في ذكرى 11 سبتمبر.. روبرت فيسك وجها لوجه مع “بن لادن”

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

قبل 17 عامًا، استهدفت طائرتان مختطفتان برجي التجارة العالميين، في الولايات المتحدة في هجوم أسفر عن مقتل الآلاف وتبناه تنظيم “القاعدة” الذي كان يقوده أسامة بن لادن في ذلك الوقت، فيما عرف لاحقا بهجمات الـ11 من سبتمبر.

ومع الذكرى الـ17 لهجمات 2001 على البرجين التوأمين، نشرت صحيفة “الإندبندنت” مقالا للكاتب والصحفي روبرت فيسك، بعنوان “مع أسامة بن لادن الرجل الذي هز العالم”، وتقول: “كإجراء خاص لإحياء ذكرى هجمات 11 من سبتمبر عام 2001 نعيد نشر مقال خاص لفيسك نشره بعد إجراء مقابلة خاصة مع زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن”.

وتشير الصحيفة إلى أن المقال نشر كجزء من كتاب لفيسك عام 2006 بعنوان “حرب الحضارات الكبرى”، يقول  فيه “إنه في ظهيرة احد أيام شهر يونيو عام 1996 رن الهاتف على مكتبه في العاصمة اللبنانية بيروت وعندما رد عليه جاءه صوت رصين قائلا “سيد فيسك شخص التقاك في السودان يرغب في مقابلتك مرة أخرى”، مشيرًا إلى أنه كان يسمع في الأخبار أن بن لادن قد عاد إلى أفغانستان لكنه لم يكن متأكدا من ذلك.

وسافر فيسك من بيروت إلى جلال آباد في أفغانستان ثم التقى أحد أتباع بن لادن واسمه محمد والذي رافقه حتى التقى بن لادن بعد رحلة طويلة بالسيارة بين طرقات محطمة وأخرى ترابية لم يتم تمهيدها من قبل، بحسب المقال.

“كان في الأربعينات من عمره حينها، لكنه بدا أكبر بكثير مما كان عليه في اجتماعنا الأخير في الصحراء السودانية في أواخر عام 1993، كان يسير نحوي، طويل القامة، نحيف، مع تجاعيد جديدة حول تلك العيون الضيقة، وبدأت الشعيرات البيضاء في الظهور في ثنايا لحيته، وكان يرتدي صدرية سوداء فوق رداءه الأبيض وكوفية ذات لون أحمر على رأسه، ويبدو أنه متعب”، هكذا وصف فيسك “أسامة بن لادن”.

ويوضح الكاتب أن اللقاء كان بعد فترة قليلة من مقتل 19 جنديا أمريكيا في هجوم، وهو ما علق عليه بن لادن قائلا “لقد حذرت الأمريكان ونصحتهم قبل فترة طويلة، لأن “شرور” الشرق الأوسط نشأت من محاولة أمريكا السيطرة على المنطقة ودعمها لإسرائيل، وهذا لا يعني إعلان الحرب ضد الغرب والشعب الغربي – بل ضد النظام الأمريكي “.

وتابع فيسك: “أشار بن لادن إلى أن كل ما نفعله هو نتيجة السلوك الأمريكي ضد المسلمين، دعمهم لليهود في فلسطين ومجازر المسلمين في فلسطين ولبنان من صبرا وشاتيلا وقانا”.

واستطرد فيسك: “وتابع “بن لادن”، نحن كمسلمين لدينا شعور قوي يربطنا معا.. نشعر بإخواننا في فلسطين ولبنان، عندما قتل 60 يهوديا داخل فلسطين” تحدث كل العالم عن التفجيرات الانتحارية الفلسطينية، وانتقدوا هذا الحدث، في حين لم تتلق وفاة 600.000 طفل عراقي نفس رد الفعل”.

يقول فيسك: “كان ذلك أول إشارة لـ” بن لادن “إلى العراق وإلى عقوبات الأمم المتحدة التي كان من المقرر أن تنتج، وفقا لمسؤولي الأمم المتحدة أنفسهم، وفاة أكثر من نصف مليون طفل، قال ابن لادن: “إن قتل هؤلاء الأطفال هو حرب صليبية ضد الإسلام.” “نحن كمسلمين ، لا نحب النظام العراقي ولكننا نعتقد أن الشعب العراقي وأولادهم هم إخواننا ونحن نهتم بمستقبلهم، كانت هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها كلمة “صليبية””.

لبعض الوقت ، كانت هناك عاصفة رعدية، في شرق مخيم بن لادن ويمكننا رؤية البرق فوق الجبال على الحدود الباكستانية، لكن بن لادن اعتقد أن هذا قد يكون نيران المدفعية، الناتجة من استمرار المعارك بين المجاهدين والتي أودت بروحه في نهاية الأمر.

“قلت لـ”بن لادن” إن أفغانستان هي البلد الوحيد الذي ذهبت إليه بعد منفاك في السودان، رد قائلا: “المكان الأكثر أمنا في العالم بالنسبة لي هو أفغانستان، وأشار إلى أن هناك عدة أماكن حيث لدينا أصدقاء وأخوة مقربين – يمكننا العثور على ملجأ وسلامة في نفوسهم”.

واستغرق فيسك في ذكر الكثير من التفاصيل التي صاحبت اللقاء والعاصفة الرعدية التي ظنها بن لادن غارة جوية وشيكة وكيف أصدر أوامره للأمن بالتعامل مع الأمر وتجهيز الأسلحة والاستعداد قبل أن تنتهي العاصفة.

ويختتم الكاتب حديثه قائلا: “كتبت في دفتر ملاحظاتي الكلمات التي سأستخدمها في الفقرة الأخيرة من تقريري عن اجتماعنا: “أسامة بن لادن يعتقد أنه الآن يمثل أعظم أعداء الوجود الأمريكي، ربما هم على حق في النظر إليه على هذا النحو، لكني “كنت أستهين بالرجل”.

ربما يعجبك أيضا