“إثراء” تحتضن تطلعات القمة العربية

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن

من نفس الموقع الذي تفجر فيه أول ينبوع للنفط في المملكة العربية السعودية، أنشأت شركة “أرامكو” السعودية رائعة معمارية تحمل اسم مركز “الملك عبد العزيز” الثقافي العالمي لتجسد رؤية المملكة في التحول للمجتمع المعرفي، وللمرة الأولى يستقبل المركز القمة العربية “29”، التى يشارك فيها قادة الدول العربية.

وتعد “القاعة الكبرى” التي ستحتضن القمة، اليوم الأحد، التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عام 2016، نافذة “إثراء” على العالم، ونقطة اتصال مع الثقافات الأخرى من خلال إقامة المعارض والفعاليات الزائرة من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى المؤتمرات التى تستهدف 500 ألف زائر سنويا.
 
وتقع القاعة الكبرى بالقرب من المدخل الرئيسى للمركز، كما تتبعها ساحة خارجية تتميز بجدار نباتى، ومدرج رومانى يتم استخدامه فى الفعاليات المصاحبة.

وتقدر مساحة القاعة الكبرى التى صممت على طراز حديث يجمع ما بين المعادن الصماء والزخارف التاريخية، بـ 1600 متر مربع، حيث صنعت أرضيتها من خشب نبات البامبو المعاد تدويره، ويبلغ عرضها 30 مترًا، ويصل طولها إلى 45 مترا، وتتمتّع بزوايا منحنية وإضاءة باهرة من الألواح النحاسية المثقوبة.

وتتسع القاعة لأكثر من ألفى شخص، وتحيط بجدرانها شاشات تلفزيونية ضخمة، إضافة إلى شاشات تلفزيونية أخرى معلقة فى مختلف جنبات القاعة.

ويهدف تصميم القاعة الكبرى، إلى الاحتفاء بتنوع الثقافات حول العالم، من خلال استضافة المناسبات الثقافية والمؤتمرات الرسمية.

وتأتي القمة العربية في الظهران وسط تطلعات العرب أن تقود المملكة العربية السعودية الدول العربية نحو حسم الملفات الشائكة التي تواجه الأمة على كل الأصعدة.
 

وترمز الأحجام والأشكال المختلفة لهذه الصخور، والطريقة التي يستند بعضها بها إلى بعض، إلى جوانب التشابه والتنوع والتعاضد التي تربط شعب المملكة بسائر شعوب العالم.

واهتم “إثراء” في تصميم مبناه بالعامل البيئي والزمني، فمن التصميم الذي يبدو كمجموعة من الحجارة المتراصة والمغطاة بأنبوب من الفولاذ يلفها بالكامل، إلى البناء وفق المقاييس المعروفة باسم “LEED” ليعمر سنوات طويلة قادمة.

وفي التصميم الداخلي حضر العامل الزمني في تقسيم المبنى، فالأدوار الواقعة تحت مستوى سطح الأرض مخصصة للماضي، وعند مستوى السطح للحاضر، أما برج المعرفة القائم فوق كل هذا فيمهد الطريق للمستقبل.

ويبدو مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية، والبالغ تكلفته  1,6 مليار ريال، كمجموعة من الحجارة المتراصة التي تضم بين جنباتها مكتبة عصرية، ومركزاً للابتكار، وواحة للصغار تشكل أول متحف من نوعه للطفل في العالم العربي، ومتحف التاريخ الطبيعي، وقاعات للفنون، ومركز الأرشيف، ويتعالى في وسطه برج المعرفة الذي يقدم البرامج التعليمية للرواد من كل الأعمار. تتضافر البرامج في المركز لتكون موئلاً للإلهام وإثراء للثقافة.

واستلهمت الفكرة المعمارية لمركز الملك عبد العزيز للإثراء المعرفي من مبدأ أصيل في الثقافة السعودية؛ يتمثل في أننا لا نستطيع أن نبني أي مستقبل بدون تراثنا الحضاري. ويتألف المبنى من ما يشبه مجموعة من الصخور العملاقة تنبثق من بطن الأرض -أي من الماضي- مرتفعة إلى عنان السماء، أي إلى المستقبل.

ربما يعجبك أيضا