواج لهن.

ربما يعجبك أيضا