ضحايا منسيات.. عاملات المنازل في قطر يواجهن انتهاكات جسيمة

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

تتعرض عاملات المنازل في قطر لمستويات شديدة من الانتهاكات، حيث يجبرن على العمل أكثر من 18 ساعة في اليوم، فيما تعرض بعضهن لجرائم خطيرة مثل الاعتداء الجنسي، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية.

وكشف التقرير، إلى أن العاملات الأجنبيات يُدفعن إلى حافة الانهيار جراء العمل المفرط، وانعدام أوقات الراحة، والمعاملة المهينة، كما أن كثير منهن تلقين رواتبهن متأخرة أو لم يحصلن عليها مطلقا وإنهن يتعرضن بانتظام لسوء المعاملة بما في ذلك الإيذاء الجسدي.

وأجرت المنظمة مقابلات مع 105 سيدات استُخدمن كعاملات منزليات عشن في منازل أرباب عملهن في قطر، وتبين لها أن حقوقهن ما زالت تتعرض للإساءات والانتهاكات.

ووصفت العاملات كيف يعملن في ظروف شديدة القسوة، وكيف قام أصحاب العمل المسيئين بالتقليل من شأنهم من خلال نتف شعرهن والبصق عليهن، فضلاً عن حالات الضرب والركل واللكم، كما أنهم يحصلن على حماية قليلة أو معدومة من السلطات في الدولة المضيفة لكأس العالم لكرة القدم 2022، بحسب المنظمة.

وأشار التقرير إلى أن أرباب العمل يصادرون جوازات سفر عاملات المنازل، مما يجعل من الصعب للغاية الفرار من الإساءات، وقال إن حوالي 85 بالمئة من النساء قلن إنهن يعملن بانتظام أكثر من 14 ساعة في اليوم، ونادرا ما يحصلن على أيام عطلة أو لا يحصلن عليها أبدا.

تقول إميلي إحدى العاملات: «سيدتي تقول أنت وحش، سأقطع لسانك، أنا خائفة من أن تقول لي سأقتلك، دائما تقول لي كلمات سيئة، أنا خادمة فقط، ولا أستطيع فعل أي شيء».

وتضيف جوي، عاملة أخرى: «بدأت السيدة بالصراخ على الخادمات، ثم بدأت بالبصق علينا وصفعتني مرة أخرى، وقبل هذا الحادث ركلتني أيضًا على ظهري”.

أكدت 15 امرأة أنهن تعرضن لانتهاكات جسدية على يد صاحب العمل أو أسرة صاحب العمل، من بين إجمالي 105 مقابلات مع سيدات، كما أن من بين الذين تمت مقابلتهم، قال 90 من بين 105، إنهن يعملن بشكل روتيني أكثر من 14 ساعة كل يوم، بينما نصفهن يعملن أكثر من 18 ساعة في اليوم، أي ضعف ساعات عقودهم المنصوص عليها.

قالت العديد من النساء إنهن لم يحصلن على يوم عطلة واحد أثناء عملهن، وقالت 89 منهن إنهن يعملن بانتظام سبعة أيام في الأسبوع، وإن الغالبية العظمى، صادر رب العمل جوازات سفرهن بشكل غير قانوني، فيما قال خمسة من الـ 105 إنهن تعرضن لاعتداءات جنسية، تراوحت بين التحرش والمداعبة والاغتصاب.

تقول منظمة العفو الدولية إن امرأة قالت إنها تعرضت لاعتداء جنسي وذهبت إلى الشرطة لتجد نفسها متهمة باختلاق قصص.

قطر تخذل النساء

يقول ستيف كوكبيرن، رئيس قسم العدالة الاجتماعية في منظمة العفو الدولية: «إن الصورة العامة لنظام يستمر في السماح لأصحاب العمل بمعاملة عاملات المنازل ليس كبشر بل كممتلكات، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإصلاح قوانين العمل ، لا تزال قطر تخذل النساء الأكثر ضعفاً في البلاد».

قالت بعض السيدات إن أصحاب العمل لم يدفعوا لهن أجورهن كما ينبغي، بينما قالت أخريات إنهن لم يحصلن على ما يكفي من الطعام وأجبرن على النوم في غرف ضيقة على الأرض بدون مكيفات.

يسعى أصحاب العمل للانتقام من العمال الذين يتركون وظائفهم ويمكن أن يتهموهم «بالفرار» أو بارتكاب جرائم أخرى.

هناك 173 ألف عاملة منزلية مهاجرة في قطر، معظمهن من آسيا، والعمال المنزليون، مثلهم مثل الآخرين في البلاد، ممنوعون من تكوين النقابات العمالية.

تقارير سوء المعاملة هي الأحدث ضد قطر، التي تواجه انتقادات بسبب ممارساتها العمالية المروعة منذ حصولها على كأس العالم بشكل مفاجئ قبل 10 سنوات.

ويضغط المجتمع الدولي بشكل مكثف منذ ذلك الحين لتحسين ممارسات العمل بعد تقارير تشير إلى أن العديد من العمال ومعظمهم من دول مثل الهند ونيبال وبنجلاديش والفلبين، فقدوا حياتهم خلال عملهم في بناء البنية التحتية لأكبر بطولة لكرة القدم.

ضحايا منسيات

يُنظر إلى عاملات المنازل إلى حد كبير على أنهن ضحايا منسيات، حيث إن الكثير من الانتقادات تركزت على معاملة عمال كأس العالم.

على الرغم من الإصلاحات الأخيرة في مجالات مثل إدخال حد أدنى دائم للأجور للعمال المهاجرين، الذين يشكلون ما يقرب من 90 بالمائة من سكان البلاد البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة، لا يزال العديد منهم يتعرضون للإحباط، بحسب منظمة العفو الدولية.

في يناير، أعلنت قطر أن معظم العمال الوافدين الذين مُنعوا سابقًا من مغادرة البلاد دون الحصول على موافقة صاحب العمل لن يحتاجوا بعد الآن إلى تصريح خروج.

يجب أن يحمي قانون العمالة المنزلية، الذي تم تقديمه في 2017، الموظفين في مجالات مثل تحديد ساعات العمل، والإجازات اليومية الإلزامية، وأيام العطل، والإجازات مدفوعة الأجر، وعلى الرغم من ذلك، اشتكت مجموعات مثل منظمة العفو الدولية منذ فترة طويلة من عدم تطبيق قوانين العمل الحسنة النية بشكل صحيح.

وأجرت منظمة العفو مقابلات مع نشطاء وموظفي سفارات من بلدان منشأ العمال الأجانب، ويعمل في قطر نحو مليوني عامل مهاجر، معظمهم من البلدان الفقيرة مثل بنجلايش ونيبال والهند.

ربما يعجبك أيضا