بعدما انتهت مسيرات العدالة .. لا حاجة لانتخابات مبكرة في تركيا

يوسف بنده

رؤية

أنقرة – لأيام، رددت الصحافة التركية الحديث عن إمكانية إجراء إنتخابات برلمانية مبكرة، ومناقشة الحزب الحاكم لذلك. كما أن بعض الأحزاب المعارضة والكتاب لمّحوا إلى احتمالية أن تشهد تركيا انتخابات مبكرة.  تزامن ذلك مع الدعوات التي أطلقها زعيم المعارضة كمال كليتشدار للخروج في مسيرات العدالة التي اتهم فيها أردوغان وحزبه بإدارة الدولة بما يعارض القوانين والدستور، ودعم أنشطة متطرفة.

وقد تعهد في السايع عشر من يونيو/حزيران الماضي، رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو، بإكمال «مسيرة العدالة»، وذلك بعد خمسة أيام من بدء ناشطي الحزب وبعض الجمعيات الأهلية مسيرتهم من أنقرة إلى إسطنبول احتجاجاً على سجن نائب «الشعب الجمهوري»، أنيس بربر أوغلو، إثر صدور قرار بحقه بالسجن 25 عاماً لإدانته بالتجسس.

وقد رفضت محكمة في إسطنبول الاستئناف بقضية بربر أوغلو، مشيرة إلى أنه ساعد، «بمعرفة تنظيم إرهابي»، بتسريب «أسرار الدولة» لصحيفة «جمهورييت»، في إشارة إلى فيديو يظهر شاحنة تابعة للاستخبارات التركية وهي تنقل أسلحة إلى سوريا. وفي رسالة وجهها بربر أوغلو من سجن مالتيبي في إسطنبول، قبل يومين، رأى أن حريته مرتبطة بحرية الصحافة في تركيا، معلناً دعمه لـ«مسيرة العدالة» التي يقودها حزبه.

وبعد أن ظهر كليتشدار بصورة المواطن الكادح البسيط، بأن جلس بالملابس الداخلية العلوية بعد مسيرة من المشي في الحر، سخر أردوغان منه قائلًا: “إن المواطن التركي الذي أعرفه لا يقوم بدعوة صحفي ويعمل معه مقابلة بالملابس الداخلية”، مضيفا: “إن هذه إهانة”، “كيف يمكن لهذا الرجل أن يكون على رأس حزب أتاتورك؟ هل هؤلاء يصلحون أن يكونوا بديلا؟ إن ما يعدون به فقط هو العودة لتركيا القديمة”، حسبما نقلت صحيفة الصباح التركية.

قلق أردوغان

وبعدما التزم الصمت على مدى يومين منذ بداية «المسيرة»، كان أردوغان قد خرج عن صمته، ليُعبّر عن استيائه من تحرك كيليتشدار أوغلو، مشيراً إلى ضرورة إيقافه «على الفور»، واصفاً إياه بأنه «غير قانوني».

ووصل الأمر بالرئيس التركي بتشبيه تحرك المعارضة، الذي لا يرفع المشاركون فيه أي شعارات حزبية، بمحاولة انقلاب ليل 15 تموز 2016. وقال: «كان لجنود كولن طائرات أف-16 ودبابات، أما في حالة كيليتشدار أوغلو، فالسير على الأقدام هو السلاح»، وفق صحيفة «حرييت» التركية. وحذر أردوغان كذلك الجمعيات الأهلية المشاركة بمسيرة «العدالة» من أن «خرق الدستور» قد يقودهم «إلى المحاكم يوماً ما»، مشدداً على ضرورة احترام السياسيين لقرارات المحاكم، على الرغم من أن أردوغان نفسه قد رفض قرارات القضاء أكثر من مرة وفق ما ذكرت «حرييت».

كذلك، جدد نائب رئيس الحكومة، نور الدين جانكيلي، أمس، ربط تحرك المعارضة بـ«جماعة فتح الله كولن الإرهابية»، معتبراً أنّ «المسيرة التي يقوم بها كيليتشدار أوغلو من أجل العدالة هي في الواقع تدعم جماعة فتح الله كولن».

لا انتخابات مبكرة

يبدو أن الأجواء أصبحت هادئة، ولا وقت للانشغال الداخلي وحكومة أردوغان مشغولة بالتعامل مع الأكراد والملفات الخارجية، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنهم لا ينوون عقد انتخابات مبكرة في الفترة القادمة قبل الانتخابات التي ستجرى في عام 2019.

وعقب الاستفتاء الدستوري الذي شهدته تركيا في السادس عشر من أبريل/ نيسان هذا العام حددت السلطات التركية عام 2019 موعدا للانتخابات المقبلة.

وكان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية ماهر أونال قد أعلن خلال مشاركته على قناة NTV أن الانتخابات المبكرة ليست على أجندة الحزب.

من جانبه أجاب أردوغان على أسئلة الصحفيين المرافقين له على متن الطائرة أثناء عودته من الأردن.

وذكرت الصحفية هيندا فرات من صحيفة حريات أن أردوغان أجاب على سؤال بشأن الانتخابات المبكرة بقوله إن عقد انتخابات مبكرة سيكون بمثابة تبذير وأنه يتوجب عليهم التركيز على أعمالهم.

كما نقلت صحيفة تركيا عن «أردوغان» قوله إنه لا يريد في قيادات الحزب الجديدة من تلوثوا بشبهات الفساد والاختلاس.

وكان كاتب صحيفة حريت عبد القدير سيلفي قد ذكر في مقاله أن الوزراء طالبوا أردوغان بانتخابات مبكرة وهو الأمر الذي رفضه أردوغان.

هذا ومن المنتظر أن تشهد تركيا الانتخابات المحلية في 31 مارس/ آذار عام 2019 على أن تعقبها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني في عام 2019.

ربما يعجبك أيضا