الحدود مؤمنة تمامًا.. مصر تحصد ثمار صفقات السلاح رغم توتر الجيران

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أسهبت مصر خلال السنوات الست الماضية في عقد العديد من صفقات السلاح، من كافة المدارس العسكرية، وسط انتقادات عدة في الداخل والخارج، لكنها أثبتت جدواها خلال العامين الماضيين خصوصًا مع توتر الوضع على الحدود المصرية من كافة الاتجاهات.

“حدود متوترة”

تتمتع مصر بموقع جغرافي واسع يجعلها مركزًا إقليميًا في الشرق الأوسط عمومًا، وسط حالة من التوتر في معظم البلدان المجاورة للمحروسة، فالدولة المصرية تقع في الركن الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا، ولديها امتداد آسيوي، حيث تقع شبه جزيرة سيناء داخل قارة آسيا.

ويحد مصر من الشمال البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 995 كم، ويحدها شرقًا البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله 1941 كم، ويحدها في الشمال الشرقي حدود مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة، ومن الغرب حدود مع دولة ليبيا على امتداد خط بطول 1115 كم، كما يحدها جنوبا السودان بطول 1280 كم.

ورغم توتر الأوضاع في ليبيا خصوصًا خلال الأسبوع الماضي، بسبب معركة “طوفان الكرامة” في العاصمة طرابلس، واندلاع احتجاجات عارمة على مدار أكثر من 3 أشهر في السودان جنوبا، أفضت إلى عزل الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من قيادات حكومته، فضلا عن التوتر المستمر في الحدود الشمالية الشرقية بسبب “انتفاضات” قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وشهدت مصر خلال السنوات الأخيرة اكتشافات “غاز” هائلة في البحر المتوسط، وسط أطماع واضحة من دول إقليمية، في مقدمتها تركيا والتي تحاول الاشتباك بين الحين والآخر مع مصر وجيرانها – قبرص واليونان – بقيت قوات الأمن المصرية محاصرة طيلة الوقت من أجل تأمين حدودها ومنع محاولات التسلل.

“مصادر التسليح”

“القاهرة” اعتمدت منذ وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على استراتيجية خالفت النهج الذي سارت عليه لعقد بالاعتماد على السلاح الأمريكي فقط، لتبدأ في تنويع مصادر تسليحها، من خلال التعاقد على أسلحة “روسية وفرنسية وألمانية وأمريكية” لتتمكن من مجراة الواقع المحيط بها.

القوات المسلحة المصرية عمدت على تطوير جميع أفرعها، حيث حصلت من فرنسا على حاملتي الطائرات “الميسترال” جمال عبد الناصر وأنور السادات، فضلا عن الحصول على 11 طائرة من مقاتلات الجيل الرابع طراز “رافال” الفرنسية ضمن صفقة من 24 طائرة، وعدد من مقاتلات “ميج 29 و35” إلى تشكيلات القوات الجوية.

وتسلمت مصر عدة صفقات سلاح ومعدات من الولايات المتحدة، كان أبرزها أربع طائرات من طراز “F-16 لصقر المقاتل”، الـ F-16 من طراز Block 52، ثماني طائرات F-16 بلوك 52 لتنضم إلى أسطول طائرات F-16 أمريكية الصنع الموجودة لدى سلاح الجو المصري، فضلا عن برجا لدبابات “أبرامز إم1 إيه1”.

وقامت روسيا بتزويد مصر بمقاتلات ميج‏35‏ إم‏2‏ متعددة المهام‏، وصواريخ كورنيت المضادة للدروع، ومروحيات مي ‏35‏ إم، ودبابات تي ‏90‏ للمهام الصعبة، علاوة على طائرات ميل مي ‏17‏، وصواريخ تور إم ‏2‏ ا، وقاذفات آر بي جي ‏32‏، مقاتلات من نوع سو ‏30‏ كا، ومنظومة الدفاع الجوي إس ـ‏300‏، وصواريخ أنتاي ‏2500‏ المضادة للجو.

“حصاد الجيش”

الجيش المصري نجح خلال السنوات الأخيرة في التصدي لكافة محاولات اختراق الحدود، فأعلن الرئيس المصري خلال فبراير الماضي، أنه منذ سقوط دول مجاورة، ومصر تقوم بإجراءات أمنية مكثفة ومكلفة للغاية، كاشفا أنه في خلال الخمس سنوات الماضية، تم تدمير مئات العربات محملة بالأسلحة والذخائر والمقاتلين الأجانب في الصحراء الممتدة بين الحدود المصرية والليبية.

وأشار السيسي، خلال كلمته في الجلسة الرئيسية بمؤتمر “ميونيخ للأمن”، إلى أنه حذر منذ 4 سنوات من المقاتلين الجانب الذين يقاتلون في سوريا عند انتهاء الحرب في سوريا، منوها بأن خلال مواجهة مصر للإرهاب وجدت أن هناك مقاتلين ليسوا من جنسيات عربية ضمن القتلى.

ونجحت القوات المسلحة في إحباط محاولات اختراق الحدود المصرية من كافة الجهات، حيث قضت على مئات الإرهابيين في صحرائها الواسعة، ودمرت مئات سيارات الدفع الرباعي، ومنذ بداية العام الجاري دمرت القوات المسلحة المصرية 117 سيارة دفع رباعي على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي، والجنوبي، والغربي، فضلا عن قتل حوالي 100 عنصر تكفيري مسلح شديد الخطورة على الحدود ضمن العاملة الشاملة سيناء 2018.

ربما يعجبك أيضا