الفاتيكان في رحاب القاهرة..”الأزهر” بركة مصر

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
لعبت مؤسسة الأزهر دورًا كبيرًا في مصر والعالم كله، بدءًا من دورها في نشر رسالة الإسلام وصولًا إلى دورها في نشر السلام، والحقيقة التى يَتنكَّرُ لها أعداء الأزهر بل أعداء الإسلام هي أن مؤسسته خرجت رواد النهضة المصرية ونهضة العالم الإسلامي بدءًا من حسن العطار ومرورا بمحمد عبده والمراغي والشعراوي والغزالي، ووصولا إلى رجال الأزهر الشرفاء الأوفياء لدينهم وعلمهم وأزهرهم، والقائمين على رسالته في هذا الزمان.

وفي ضوء هذه الرسالة التي يقوم بها الأزهر بإنه وجه ضربة قاضية للمشككين في دوره وتأثيره في نشر السلام، حيث ينظم الأزهر الشريف، غدًا الخميس، “المؤتمر العالمي للسلام”، بحضور عدد من القيادات الدينية من أنحاء العالم.

ويشارك في المؤتمر البابا فرنسيس الثاني بابا الفاتيكان، الذي سيلقي كلمة في الجلسة الختامية، عقب زيارته الرسمية للإمام الأكبر بمشيخة الأزهر الشريف.

ويناقش المؤتمر 4 محاور رئيسية، تتمثل في: معوقات السلام في العالم المعاصر.. المخاطر والتحديات، وإساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمي، والفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما علي السلام، وثقافة السلام في الأديان بين الواقع والمأمول.

ويوجه المؤتمر، الذي ينعقد على مدار يومين، رسالةً مشتركةً للعالمِ كُلِّه بأنَ رموز وممثلي الأديانِ المجتمِعِين في رِحابِ الأزهرِ الشَّريفِ يُجمِعون على الدَّعوةِ إلى السَّلام بينَ قادةِ الأديانِ وكافة المُجتَمَعاتِ الإنسانية، ويُؤكِّدونَ انطِلاقًا من الثِّقةِ المُتَبادَلةِ بينَهم، على دعوةِ أتباعِ الأديانِ للاقتِداءِ بهم، والعمَلِ بهذه الدَّعوَةِ يَدًا واحدةً من أجلِ نَبْذِ كُلِّ أسبابِ التَّعصُّبِ والكراهيةِ، وتَرسِيخِ ثَقافةِ المحبَّةِ والرحمةِ والسَّلامِ بين الناس.

ويأتي المؤتمر ردًا على كل الحملات التحريضية التي تقودها جهات مغرضة في ضوء التفجيرات التي شهدتها مصر خلال الفترة السابقة داخل عدد كبير من الكنائس، وعلى الرغم من تأكيد الأزهر لتعاليم الدين الإسلامي التي تحرم على المسلم تحريمًا قاطعًا تَفخِيخَ نفسِه وتفجيرَها في وسَطِ الأبرياء، وجعَل جَزاءَه الخلودَ في جهنَّم.

واعتبر المستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر، أن مؤتمر الأزهر العالمي للسلام يؤكد مرة أخرى أن الأزهر الشريف يمتلك زمام المبادرة من أجل سلام عادل ينعم فيه الجميع، موضحًا أنه بمثابة أمل جديد يطل من نافذة الأزهر الشريف فيه شعاع من نور للبشرية جمعاء.

وقال الدكتور محمد عبدالفضيل، منسق عام مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، “إن مؤتمر الأزهر العالمي للسلام الذي يعقد بين الأزهر والفاتيكان يعتبر فعالية تاريخية بامتياز وينظر إليها العالم كله نظرة تقدير وإجلال”.

وأضاف: “وعلى جميع المنكرين لضوء الشمس في وضح النهار أن يلتفتوا إلى المنتشرين في جميع أنحاء العالم من أبناء الأزهر، ومنهم رؤساء دول وحُكومات ووزراء وعلماء ومفتون ومُفكرون وأدباء وقادة للرأي العام، ويتدبروا بعقولهم كيف كان هؤلاء صمام أمن وأمان لشعوبهم وأوطانهم، وكيف كان الأزهر بركةً على مصر وشعبها حسن جعل منها قائدا للعالم الإسلامى بأسرِه.. وقبلة علمية لأبناء المسلمين فى الشرق والغرب”.

هذا ما جاء في رد الأزهر الأخير على الحملات المطالبة بتغيير مناهجه وتحديثها، ولكن الرد العملي والواقعي هو لقاء المحبة والإيخاء الذي يجمع بابا الفاتيكان والإمام الطيب في رحاب القاهرة.

ربما يعجبك أيضا