أول لقاء مباشر.. تلاسن علني بين بكين وواشنطن

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

يتواصل مسلسل الصدام الأمريكي الصيني، فيما تعكف الولايات المتحدة على انتقاد الصينيين نهارا وتتفاوض معهم ليلا. وبدأ مسؤولون أمريكيون وصينيون الجولة الثانية من المحادثات، الجمعة في جلسة استمرت عدة ساعات.

واشنطن: الأفعال الصينية تهدد النظام العالمي

بدأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أول محادثات مباشرة رفيعة المستوى مع الصين، قائلة إن الأفعال الصينية تهدد النظام العالمي الذي يقوم على القواعد ومتعهدة بأن واشنطن ستدافع عن أصدقائها.

 وقال مستشار الأمن القومى الأمريكي جيك سوليفان في بداية المحادثات مع نظرائه الصينيين في ألاسكا “لا نسعى إلى الصراع لكننا نرحب بالمنافسة وسوف ندافع دائما عن مبادئنا وشعبنا وأصدقائنا”.

وأبلغ وزير الخارجية أنتوني بلينكن كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيتشى وعضو مجلس الدولة وانغ يي في أنكوراج أن الجانب الأمريكي سيناقش “مخاوفه العميقة” بشأن الإجراءات الصينية في شينجيانغ وهونج كونج وتايوان فضلا عن الهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة والإكراه الاقتصادي للحلفاء.

وقال: “كل من هذه التصرفات تهدد النظام القائم على القواعد الذي يحافظ على الاستقرار العالمي”.

تلاسن وانتهاك للبروتوكول

أعلن الوفد الصيني المشارك في اجتماع أنكوريج بولاية ألاسكا، أن وفد الولايات المتحدة الأمريكية، انتهك بروتوكول الاستقبال في بداية الاجتماع.

وذكر التلفزيون المركزي الصيني بالإشارة إلى ممثل وفد جمهورية الصين الشعبية في المحادثات: “وصل الوفد الصيني بنوايا صادقة إلى اجتماع أنكوريج لإجراء حوار استراتيجي مع الولايات المتحدة وكان يستعد وفقًا للبروتوكول المتفق عليه مسبقا بين الجانبين”.

وأضاف الممثل: “تجاوز الجانب الأمريكي بشكل مفاجئ الحد الزمني للكمة الافتتاحية، في توجيه هجمات واتهامات لا أساس لها ضد سياسات الصين الخارجية والداخلية، مما أدى إلى تلاسن في الكلام”.

وتابع: “رد الجانب الصيني بحدة على هذه التصرفات، هذه ليست أخلاقيات التعامل مع الضيوف، كما أنها لا تتماشى مع البروتوكول الدبلوماسي”.

وكان وزيرا خارجية الولايات المتحدة والصين قد وصلا الخميس إلى ألاسكا لعقد أول اجتماع ثنائي منذ انتخاب جو بايدن رئيسا، سيبحثان خلاله الخلافات العميقة العصية على الحل في معظم الأحيان بين أكبر قوتين في العالم تخوضان مواجهة لا هوادة فيها. واختيرت مدينة أنكوريج المطلة على المحيط الهادئ مع حرارتها القطبية كأرض محايدة أكثر من واشنطن وبكين لإجراء هذه الجلسات الثلاث الطويلة، لكن التوقعات محدودة لدى الجانبين.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: «ندخل هذه المحادثات ونحن مدركون جيدا ميل الصين إلى عدم الإيفاء بوعودها»، واعدة بـ«التنديد بتصرفات بكين التي تقوض قواعد النظام الدولي وتتحدى أمن الولايات المتحدة وازدهارها وقيمها وتحالفاتها».

خلافات

الخلافات كثيرة؛ في مجال التجارة، تتهم الولايات المتحدة الصين بممارسات غير منصفة، مثل الدعم الحكومي للصناعة، وسرقة الملكية الفكرية، وتخفيض عملتها، ووضع عراقيل أمام التجارة.

وتريد الصين من الولايات المتحدة إلغاء التعريفات الجمركية الكبيرة التي وضعتها إدارة ترامب على استيراد السلع الصينية، وتتهم الولايات المتحدة “بسحق” شركات التكنولوجيا الصينية الناجحة مثل هواوي.

في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية، تتهم الولايات المتحدة الصين بارتكاب جرائم إبادة جماعية للمسلمين الإيغور في إقليم شينجيانغ، والدوس على الحقوق الديمقراطية في هونغ كونغ من خلال القوانين الأمنية الجديدة.

ولكن الصين تدعو الولايات المتحدة إلى التوقف عن التدخل فيما تعتبره “شؤونها الداخلية”، وتتهمها “بالتشنيع” على الحزب الشيوعي الحاكم في البلاد.وتندد الصين أيضا بما تراه تدخلا بحريا أمريكا في بحر الصين الجنوبي، الذي تعتبره بكين ضمن أقاليمها.

ربما يعجبك أيضا